الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-عندما تمطر الحكومة، هل يغرق الشعب؟-

بن سالم الوكيلي

2024 / 9 / 25
كتابات ساخرة


في زمنٍ يتسابق فيه التجار على المواقع الحكومية، يكتشف الشعب المغربي أنه يعيش تحت خيمةٍ من القوانين المراوغة والقرارات العشوائية، حيث تمطر الأحاديث السياسية والتصريحات البراقة بينما يواصل المواطنون البحث عن القليل من الأمل.

كما قال تشي جيفارا، عندما تتبول السلطات على الشعوب، يأتي دور الإعلام ليقنعهم أنها تمطر. هذا الوصف يبدو ساريًا تمامًا في المشهد المغربي. هنا، نجد الحكومة التي تبدو وكأنها قد استأجرت خبراء في التلاعب بالألفاظ، لتتحدث عن "الإصلاحات" و"النمو"، بينما يشعر المواطن العادي بأنه غارق في أزمة مستمرة.

الحكومة الحالية، التي يتكون أعضاؤها من رجال الأعمال والتجار، تأخذ دورها في الساحة السياسية وكأنها مهرجان لعرض المنتجات. يتسابق كل وزير لإظهار إنجازاته، ولكن سرعان ما يتحول الحديث إلى صياغات مبهرة تعكس الواقع، مثلما يروج التاجر لبضاعته دون الإشارة إلى عيوبها.

في كل مؤتمر صحفي، نجد نفس الأوجه التي تعيد تدوير العبارات نفسها، وكأنهم يحاولون إقناعنا بأن “الأمطار” قادمة، بينما تشتعل الحرارة في الشارع. هل حقًا نعاني من الجفاف، أم أن هناك من يختبئ وراء الأمطار الوهمية ليخفي عجزه عن مواجهة التحديات الحقيقية؟

ومع ذلك، يبقى الشعب المغربي مصممًا على أن يكون له صوت. رغم الأمطار الصناعية، يتجمع الناس في الشوارع، ينظمون الوقفات الاحتجاجية، ويدلون بأصواتهم عبر الوسائل الاجتماعية، متسائلين عن حقوقهم وواجبات الحكومة تجاههم. يتضح أن الطقس السياسي قد يتغير، لكن عزيمة الشعب لا تتأثر.

في ظل هذا السياق، يجب أن نتساءل عن دور المجتمع المدني ووسائل الإعلام المستقلة. يتزايد وعي الناس بأهمية المشاركة الفعّالة في صنع القرار، مما يجعلها قوة لا يمكن تجاهلها. بدلاً من أن تكون مجرد متلقٍ، يسعى الشعب إلى التأثير في السياسات التي تمس حياتهم اليومية، مما يعكس تغيرًا في العقلية الجماعية التي كانت سائدة لعقود.

كما أن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد أسهمت في فضح الفساد وتقديم المعلومات الدقيقة. يعكف الشباب المغربي على تنظيم حملات توعوية واحتجاجات عبر هذه المنصات، مما يعزز الوعي العام بأهمية المحاسبة. إذا كانت الأمطار السياسية قد تسببت في الفوضى، فإن هذه الشبكات تعكس إرادة التغيير، وتجعل من المستحيل على الحكومة الهروب من مسؤولياتها.

في النهاية، قد تسقط الأمطار، وقد يتقلب الطقس، لكن الأمل يبقى متجذرًا في قلوب المغاربة. كما هو الحال دائمًا، يتعين علينا أن نبقى متيقظين، لأننا نستحق أكثر من مجرد أوهام مطرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأهلي أضاع فوز تاريخي وأهدر الفرص.الناقد الرياضي أيمن جلبرت


.. ريمي سرميني يعيد رسم حكاية -ريمي بلا عائلة- على المسرح




.. بينهم إلهام شاهين.. لميس الحديدي : فنانون مصريون ينتظرون فتح


.. وفاة المقاول المتهم بالتنقيب أسفل قصر ثقافة الأقصر داخل محبس




.. المخرج مرقس عادل فى عز الضهر رحلة شاقة.. وأمى وأختى ومراتى و