الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مقامة الخنزير .
صباح حزمي الزهيري
2024 / 9 / 22الادب والفن
مقامة الخنزير:
كتب ألأستاذ صلاح زنكه نه قصة قصيرة عنوانها : (الخنزير) , وحللها المندلاوي الجميل بأعتبارها من الادب الملتزم الذي يحرص على تحقيق عناصر الاسلوب الادبي من تشويق وتجسيد العواطف , وان يسرح خيال الكاتب الصحي لا المريض ليرسم صور الشخصيات والاحداث , وان تكون من اهدافه بناء الانسان , ذو القيم والاخلاق الايجابية النابعة من قوته لا من ضعفه , وبعد ان أمتدح اختيار العنوان , صب جام غضبه على الخنزير , فأحببت أن ابحث في هذا الموضوع :
الخنزير جنس من الثدييات ذوات الظلف غير المجترة , ومنشأه العالم القديم ,استؤنست عدة أنواع منه للاستفادة منه في الاقتصاد المنزلي والزراعي حيث يستخدم لحمه طعامًا وجلده وشعره وبعض أجزائه تستخدم لأغراض صناعية , ولذلك فهو يعدّ ثروة حيوانية , الا اني وجدته في الميثولوجيا الكنعانية , يمثل رمزاً للشر والكره, والإغريق حرموا أيضا في إحدى عصورهم أكل لحم الخنزير, اعتقادا منهم أن أدونيس الإله الإغريقي قتله خنزير بري , وفي أسطورة دلمون السومرية التي تصف جنة عدن تؤكد خلوها من الخنزير, وفي الديانة اليهودية ترفض أكل أنواع مختلفة من اللحوم من بينها لحم الخنزير, ورغم أن المسيحية لا تحرم صراحة أكل الخنزير, لكن أيضا عدد كبير من المسيحيين لا يفضلون لحمه, أما في الأسلام , فقد جمع الأمرين معًا (( الترغيب في الطيبات والتنفير من المحرمات)), في جزء من آية واحدة , حين قال (( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )) , ولا خلاف بين علماء المسلمين قاطبة في تحريم الخنزير.
لقد ظهر الخنزير كحيوان ملعون منذ آلاف السنين , فهو محرم ومكروه في كل الأديان الإبراهيمية, حتي الحضارات القديمة لم يسلم الحيوان من كرهها له حيث كان يعتبر المصريون القدماء الخنزير حيواناً نجساً , فإذا لمس خنزير أحد الأشخاص وهو سائر, يجب عليه أن يغطس في النهر هو وثيابه , وبالنسبة لرعاة الخنازير فكانوا فئة منبوذة في المجتمع المصري القديم وممنوعين من دخول المعابد المصرية ولا يتزوجون أو يُزوّجون إلا من رعاة خنازير مثلهم .
وتقول الأسطورة السورية أن الإله أدون قد قتله خنزير برى , وبعد أن غاب عنهم أو دفن تحت الآرض , مافتئ بعده يعود إليهم كل سنه فى أوائل فصل الربيع فيحتفل السوريون بعودته بالدبكات والأفراح , كما تمثل الخنزير البرى فى الميثولوجيا الإغريقية حيث يعرف منها اثنين بشكل خاص , أحدها هو الخنزير الأرمانثى الذى كان على هرقل قتله كإحدى مهامه الاثنى عشر, والثانى هو الخنزير الكاليدونى الذى اصطاده العديد من الأبطال الأسطورين مثل أتلانتا فى أسطورة الكاليدوني , كما كان آرس إله الحرب عند الإغريق القدماء قادر على التحول إلى خنزير بري , وقد قام حتى بنطح ابنه حتى الموت وهو فى هذا الشكل خوفا من أن يقوم الشاب بإغراء زوجته وأخذها منه كما فعل أوديب ملك طيبة الذى قتل أباه وتزوج أمه.
ولكني وجدت فى أسطورة دلمون السومرية التى تصف جنة عدن و كيف سيبقى الإنسان خالداً بعيدا عن الشيخوخة و الأمراض و الأحزان و كل ما يؤذيه من ظروف محيطة , فنجد ذكرًا لبعض الحيوانات التى من شأنها ايذاء الناس فى هذه الحياة الفانية و التى تحدثنا الأسطورة عن خلو جنة عدن أو أرض ادمون من هذه الأمور التى تحصل فى حياتنا , وتحدد الأسطورة صفات هذه المخلوقات فتقول الأسطورة : (( فى دلمون قبل ذلك لم يكن أى غراب ينعق , ولم يكن أى حجل يغرّد , لم يكن هناك أى أسد يفترس , لم يكن هناك ذئب ينقص على الحملان , لم يكن الكلب البرى يختطف الجديان , لم يكن الخنزير البري ملتهم المحصولات )) .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أنجلينا جولي تكشف عن رأيها فى تقديم فيلم سيرة ذاتية عن حياته
.. اسم أم كلثوم الحقيقي إيه؟.. لعبة مع أبطال كاستنج
.. تستعيد ذكرياتها.. فردوس عبد الحميد تتا?لق على خشبه المسرح ال
.. نافذة جديدة على العالم.. مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة ا
.. الحكي سوري | فنان يجسد مآسي اللاجئين السوريين في تركيا.. وذك