الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الهروب إلى سبتة: عندما يتحول شعار - آخر من يهرب يطفي الإنارة - إلى كوميديا ساخرة

بن سالم الوكيلي

2024 / 9 / 16
كتابات ساخرة


تحت شعار "آخر من يهرب يطفي الإنارة"، يبدو أن المغرب دخل في فصل جديد من مسرحية السخرية السياسية. هذا الشعار، الذي كان من المفترض أن يكون مجرد مزحة، أصبح رمزاً للغضب العارم ضد حكومة عزيز أخنوش، وكأننا نعيش في عرض كوميدي هزلي حيث تجسد كل أزمة اقتصادية مشهداً ساخراً.
في الآونة الأخيرة، اجتمع الشباب المغامرون من كل زاوية وركن في المغرب، مثل قافلة من شخصيات كوميدية، في مدينة الفنيدق. الفنيدق، التي تحولت إلى "مركز التسلل والهروب الجماعي"، أصبحت بمثابة قاعدة عمليات لرحلات البحر المليئة بالأمل المفقود. هؤلاء الشباب، الذين يجسدون التوترات الاقتصادية وكأنهم في مسرحية هزلية، يجتهدون في التسلل عبر البحر إلى سبتة، آملين أن يجدوا هناك حياة جديدة، مثل أبطال مسرحيات تبحث عن نهاية سعيدة.
وفي 15 شتنبر، شهدت المدينة أكبر تجمع لليائسين في مشهد درامي حافل بالهروب الجماعي. كان هذا اليوم نقطة تحول، حيث تجمع المئات في المدينة الساحلية، مما أدى إلى فوضى عارمة. كان المشهد حافلاً بمظاهر الهروب اليائسة، حيث كان العديد منهم يحاولون الوصول إلى سبتة بأية وسيلة، مما أسفر عن وقوع حوادث مأساوية، بما في ذلك فقدان أرواح الشباب في محاولة يائسة للعبور.

وفي ظل هذا الازدحام المثير للضحك، تتخذالسلطات المغربية إجراءات أمنية صارمة كأنهم يلعبون دور "المدافعين عن القلعة". تُحشد القوات البحرية، وتُشدد الرقابة على السواحل، وكأنهم في فيلم أكشن، حيث تزداد التقارير عن القمع بشكل مبالغ فيه، حتى يبدو أن أي محاولة للهروب يمكن أن تنتهي بمشاهد درامية تقترب من الإبادة الجماعية.

هذه المسرحية الساخرة تبرز أن الحكومة المغربية، بدلاً من تقديم حلول حقيقية، تفضل الاستمرار في "عرض" إجراءاتها القاسية كوسيلة لجذب الانتباه. ومع ذلك، رغم كل الضغوط، يظل الهروب إلى سبتة خياراً مرغوباً فيه من قبل الكثيرين الذين يرون فيه طريقة "كوميدية" للتعبير عن استيائهم.

وفي النهاية، يبقى الحل الحقيقي في يد ملك البلاد. إذا لم يتم التحرك سريعاً وبجدية، فإن هذه الكوميديا الساخرة قد تتحول إلى كارثة اجتماعية حقيقية، حيث يصبح الاستقرار مجرد نكتة بائسة. يتطلب الوضع استجابة فورية وجادة لتجنب تحول هذه الأزمة إلى عرض مأساوي لا يليق بشعب يستحق أفضل من هذه التمثيليات السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #شاهد بريطاني ينتقد تبنّي الإعلام الغربي الرواية الإسرائيلي


.. مهرجان الجونة السينمائي: دورة جديدة تحت عنوان التشابك والإبد




.. الفنان عمرو الجزار : إسماعيل الليثى نزل الشغل علشان فرقته ب


.. طرح إعلان فيلم إن كاميرا لأمير المصري بعد مشاركته بمهرجان ال




.. بلا قيود يستضيف الروائية والأديبة المصرية ميرال الطحاوي