الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقط ، لأنه العراق

طارق الحارس

2006 / 12 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم تكن قرعة بطولة آسيا بكرة القدم ظالمة أو قاسية مع منتخبنا الوطني ، إذ أوقعته في مجموعة معتدلة ، لكنها كانت ظالمة وقاسية معي ومع العديد من العراقيين المقيمين في استراليا ، إذ أن القرعة أوقعت منتخبنا الوطني في مجموعة واحدة الى جانب المنتخب الاسترالي .
سيقول المغرضون ، والمنافقون ، وأنصار القاومة غير الشريفة ، أنصار قتلة أهلنا : لقد باع الوطن وها هو يتردد في الوقوف مع المنتخب العراقي لصالح منتخب جنسيته الثانية . سيصرخ هؤلاء المنافقون : أين الولاء ، أين الانتماء للعراق ؟ .
أما نحن فلا نحتاج الى الرد على هؤلاء المنافقين ولا نحتاج الى سرد الأدلة التي تثبت انتمائنا الى عراقنا فجثامين أهلنا قد دفنت في ترابه ، وبعضها لا نعرف بأية بقعة من ترابه قد دفن ، نقصد الذين أعدمهم النظام الصدامي دون أن يسلم جثامينهم لنا ، ودم أهلنا بالعراق لم ينشف بعد فالجرائم البشعة لا زالت تستهدفهم .
لا نحتاج الى سرد الأدلة فالدموع التي رافقت رحلة منتخبنا الأولمبي بكرة القدم في مباريات بطولة أسياد الدوحة خير شاهد على انتمائنا . لقد سقطت هذه الدموع بعد فوزنا على عمان وبعد فوزنا على ماليزيا وأوزبكستان وكوريا الجنوبية وكم كنا نتمنى أن يفوز منتخبنا الأولمبي على قطر ، لكن مع هذا فقد فرحنا بالانجاز الكبير الذي حققه منتخبنا بفوزه بالميدالية الفضية في هذه البطولة وكان التعبير عن هذه الفرحة بالدموع أيضا فهل هناك أغلى واسمى من الدماء والدموع لاثبات الانتماء .
لا يحتاج الأمر الى سرد الأدلة التي تثبت أننا سنقف مع منتخبنا الوطني حينما يلاعب أي منتخب من منتخبات العالم حتى وان كان هذا المنتخب هو منتخب دولة استراليا التي أصبحت بلدنا الثاني ، تلك الدولة التي أعادت لنا كرامتنا التي سلبها ( عراق صدام حسين ) ، تلك الدولة التي عرفناها فيها قيمة الانسان ، تلك الدولة التي استقبلتنا بعد أن ( دفرتنا ) الدول العربية ، لكننا نعلنها بصراحة تامة :
ان الفرحة بفوز منتخبنا على المنتخب الاسترالي لن تكون مشابهة لفرحتنا حينما يفوز منتخبنا على المنتخب التايلندي أو العماني أو القطري أو السعودي أو البحريني أو الكوري الجنوبي أو الياباني ، نعم سنفرح حينما يفوز منتخبنا الوطني على المنتخب الاسترالي ، لكن ( بخجل ) .
ما من شك أن قلبي وعقلي وجسدي سيكون مع المنتخب العراقي في جميع مباريات هذه البطولة ومن ضمنها مباراته أمام المنتخب الاسترالي ، لكن في الوقت ذاته سأكون مع استراليا في مبارياته الأخرى ، سأكون مع المنتخب الاسترالي حينما يلاعب المنتخب التايلندي أو المنتخب العماني أو السعودي أو القطري أو البحريني ، حتما سأكون مع بلدي الثاني ، استراليا ، حينما يلاعب أي منتخب غير المنتخب العراقي ، سأكون قلبا وقالبا مع المنتخب الاسترالي في هذه البطولة وفي أية بطولة أخرى .

* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات