الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لهذا يطالب الصدريون انسحاب قوات التحالف

طارق الحارس

2006 / 12 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


لهذا يطالب التيار الصدري خروج القوات المتعددة الجنسية من العراق . يريد أن يفرض سيطرته على الحكومة وقواتها العسكرية الضعيفة . مدينة السماوة وقبلها مدينة الديوانية والسيطرة التامة على مدينة الثورة خير دليل على ذلك . فالمواجهة الدموية بين قوات الشرطة وقوات التيار الصدري ( جيش المهدي ) في مدينة السماوة ما هي الا صورة مصغرة عما سيحصل في مدن عراقية أخرى يسيطر عليها هذا التيار . يسيطر عليها بقوة السلاح الذي يمتلكه أفراد هذا الجيش ، فضلا عن تهور ، بل استهتار الغالبية العظمى من أفراده .
مقتدى الصدرزعيم التيار الصدري يعد نفسه ممثلا للمرجعية الشيعية ( الحوزة الناطقة ) ، إذ أنه لا يحترم ولايعترف بالمرجعية الشيعية التي يمثلها السيد السستاني ( الحوزة الصامتة ) حسب وجهة نظره وتياره ، فضلا عن ذلك فان هذا التيار لا يحترم الائتلاف الموحد الذي من المفروض أنه جزءا منه ، لكنه وبصلافة واضحة ضرب جميع الاتفاقات مع هذا الائتلاف ليعلن تعليق عضويته في البرلمان والحكومة ، أما سبب تعليق عضويته فلأنه طلب من نوري المالكي رئيس وزراء الحكومة العراقية عدم اللقاء برئيس الولايات الحكومة الأمريكية في عمان ، وعاد بعد أن تم اللقاء ليطالب المالكي بفرض جدولة على الأمريكيين لسحب قواتهم من العراق والا فانه يصر على المقاطعة وهو الهدف الأول لهذا التيار .
ليس غاية هذا التيار من جدولة الانسحاب خلاص العراق من القوات الأجنبية مثلما يعلن ، بل ليسيطر على الفقراء في المدن الفقيرة فلقد حصل هذا الانسحاب من مدينة السماوة مثلا فما الذي حصل فيها ؟
قامت الشرطة العراقية في السماوة باعتقال شخصا متهما بقضية قتل . هذا الشخص ينتمي الى التيار الصدري ، لذا خرج جيش المهدي ليدخل في مواجهة عسكرية مع شرطة مدينة السماوة راح ضحيتها العشرات من الطرفين ، فضلا عن أبرياء ليست لهم علاقة لا بجيش المهدي ولا بشرطة المدينة ، مع أن اتفاقا موقعا قد حصل بين الطرفين ، شرطة المدينة وجيش المهدي قبل شهر واحد ، يتضمن منع كافة المظاهر المسلحة في المحافظة عدا الجهات الحكومية المرخصة بحمل السلاح ، وتعهد الجميع بتسهيل مهمة اعتقال الأشخاص الذين تصدر بحقهم مذكرات اعتقال من قبل السلطات القضائية الرسمية واطلاق سراح المعتقلين ممن لم تثبت ادانتهم .
هذه الصورة تثبت لنا بما لا يقبل الشك أن التيار الصدري لا يحترم المواثيق التي يوقعها وهي صورة تؤكد لنا أن هذا التيار يريد أن يضع نفسه فوق القانون وفوق الحكومة ، إذ أنه لا يسمح لها باعتقال أي عنصر من عناصره حتى لو كان مجرما لشعوره بأنه أقوى من قوات الحكومة العراقية ، لكنه لا يحرك ساكنا لو كانت القوات المتعددة الجنسية هي التي تقوم باعتقال أحد عناصره وهو ما حصل فعلا مع العديد من عناصره الذين تم اعتقالهم من قبل هذه القوات .
لهذا يطالب التيار الصدري بخروج القوات المتعددة الجنسية من العراق ونقل الملف الأمني من قوات التحالف الى الحكومة العراقية في هذه المرحلة كي يتسلط على رقاب الفقراء من العراقيين الذين لا ينتمون الى تياره ، كي يفرض عليهم أجندته ، مع أننا على يقين أن هذا التيار ليس لديه أية أجندة ، إذ أن الفوضوية والاستهتار والتهور وعدم المبالاة بأرواح الأبرياء هي المنهجية التي يسير عليه هذا التيار .
يبدو أن مقتدى الصدر وتياره قد اختار طريقا آخر غير الطريق الذي تسير به الحكومة العراقية ، لاسيما بعد التصريحات الحكومية بشأن قضية حل الميليشيات وهي التي تخص بالذات جيش المهدي ، لذا بدأ بخطوة تعليق عضوية التيار في البرلمان والحكومة . الطريق الآخر الذي اختاره مقتدى وتياره هو اعلان الحرب على الحكومة وقد بدأت هذه الحرب فعلا في مدينة السماوة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كير ستارمر -الرجل الممل- الذي سيقود بريطانيا


.. تحليق صيادي الأعاصير داخل عين إعصار بيريل الخطير




.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية في إيران لخلافة رئيسي؟


.. قصف إسرائيلي يستهدف مواقع لحزب الله جنوبي لبنان | #رادار




.. سلاح -التبرعات- يهدد مسيرة بايدن في السباق الرئاسي! #منصات