الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة التماهي .

صباح حزمي الزهيري

2024 / 9 / 21
الادب والفن


مقامة التماهي :

كتبت الست ولاء العاني المحترمة مقالا صريحا تعلق فيه على أحداث لبنان بعنوان ( تبادل الأدوار بين الجلاد والضحية ) , علقت عليه قائلا ( اللهم لا شماتة ) , وأحببت ان اتماهى مع المقال بشيء من التورية :

اللهم لا شماتة , يفرض الفرح شروطه , فيصبح للصمت في أركاني , نشوة الفجر ولذة القهوة , في الماضي كانت لنا أشياء تزرعنا ورود وقصائد لبنية في مشاتل الحرف , كنت أنتظر الهطول , لأتسكع بين حروف صمت القصيدة , وكانت المرايا تمنحني حرفًا , وصلاة تغشاني .

الشَّمسُ حَقيقةُ النَّهارِ , والحَقيقَةُ قَدْ تَغْفُو, لَكِنْ تَسْتَيقِظُ نِكايَةً بِالَّليلِ , لِتَكْنُسَ البَداوَةَ مِنَ العُشبِ , وكَيْ تُثْمِرَ أملا في حُقولِ الجَمالِ , فهلْ يَحجُبُ الغربالُ الشَّمسَ ؟ رأيتك تضحك ملء شدقيك وهم يذبحونني , همست لك وحذرتك أنك حين تبصق الحياة للأعلى , سيسقط البصاق على وجهك , وأنا ظننتك الطهر وأنبل القلوب , وظننتك النقاء وأجمل معالم الوفاء , ولكنك لم تعلمني كيف أفطم قدري من حدود تيهك , وفي اللاوعي أخذتني أحلامي حيث كنت أعيش , وانت لم تمخر عباب المنافي التي أبعدتني , الآن هي عينها التي أبعدتك .

عندما سألني كيف ترى الكتابة ؟ أجبته : ان الكتابة ليست كمينًا , بل فن وجمال , تلعن سطوة الريح , وتذيب تعتيم الروح , لأرى بوضوح كيف الزمن يودعنا دائما ذاكرة أتلفها النسيان , وانت ترجلتَ وكفرت بآخر همسة , نطقتها الآلهة ذات شجن .

عندما تصاحبت النار مع الماء , فقدت الحياة معناها وتوقفت , وراحوا خلسةً , يصلون لرب مكتشف حديثًا في البادية , واكتب حانقا : يؤلمني صلبك , لأن القلب ما زال متشردًا معك ,فمتى تلملم أشيائي المتشردة معك...؟

ما زالَ صهيلُ الاسئلةِ يطرقُ أبوابَ الروح , ويُضرّجها بدماءِ الحيرةِ , فتقطرُ الاحتمالات دمًا أسود , ولا أجوبةَ , وأنا الذي أعتبرتك أعلى من الجَلال , كنت لك كحبات التوق المكبوسة , كمعالم اختلال مشترك , كسلاسل الانتشاء لتقويس جرح , كعروق اللسعة في مرآة الالتصاق , كجلود الدلتا لقنص عضة الانغماس , ومثل حيز لفظي , فلم هللت حين جردوني ؟

أنت التفاحة التي أردتُ قِطافها , فغافلتني وقفزت الى النهر, النهر الذي ابتسَمَت مياهه نكاية بي , فجلستُ أنا المخدوع على ضفتهِ أقطف الزهر وأرميه نحوك كل يوم , وعند المغيب تهرب مني في الدروب , و تنشغل عني البيوت الدافئة , وانا أرسم في الهواء ملامح وجهكَ ويدك التي كنت افترضها ملوحة للشمس , الا اني حين رأيت الخطيئة تلوح من عينيك , أصبح حتى الصمت يتقن قراءة خطوط القلب بكياسة .

من ذاكرات الصور, جنون وصلاة وجد, ووجع كبير, كمْ أتمنى أن تبتل ذاكرتي بالنسيان , حين سألتهم عمن لا يخون , قالوا : حتى الحلم خان وطنه, فما أسهل أن يخونك القلب والنبض , ياله من مصير , انت أكبر من قدر عابث , أستئمنته فركلني صوب هزيمة مؤقتة , ادركت بلا شك أني قد بالغت بالمودة , وبقي لي من الأحجية, ما دفنته بين غفران الوصايا, كنبوءة افتراق .

يطلب الغفران لروحه العليلة بالحب , وهو الذي أثقل قلبي بسكرات الجدب, غفرانك يا إلهي , لم أشا اعلان الفرح , لكني همست لروحي : (( تتعلمين تخطيط كل دروبك بناء على حاضر يومك , لأن أسس الغد مخططاتها غير مضمونة , والمستقبل لديه وسائله للخذلان بمنتصف الرحلة , وبعد فترة تتعلمين , أن حتى أشعة الشمس تحرق إذا بالغت في الاقتراب , لذا تزرعين حديقتك وتتزيّنين , بدلاً من انتظار شخص ما ليمنحك الزهور, وأيضا تتعلمين أن بمقدورك حقاً الاحتمال , أنك حقا قوية , وذات قيمة , وتتعلمين وتتعلمين , مع كل وداع تتعلمين )) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان مراكش السينمائي الدولي يستضيف الممثل والمخرج شون بن ف


.. تزاحم شديد حول عامر خان بمهرجان البحر الأحمر ونجم بوليوود يع




.. نسخة جديدة من بطولة ون للفنون القتالية تقام بصالة لوسيل للأل


.. بيشتغل دوبلاج تركي.. أحمد أسامة فنان متعدد ??




.. ما بين الصيدلة والتمثيل.. رحلة مريم كرم صيدلانية وممثلة