الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في هدف الطوفان لدى السنوار ومشعل

سليم يونس الزريعي

2024 / 9 / 18
القضية الفلسطينية


من المفارقات المفجعة بالنسبة للمواطن الفلسطيني الغزي بشكل خاص.. هو عندما يسمع أن نصر حماس في الحرب على غزة هو قي بقائها مهيمنة على القطاع على قاعدة الخلاص الفردي .. واستمرار سلطتها على غزة.
وهذا ليس من باب التحليل السياسي ولكن هذا ما قاله قادة حماس ذلك أن خالد مشعل رئيس حماس في الخارج، أكد في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" في الدوحة حيث يقيم إن منطق حماس بسيط - فالانتصار يعني ببساطة البقاء على قيد الحياة، وعلى الأقل في الوقت الراهن، تمكنت الحركة من القيام بذلك، حتى وإن كانت ضعيفة للغاية. لكنها حسب قوله لها اليد العليا"، وأضاف "لقد ظلت صامدة"، وأدخلت الجيش الإسرائيلي في "حالة استنزاف". فبقاء حماس الربانية.. هو النصر حتى لو جرت التضحية بأكبر عدد من أهل غزة.
ويبدو واضحا من منطق حماس أنها نقيس الأمور ضمن ثنائية حماس والكيان الصهيوني كمتنافسين في ميدان معزول ليس له علاقة بشعب غزة.. الذي ليسوا في وارد ذهن حماس العسكري مع أنهم هم الذين يدفعون الثمن.. حتى وصلت هذه التضحيات حتى الثلاثاء 17 سبتمبر إلى 41 ألفا و252 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي. فيما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 95 ألفا و497 مصابا منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
ومع أن زعيم حماس الجديد يحيى السنوار يعترف في رسالته لزعيم الحوثيين بأن أهل غزة يعيشون" حالة المعاناة من العدوان والحصار وحالة المقاومة الباسلة التي تقودها كتائب القسام" مشددا على أن القسام تخوض معركة دفاعية على مدار عام كامل أرهقت العدو وأثخنت فيه". لكن السنوار لم يكشف لنا عن من تخوض حماس معركة دفاعية.. أمام كل هذا الخراب والدم الذي لحق بغزة.. ومن ثم هل كان الالتحاق بالأنفاق ومن ثم استدراج الكيان إلى غزة، هو هدف طوفان الأقصى الذي أعلنه إسماعيل هنية ومحمد الضيف يوم 7 أكتوبر الماضي.
ويبدو غياب المسؤولية لدى قادة حماس كونهم هم السلطة الحاكمة في غزة منذ 2007 أولا، وهم ثانيا من فجر طوفان الأقصى على أساس تحرير القدس والأقصى.. وتدشين معركة تحرير فلسطين كما أكد الشهيد إسماعيل هنية وهي المعركة التي تحولت إلى محرقة شملت كل قطاع غزة، ومع ذلك يباهي قادة حماس بقدرتهم على الاستمرار في الحرب، بما يسمى حرب الاستنزاف، وأنهم ليسوا في عجلة من أمرهم لوقف إطلاق النار، مع أن كل يوم إضافي من هذه المحرقة يعني مزيدا من الضحايا من أهل غزة.. فيما حماس تحمي نفسها بالأنفاق.
وهذا تكشفه مواقفهم، وكأنه أمر لا يعنيهم وخارج حساباتهم. في حين وصل وفق المكتب الإعلامي لحكومة حماس بغزة عدد المجازر الذي ارتكبها الاحتلال لأكثر من 3300 مجزرة.. بل إن آلاف العائلات الفلسطينية في القطاع شطبت من السجلات المدنية جراء استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين .
والمؤسف هنا أن يعتبر قادة حماس أن كل هذا الدم والخراب هو ثمن مستحق يجب على أهل غزة أن يدفعوه من أجل خلاص حماس الفردي.. ومن ثم عودتها لحكم غزة.
ووفق منطق خالد مشعل رئيس حماس في الخارج هو "ثمن" يجب أن يدفعه الفلسطينيون من أجل الحرية". دون أن يخبرنا مشعل أي حرية هذه التي سيحصل عليها الفلسطينيون مقابل هذه النكبة التي حلت بهم؟ .. هل هذه الحرية تخص كل الفلسطينيين في الضفة وغزة؟ أو أنها تخص غزة وحدها؟ ليكون السؤال وهل كانت غزة محتلة كما هي الآن قبل 7 أكتوبر 2023؟ ألم يكن معبر إيرز مفتوحا على مطار اللد فيما حقائب ملايين الدولارات تأتي بترتيب مع الكيان وواشنطن مع السفير القطري محمد العمادي لدعم ميزانية حماس وبموافقة نتنياهو والأجهزة الأمنية الصهيونيةـ، فيما كان آلاف العمال يغادرون القطاع للعمل داخل الكيان يوميا ضمن اتفاق حمساوي إسرائيلي للعمل.. من أجل تخفيف الضغط الشعبي على الحركة في قطاع غزة..
وضمن هذا المنطق الذي يعتبر أهل غزة أضاحي على مذبح مصالح حماس من الطبيعي أن لا يكون قادة حماس كما قال خالد مشعل في عجلة من أمرهم لإبرام وقف إطلاق النار مع إسرائيل بأي ثمن، ولن يتخلوا عن مطالبهم الرئيسية لإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي... ونسي مشعل أن يسأل من موقع النزاهة الفكرية والأخلاقية ـ وهل كان القطاع محتلا قبل طوفان حماس؟
لكن المؤسف أن يصل التضليل لدي مشعل ذروته عندما يتجاهل وهو يوصف واقع غزة قبل السابع من أكتوبر عن السبب الذي "جعل غزة تموت موتًا بطيئًا". "لقد كنا في سجن كبير وأردنا التخلص من هذا الوضع." ليكون السؤال أليس انقلاب حماس الدموي عام 2007 من أجل إقامة إمارتها في غزة هو السبب؟ وهل كانت عزة قبل انقلاب حماس تموت موتا بطيئا؟ ومن صنع سجن غزة مع سبق الإصرار عندما فصل القطاع عن الضفة وساعده الكيان في ذلك؟
لكن عندما يقول مشعل إن "الأمر لا يتعلق بتحقيق نصر عسكري على إسرائيل، بقدر ما يتعلق بجعلها تدرك أن سياساتها لم تكن مستدامة".. عندها يكون السؤال وهل كل هذا الخراب الذي لحق غزة وأهلها هو من أجل أن يعي العدو خطأ سياساته؟ ومن ثم إذا ما عدل الكيان سياساته هل يمكن القبول بذلك..؟ وإذا كان مشعل يعتبر أن الهدف من الطوفان هو لكي يعدل الكيان سياسية وليس تحرير القدس أو الأقصى وبدء معركة تحرير فلسطين، كما بشر بذلك إسماعيل هنية.
فإن السنوار يرى وفق رسالته لزعيم الحوثيين أن تضافر جهود حماس مع الحوثيين و"المقاومة الباسلة في لبنان، والمقاومة الإسلامية في العراق" من شأنه أن " يكسر هذا العدو وسيلحق به الهزيمة". ومعادل الهزيمة للكيان لدى السنوار ، يعني تحقيق النصر لحماس وحلفائها من التنظيمات الإسلامية في لبنان والعراق واليمن.. وهو توصيف يختلف عما قاله مشعل. الذي كل ما يهمه هو أنه "واثق من أن الحركة ستلعب دورًا مهيمنًا في غزة بعد الحرب". والسؤال أيهما نصدق مشعل أم السنوار؟
لكن يبدو واضحا من الأقوال وما تمارسه حماس في القطاع، أن كل ما يهما، هو بقاء سلطتها في غزة، ولكن على قاعدة "الهيمنة"، وهي رسالة لكل القوى الديمقراطية أنها ستبقى غطاء لهذا الطرف أو ذاك، ما لم تشكل قطبا وازنا يضع حدا لمفهوم الهيمنة في المشهد الفلسطيني من أي جهة جاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خيارات بوتين تضيق.. روسيا أمام الصدام الأصعب.. فهل يسبق الدم


.. المعارضة السورية تعلن بدء عملية عسكرية للسيطرة على منبج بريف




.. تحرير سجناء من السجن المركزي في السويداء


.. هل إسرائيل مستعدة لإنهاء الحرب في غزة؟




.. روسيا تدعي ضرب أهداف أوكرانية بقاذفة صواريخ متعددة في كورسك