الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراعات العربية العربية في استراتيجيات السياسة الأمريكية

سعاد جبر

2006 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن خريف السياسة الأمريكية يحسم تساقط أوراقه في المنطقة العربية ، ويراهن على أوراق ربح أخيرة في الأورقة العربية ، لصالح مشاريعها التوسعية الاستعمارية في المنطقة ، سواء في لبنان تحت مظلة شرق أوسط جديد أم الأزمة السياسية التي تعصف بالحكومة الفلسطنية أم في النزاع العرقي في إقليم دارفورد ، وربما أن كمبارد وات المنطقة العربية في النظم السياسية ، في حالة لايحسدوا عليها ، من القلق والتناقضات ، على اعتبارات انهم أحجار شطرنج يسهل تحريكها ، وربما لو أودت المصلحة الأمريكية إلى التخلص منهم ، فالحلول حاسمة لدى السياسة الأمريكية ، والمبررات يسهل تقديمها
وهناك عدة معطيات لتلك الإستراتيجية الأمريكية في تأجيج الصراع العربي العربي ، حتى لا يأخذ مجراه في الصراع العربي الصهيوني في المنطقة العربية ، وهذه السياسة الأمريكية مع منظومة كمباردوراتها في المنطقة أرجعتنا إلى الوراء في فكر متقوقع غرائزي يخرج عن حدود العقلانية والولاء لأمته العربية الإسلامية ، ويمكن ايجاز تلك المعطيات على النحو الأتي
- تكاثف الصريحات الأمريكية اثر حرب تموز الأخيرة على لبنان في التأكيد على أهمية طرح ورقة الصراعات المذهبية وبالأخص في الموضوع السني الشيعي
- معطيات التقارير الأمريكية التي أكدت على فشل السياسة الأمريكية وعدم نجاعتها في العراق ، وضرورة الخروج من المستنقع العراقي ، واستبداله بقواعد عسكرية بعيدة عن النار العراقية في كردستان والأردن ومناطق الأكثرية اللبنانية الشباطية في لبنان الموالية للسياسة الأمريكية ومشروعها في المنطقة العربية ، ومهمة ذلك التواجد الأمريكي عدا عن تحقيقه لمصالحه في المنطقة ، تأجيج تلك الخلافات العربية العربية ، ودعم الطرف الموالي لها دون الطرف الأخر سياسياً وعسكرياً ، في تدخلات فاضخة للسياسة الأمريكية في العالم العربي الإسلامي
- تبشير أحد الزعماء العرب في خطاباته بالحرب الأهلية في المنطقة العربية تحت دواعي الأخبار والتوصيف لها ، وهو الذي له أسبقية الشرف بالإخبار عن الهلال الشيعي ومشاريعه في المنطقة العربية ، كبدايات بروز تيار العرب والفرس ، وهذا شكل من تلك الأستراتيجية الأمريكية في تحويل الصراع العربي الصهيوني إلى معادلة الصراع العربي الفارسي تخت توهيمات وتوصيفات ما يعرف بالهلال الشيعي
- مأساوية الصراعات المذهبية في العراق ، ربما كان فيها تنفيذ لتلك الأستراتيجية الأمريكية ، عبر المخابرات الأمريكية البريطانية والموساد والمرتزقة من شخصيات عراقية مستفيدة من جريان بحر الدماء في العراق ، ومتبنية لسياسية التطهير العرقي من جهة أخرى ، ولكنها في الوقت ذاته لم تسلم القوات الأمريكية من بحر الدماء اثر مواصلة المقاومة العراقية في دك الأمريكي كل يوم في العراق ، وهي البقية الباقية من مشروع مناهضة أمريكا وإسرائيل على الساحة العراقية
- تأزم الأحداث الفلسطينية من قبل كمباردورات فلسطينية لتأجيج الصراع العربي العربي بين كل من حركة حماس وفتح، وتعميد النظم السياسية العربية الموالية على تهميش حكومة هنية ، والتآلب عليها والتخطيط لإسقاطها، رغم إنها جاءت في سياق انتخابات ديمقراطية تعبر عن خيارات الشعب الفلسطيني ، وربما مؤتمر هنية في 2/12/2006 ردا على خطاب عباس الذي نادى بانتخابات مبكرة يفضح تلك المسارات في السياسة الأميركية وأدوات مشاريعها المتشكلة في عباس وحاشيته
- أدوار السياسة الأمريكية في دعم فريق 14 شباط دون طرف المعارضة اللبنانية ، ويمارس ذلك الدور الداعم السفير الأمريكي فيلتمان الذي يعرقل ويقطع أي فرصة تلاقي بين كلا الفريقين لاستمرار الخلاف فضلا عن تصريحات رايس بعدم السماح لأحد بمناقشة مستقبل لبنان ، لأنه مصاغ بحسب رأيها حتما في ظل مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أجهضته المقاومة اللبنانية الباسلة مؤخراً
- الصياغة الأمريكية الجديد للزعامات العربية التي تنفذ وتؤجج تلك الإستراتيجية في الصراع العربي العربي ، ومنها قرضاي والمالكي وعباس والسنيورة ، وهؤلاء على رأس قائمة الأحداث السياسية في الصراع الآن
- التبشير بفيدراليات عربية ، تعزز واقع التجزئة في العالم العربي ، نحو إلغاء ما يعرف بخارطة الوطن العربي ، حتى يتحقق الأمن الشامل لإسرائيل ، وتتحقق السيطرة الكلية على موارد الثروات ومصائر الشعوب والدول في العالم العربي
- تأجيج تلك الصراعات لغاية تهميش دور دول الممانعة في المتشكلة في الخط السوري الإيراني ، وتهميش دوره في المنطقة العربية ، بدعم من الدول العربية الكبرى الموالية للمشروع الأمريكي الصهيوني وعلى رأسها مصر والسعودية
- السياسة الأمريكية الفاشلة في دعم معارض شافيز في انتخابات الرئاسة الفنزولية والمتتبع لتك الأحداث يجدها تتشابة مع سير سياسات الاغتيالات والخلافات التي تتبعها أمريكا لغاية تأجيج الخلافات الداخلية الداخلية لدى كافة دول الممانعة ، لأضعافها واستبدالها بنظم سياسية موالية
- التدخل السافر الأمريكي في الانتخابات العربية لغاية تحقيق تلك الإستراتيجية ودعمها عبر مشروع كبير في التجزئة ، وتدمير كيانات دول الممانعة وفي مقدمتها خط المعارضة اللبنانية وعلى رأسها مشروع حزب الله المناهض عقائديا وسياسيا وإعلامياً للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية.
- استخدام تلك السياسة الأمريكية لأضعاف السودان ووسيادته تحت مظلة حقوق الأنسان والواقع أن القضية محسومة بالثروات ( اليورانيوم ) التي يحويها إقليم دارفورد.
- تمويل أمريكا عسكرياً الأطراف الموالية ودعمها ، لمواجهة الأطراف الممانعة ، وربما ما صرحت به الأروقة الأمريكية ورايس بشأن دعم يقدر بالملايين من الدولارات لغاية توفير عربات وأجهزة لمكافحة الشغب وتقوية جانب السنيورة في المعادلة السياسية ضد قوى المعارضة على الساحة اللبنانية ، في الوقت الذي تتبجح فيه أمريكا إعلامياً بضرورة عدم تدخل سوريا في الشأن اللبناني ، علماً بأن أمريكا تدعم وتمول عسكرياً الأطراف الموالية لها لمواصلة تأجيج استراتيجية الصراعات الداخلية الداخلية في الساحة اللبنانية ، لتغدو في مسرح القتال والعنف ، حتى يتحقق هدفها في الفوضى الخلاقة .
- التأكيد على استراتيجية الصراعات الداخلية الداخلية ، لغاية تحقيق الخط العريض في السياسات الأمريكية الذي ينادي الآن بالإاستقرار الأمريكي عوضاً عن شعارات الديمقراطية التي فشلت فشلاً ذريعاً ، وأصبحت مصدراً للتنكيت بها ، التي تأتي على ظهر الدبابات الأمريكية
- إفشال كافة محاولات التهدئة والمصالحة حتى لا تغدو المنطقة العربية تحت أعاصير الصراعات المذهبية والطائفية والعرقية
والمتتبع لتلك المحاور السابقة الذكر ، يشعر بالألم الشديد نظراً لحالة الغيبوبة في الوعي التي يئن تحت نيرها المواطن العربي ، الذي اثقل بالأزمات المالية في وطنه ، حتى لا يفكر إلا في رغيف الخبر ، وارهب بالأجهزة الأمنية حتى لا يفكر لحظة في موضوع الحرية والخلاص ، وهو لايدري انه في يوم ما ، سيغدو في عالم تنهشه العصبيات والمذهبيان والفيدراليات ، والمناطق الاقتصادية التي تغزوه من كل حدب وصوب حتى يغدو غريباً في وطنة ، وذلك الخطر يداهمه إذا ما أصرت النخب الثقافية والسياسية في عالمنا العربي على تعميته ، وعدم إخباره بالحقيقة، وتحذيره من ما سيعترضه من مستقبل مبهم مجزء فيدرالي ، تحت نير الصراعات العربية العربية في عناوين مختلفة ، وأزمات محلية متنوعة .
وهنا لابد من وقفة عربية ، وتجمعات فكرية سياسية عبر منابر ومؤتمرات متنوعة ، تنوه بتلك المخاطر ، وتتخذ استراتيجيات داعمة للوحدة العربية ، ومحذرة من تلك المشاريع التوسعية الاستعمارية في المنطقة تحت مظلة التجزئة والفيدراليات ، سواء على الساحة الإلكترونية أو الساحة الفكرية والسياسية والإعلامية والحزبية في عالمنا العربي
والمعطيات السابقة الذكر ، تؤكد مسارات السياسة الأمريكية في خروجها السافر عن الساحة الحضارية ، وإصرارها على السلوك الهمجي في التعامل مع الآخرين بفوقية استعمارية ، وربما مناوراتها مع إيران بشأن ملفها النووي يعطي دلالة دامغة في هذا الصدد ، في الوقت الذي سجل فيه اعتراف إسرائيلي بإمتلاكه السلاح النووي ، وهذا نذير خطر في المستقبل العربي ، لأن العدو الصهيوني دوله همجية اعتادت على أكل الأخضر واليابس وتحويل الأرض والزرع والأنسان إلى محرقة ، فلا ندري ما هي مساحات المحارق التي تنتظر المستقبل العربي ، ولكن المؤلم أنها محارق من نوع أخر ، لأنها ستكون للأسف من نوع المحارق العربية العربية في الطيف المذهبي والطائفي والفيدرالي والعرقي وما يخطر ببالك وما لايخطر من مصطلحات التقسيم والتجزئة بكافة اللغات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا