الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة المراجعات .

صباح حزمي الزهيري

2024 / 9 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


مقامة المراجعات :

يقول إدوارد سعيد : (( مشكلة العرب أنهم لا يشاركون في صنع الحضارة و إنما يتفرجون عليها فقط)) , وكلنا نعرف انه ليست هناك ((نظرية ثالثة)) , هناك حقيقة واحدة : إمّا تخلّف أو تطور, وكفاية أو فقر, ومركب نصنعه أو مركب نخطفه, وشعب آمن أو شعب لا يزال يقاتل أهله وأبناء عمومته , من هنا نحتاج هذه المراجعات , وقيمتها في ما اذا صدرت عن ضمير صادق , انها تنصف اولا جيلا كان من خيرة اجيال العراق لما يتمتع به من حس وطني خالص وثقافة إنسانية منفتحة وعلاقات نبيلة لاتزال تحتفظ ببعض من طيب الأثر في نفوس من تبقى من هذا الجيل , ولكن وجدنا من يخاف من المراجعة لان تاريخا زائفا هو الذي منح للكثير من التافهين قيما اعتبارية تحولت فيما بعد الى مكاسب مادية بشكل او بآخر وخسرانها لا يتم بيسر, وفاتهم ان من يتعامل مع أميركا كمن يتاجر بالفحم , ليس له من تجارته سوى سواد الوجه والكفين.

ترى ماذا نسمي من ارتزق بعد ٢٠٠٣ وتهالك على مناصب في حكومة احتلال اعترف الجميع بمافي ذلك الامم المتحدة بانها حكومة احتلال بل ومنهم من قبض من المحتل قبل الاحتلال الرسمي ومن مراكز الدراسات الامريكية مبالغا ومكافئات طائلة ووقع عقود عمل معهم لأجل التحضير للاحتلال ؟ الخلاصة انه وطن تعرض الى الاستباحة من قبل جيوش اجنبية اسقطوا نظاما سابقا واستولوا على موجودات هذا الوطن , وجيء بمجموعات بشرية موالية لتلك الجيوش لتحكم الوطن , وفق عقائدهم وسياساتهم ومخططاتهم التي سرعان ما عرف اهل الوطن نوايا هذه المجموعات واهدافها والى اين تريد ان تصل , فعمت الفوضى والارباك وانتشر السوء وتقوضت الحقائق وتحسس الناس الحجم الكبير للخديعة والوهم, وفي هذا الزمن ان يوسم الانسان على انه غير متأرجح في مواقفه مكسب عظيم ,بلد يعرف معظم عقلائه طبيعة علّته, غير أنهم مع ذلك يتجاهلونها, إما لتعصّب متمكّن في النفوس أو مصالح مرتبطة بالنفوذ والجيوب أو إنكار نابع من غريزة البقاء.

تكمن متعة الكتابة في الاقتراب من جمر المحطات وجمر عدل القساة الذين تركوا بصماتهم على مصائر الخرائط وسكّانها, وعندما تتعفر الكراسي بالهوان , يكون من السذاجة مواجهتها , لأنها تمتعت بخزيها وتبعيتها وذيليتها , فلهذه السلوكيات محفزات وتعزيزات يباركها الأسياد , يقول غاندي : (( متى يفقد الإنسانُ شرَفهُ ؟عندما يأكلُ من خيراتِ بلدهِ و ينتمي الى بلد آخر)) .

الفوز الكبير ليس في أنك تستطيع إخافة الناس, بل في أنك تستطيع طمأنتهم, فالساحة تزدحم بالأصوات الصريحة الواضحة المدوية قولا وفعلا , وما غيّرت شيئا , ولا حرّكت شعرة واحدة في مفرق الكراسي الغاطسة بالفساد والمحسوبية والإذعانية العالية , فلماذا نخاطب الأموات؟ ولماذا نتفاعل مع جيل معوّق نفسيا , ومضطرب سلوكيا , ومضلل فكريا , ومرهون عاطفيا , ومؤديَن إنفعاليا؟

يقول د-صادق السامرائي : ((إن التفاعل المباشر مع هذه الحالات يمنحها قيمة ودورا , ويوهمها بأنها ذات مقام رفيع ولا مثيل لها في المجتمع , ويجب أن تقود وتستولي على ما تشاء , فهي التي تغنم ولها المشروعية الكاملة بأخذ ما تريد وترغب , وليتعالى الصياح , فهم يكرفون, والعاجزون بأصواتهم يلعلعون , وما أخذوا من أحد , بل يرضعون حليب الأرض الأسود الميمون, الوطن بضاعة , والشعب بضاعة , والدين تجارة , والتأدين شريعة المتاجرين بالبشر المغفل المخدَّر بالأضاليل , فهل ينفع الكلام , وفي آذانهم وقر , وقلوبهم أقسى من الحجارة , ونفوسهم ذات دخان؟ وإن الذل تاج على رؤوس المارقين, والذليل عميل أمين )) .

لاتوجد ديمقراطية , وهم يحكمون بمنطق عبد الملك بن مروان حين اوصى ابنه وولي عهده الوليد وهو يحتضر: ((ادع الناس اذا متّ الى البيعة, فمن مال برأسه هكذا فقل بسيفك هكذا )) , ماالداعي اذن الى التشدق بالديمقراطية والانتخابات وحرية الرأي في بلد لاينال فيه المستقل وظيفة او منصب او حظوة في مختلف المؤسسات الحكومية والهيئات (المستقلة) مادام كل شيء فيه يخضع للمحاصصة الحزبية , ومناصبها كلها (محسومة للأحزاب )؟

بدون انتفاضة شعبية جديدة أعمق وأوسع وأشجع من ثورة تشرين , تقلب الطاولة على هذا الشلة بكاملها, لن يتحقق السلام ولا الأمن ولا الرخاء لهذا الشعب الذي أثقلت كاهله السنون.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا الجزيرة ترصد حركة المركبات من معبر جابر نصيب الحدودي


.. سوري يبكي فرحا بعودته إلى حماة بعد غياب 8 سنوات عن أهله




.. سوريا.. غارة على تلبيسة بريف حمص


.. أمير دولة قطر? يكرم الزميل ?وائل الدحدوح خلال افتتاح منتدى ا




.. سلطات نيويورك في ورطة بعد تأخر القبض على المتهم بقتل رئيس شر