الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسقط إسرائيل.. تحيا المقاومة

سامح قاسم

2024 / 9 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تاريخ طويل من المعاناة والألم، يشهد عليه سكان غزة وجنوب لبنان. لقد باتت الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية جزءًا لا يتجزأ من يومياتهم، فكل قذيفة تُطلق وكل غارة تُنفذ تتراكم كحلقة جديدة في سلسلة من الجرائم ضد الإنسانية. ولكن في خضم هذا الظلم، تبرز أصوات المقاومة كأمل في التغيير، معلنةً عن تصميمها على مواجهة هذا العدوان.
لا يمكن إنكار أن إسرائيل قد انتهكت القوانين الدولية والحقوق الإنسانية بشكل متكرر. في غزة، تُشير الإحصائيات إلى آلاف الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى بسبب الحصار والتجويع والقصف العشوائي الذي يستهدف المنشآت المدنية والمرافق الصحية، متجاوزًا جميع الحدود الإنسانية والأخلاقية.
أما في جنوب لبنان، فتتواصل الهجمات بشكل يومي، حيث تُستهدف القرى والمناطق السكنية دون تمييز، مما يُعرض حياة الآلاف للخطر. هذه الاعتداءات تؤكد أن إسرائيل تسعى إلى نشر الخوف والذعر في قلوب الناس، ولكن، في الوقت نفسه، تُعزز من الروح المقاومة لدى الشعوب.
عندما نتحدث عن الانتهاكات، يجب أن نُسلط الضوء على آلاف العائلات في غزة حيث يعيشون تحت وطأة هذا العدوان، بلا مأوى، ينهشم الخوف والجوع والمصير الغامض. وفي جنوب لبنان، يُضطر الأطفال للعيش في خوف دائم، يتذكرون أصوات الانفجارات أكثر من أصوات ضحكاتهم.
كل قصة تحمل في طياتها معاناة وألمًا، ولكنها أيضًا تُعبر عن قدرة الإنسان على التحمل والصمود. تلك القصص تُظهر أن الناس ليسوا مجرد أرقام، بل هم أرواح حية تبحث عن العيش بكرامة.
تُعد المقاومة في غزة وجنوب لبنان عنوانًا للفخر والعزة. إن الفصائل المقاومة لم تكتفِ بالرد على الاعتداءات، بل تبلور لديها رؤية واضحة للحرية والتحرير. إنهم يناضلون من أجل حقوقهم، ومن أجل عيش حياة كريمة، بعيدًا عن حمى التفوق وأحلام التوسع والاحتلال والظلم.
المقاومة ليست فقط سلاحًا، بل هي أيضًا ثقافة وعقيدة. إنها تمثل روح الشعب الذي لا ينكسر أمام التحديات. على الرغم من الصعوبات، تظل المقاومة مستمرة، مُعززةً الأمل في المستقبل.
بالرغم من الجرائم المرتكبة، لا يزال المجتمع الدولي يقف متفرجًا على ما يحدث. يُعتبر صمت الدول الكبرى وتخاذل المنظمات الدولية بمثابة ضوء أخضر للاحتلال. يتطلب الوضع الحالي تحركًا عاجلاً من أجل تحقيق العدالة، ومحاسبة من يرتكبون الجرائم.
يجب أن يتوقف ازدواج المعايير، فالمعاناة لا تُقاس بالسياسة أو المصالح. يتوجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ويعمل على إنهاء الاحتلال وتوفير الحماية للمدنيين.
في وجه كل انتهاك، تُصبح الكلمة سلاحًا قويًا. تكتب الأجيال الجديدة تاريخها بدمائها وأقلامها. من الأدب والشعر إلى الفن والموسيقى، تتجلى المقاومة في كل زاوية. الشباب يُعبرون عن غضبهم وآلامهم بطرق إبداعية، مُعززين رسالة المقاومة أمام العالم.
إن انتهاكات إسرائيل ضد غزة وجنوب لبنان لا تُحطم عزيمة الشعب، بل تُقويها. تسقط إسرائيل أمام إرادة الشعوب، وتحيا المقاومة كرمز للأمل والتغيير. إن النضال من أجل الحرية لا يزال مستمرًا، وعندما يتحد الناس في وجه الظلم، يُصبح المستحيل ممكنًا.
في النهاية، علينا أن نتذكر أن كل قذيفة تسقط تعزز من إرادتنا على المقاومة، وكل دم يُراق يُضاف إلى تاريخٍ يسعى إلى الحرية. فالمقاومة هي الحياة، وهي الأمل، وهي المستقبل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإيطالية تعتدي على متظاهرين مؤيدين لفلسطين في ميلانو


.. الحكومة تعالج الاختلالات المالية من جيوب المغاربة #المغرب




.. تغطية القناة الأولى للجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي لحزب


.. محمد نبيل بنعبد الله : صفقة أكبر محطة لتحلية المياه فازت به




.. علم الحراك الشعبي في سوريا لعام 2011 شوهد وهو معلقا خارج الق