الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تارا التي لا تُحِبُّ الجنود
عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
2024 / 9 / 17
الادب والفن

في يومٍ من تلكَ الأيّام
"ساقوني" إلى السليمانيّةٍ جُنديّاً.
فورَ وصولي أحببتُ جميعَ نساءِ المدينة
ولا واحدةً منهُنَّ أحبّتني
"الكرديّاتُ".. عادةً ..
يكرَهْنَ الجنود.
كانت أجملُ امرأةٍ بينهنّ "تارا"
وبالطبع.. كنتُ أُحِبُّ "تارا"
و بالطبع.. كانت "تارا" لا تُحِبُّني
"تارا" التي
لا تُحِبُّ الجنود.
عندما أذهبُ إلى السُليمانيّةِ الآنَ
يُصادفني وجهها
الذي يشبهُ "مّنَّ السماواتِ" جدّاً
و يغُصُّ قلبي
بالكثيرِ من الضوءِ
في عشبها الأخضرِ الفاحم
وبالكثير من الكلمات
في فمها الذي يقولُ أشياءَ صغيرة
تشبهُ "النِمْنمَ" الكُرديَّ
عندما "يدبُكُ" فوق فستانها الأسوَدِ
ويتطايَرُ القليلُ منه
فوق روحي.
عندما أذهبُ إلى السُليمانيّةِ الآنَ
عادةً.. لا أجِدها.
لا أدري لماذا النساء
شبيهاتُ الحقيقةِ
يكذِبْنَ عَلَيّ.
عندما أذهبُ إلى السُليمانيّة الآن
أمشي في شوارعها وحدي
لا عسَلَ لي في فَمِ "تارا"
يدفَعُ الجوعَ عنّي
ولا جبلاً من رائحةِ "العِلْجِ" المُرِّ
يعصمني من الغرقِ
في ظَهرِها الشاسعِ البهيّ
ولا قليلاً من حَطَبِ شجرةِ "البطم"
ترميهِ "تارا"
على بَردِ روحي.
عندما أذهبُ إلى السُليمانيّةِ الآن
أتذكّرُ "تارا".
لماذا السيّدةُ السُليمانيّةُ
التي تشبهُ الليلَ جدّاً
تبدو طويلةً مثل "تارا"
كأنّها يومٌ قديم؟
عندما لا أذهبُ إلى السُليمانيّةِ
لا شيءَ يحدثُ لي
كأنّني لم أكُن يوماً هناك
وكأنّ بغدادَ
ليست نسياناً سابقاً
يتذكّرُهُ الآنَ
رجلٌ طاعنٌ في السِنِّ
تُحاصِرهُ "التاراتُ" حديثاتُ الولادةِ
ويشعرُ بالخذلان.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مواقف غير متوقعة في مسرح الحجرة مع أبطال العرض المسرحي -يمين

.. -الأنا العليا- تمنع عودة العلاقة بين ترمب وإيلون ماسك... وكا

.. إزاي أبطال العرض المسرحي -يمين في أول شمال- بيقدروا يمثلوا ف

.. بمشاركة النجم محسن منصور.. أبطال العرض المسرحي -يمين في أول

.. القصة على مسؤولية صاحبها.. إزاي حصلت أزمة اللوحات الفنية في
