الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الخيارالبشري الازدواجي والطغيان الاحادي؟/1
عبدالامير الركابي
2024 / 9 / 30مواضيع وابحاث سياسية
منذ انتصرت الانتكاسية الاحادية من بين الخيارين البشريين عند مفتتح التبلور المجتمعي، صار من البديهي اعتبار الحاصل ومايعيشه الكائن البشري من يومها، على انه الحصيله الطبيعية المكتوب على الكائن البشري الرضوخ لاشتراطاتها، بما قد كرس الاحادية كواقع "موضوعي"، مفروض اتفاقه افتراضا مع الكينونه البشرية المجتمعية، من هنا يصبح من المعتاد عدم البحث في الاحتمالية الاخرى المقابلة، ليصل الامر على سبيل المثال الى مايعرف بحسب المفهوم الاحادي، بالظاهرة الدينيه، بما يجردها من استقلاليتها النوعية كخيار كينونه، فتنتزع من نوعها المستقل، لتدمج بالنمطية الاحادية كحاجة ومتطلب متصل باكتمال الاحادية، بما من شانه اسقاط جانب اساس من الكينونة الوجودية ابتداء، وكما ظلت سائده الى اليوم كما عبر عنها بالنزوع التالهي السماوي البشري الابتدائي .
ولاشك بان مانريد الافصاح عنه هنا انما يتخذ خاصية العودة على بدء، لان البدئية البشرية المجتمعية قامت واستمرت الى اليوم محكومه لاحد تجلياتها، مع غمط وازاحه الاخر رغم ظهوره البارز والاسبق وجودا، الامر الذي يصل احيانا درجة من التهافت المريع، بالاخص عند النظر في البدايات، وتعيينا كمثال عند مايعد بمثابة نظر في تاريخ سومر في ارض الرافدين، وثمه من يرى من الفلاسفة المحدثين الكبار الاوربيين بان الوعي البشري بصفته التدرجية المعتمدة اعتباطا، انتقل من الاسطورة الى الدين، وصولا الى الفلسفة كمراحل وتدرجات موصولة، من دون التوقف عند الناحية الاهم في المقولة الانفه، تلك المتعلقة بعلاقة الدين بالمجتمع، واذا كان ظاهرة اجتماعية او سماوية هبطت من خارج البنية والتعبيرية المجتمعية، هذا غير تجاهل اجمالي الممارسات الثرة المتعلقة بالظاهرة التالهية البشرية باعتبارها خيارا، لايبدو انه موكول الى فترة او طور من التاريخ البشري، ولاننا نقرا المجتمعات ساعة تبلورها الابتدائي "احاديا"، لنجدها قد بدات خاضعة للمنظور"الحضاروي" الذي نحن في كنفه. وهذا مايعززه انتفاء وجود اركولوجيا ازدواجية، او سماوية مقابلة للسائدة، يمكن ان تقول بان الكائن البشري ابتدأ اولا في علاقته مع الواقع والوجود سماويا، نزاعا الى الخروج من الارضوية، قبل ان ينتكس تحت طائلة استحالة التحقق لعدم توفر اسباب التحقق في حينه.
وثمه مايعزز هذا المظهر الممحي من الاعتبار، ظل قائما، وهو حاضر بقوة الى اليوم فالتأله البشري الابتدائي كانت له مبررات وحوافز وجدت اصلا في كينونة المجتمعات وبنيتها الاساس كضرورة لااكتمال وجودي من دونها، وثمة عوامل كثيرة تظافرت لكي تعزز موقع الاحادية قد يكون في مقدمتها ان الاختبارية الاولى بدات في نقطة بذاتها من المعمورة، صغيرة حجما/ ارض سومر/ برغم من منجزها الهائل وخطورته التاريخيه، عدا الاستمرارية المتصلة باهم بواعث ماينتج عنه من تعبيريه، مع مايتطلبة الانقلاب التاريخي المنتظر الى الادراكية الازدواجية المطلوبه من متغير بنيوي عقلي، مايزال غير متاح، ولم يتوفر ضمن مسار التشكلية الارتقائية العقلية، وهو الشرط الاساس الواجب توفره لانقلاب الرؤية وطاقة الادراك البشرية، اولا للحقيقة التكوينية وماتنطوي عليه ومتجهه اليه.
تبقت من النزوع السماوي البشري الى اليوم "النبوة" واجمالي منجزها، في حين يذكر نوع نبوه مثل تلك المسيحية بالبدايات الاولى السومرية، وهو مايوحي به مسار السيد المسيح سواء بالعودة من الموت، او الانتقال الى السماوات، في حين يستقل الانبياء بالعلاقة السماوية ونوع رؤيتها الاليه للوجود المعاش، كما الحال بالقران والاتصال بالله، وكلامه ومرسليه، وهو مايحيل الوجود البشري نحو مصدر اخر مواز، ترفضه الاحادية، باعتباره غير واقعي " ارضي" كما بفترض بالمنظور "العلمي" ان يكون، كل ذلك من دون ان ينظر "علميا" كما ينبغي، الى مايعتبر "دينا"، يجعل الاحادية تقر من حيث ترفض بخصوصية وعمق الاثر اليومي الحياتي الهائل للاارضوية، المستمرة على مدى القرون وتقلبات الحياة ومتغيراتها، بغض النظر عن الصواب والخطا والملموس والمتخيل، واذا كان نظام التعبيرية الموصول لخارج الارض مقبول "عقلا"، او هو صحيح او لا.
مااهمية ان يكون شخصا مثل النبي محمد بشروط حياته المزرية، والزاوية الصحراوية التي ولد فيها، قد اتصل فعلا بالاله او لا، او كان ماقد جاء به صادقا او غير صادق، اذا كانت النتيجه وببضع مثات من الحفاة بسيوف صدئة، قد انتهت، وخلال عشرين عام للذهاب الى حدود الصين، وغرب اوربا، عدا ان تظل تلك المناطق تدين بما قد جاء به اخر الانبياء الى اليوم، الاكيد ان عدم وجود اتصال حقيقي بينه وبين السماء سيكون عنصرا بصالح ماقد جاء به، وتفرد كمنجز استثنائي مقارنة باي حدث على مدى التاريخ البشري، هذا غير ماقد فعله السيد المسيح في اوربا الى اليوم، مالم ينجح التحديث العلموي العقلاني التوهمي في زحزحته، او وضعه كما يأمل اساطين العلموية خارج الفعل، والاهم خارج الكينونة ومقومات اكتمال الذاتيه البشرية.
ثمة فعل بشري سماوي، واخر ارضوي، لكل دينامياته ومقومات وجوده اولها وهو الابرز،الارضوية العادية معلومة المصادر، على راس محركاتها الحاجاتيه والقصورية الجسدية، واخضاع العقل وفعله لاشتراطاتهما، والاخر خروج من وطاة الجسدية، وجدت الاشتراطات الضرورية لتحققه واستمراره بناء على الازدواج التكويني البشري اولا وكاساس، اذ بينما تصر الاحادية الجسدوية على تكريس الاحادية التكوينيه كمفهوم مطلق، يظل مسار الحياة والوجود الحي للكائن البشري محكوما لازدواج، ظل ومايزال خارج الادراكية البشرية، وحيثما ظهر العقل وصار حاضرا ابان الانتصاب على قائمتين واستعمال اليدين، فقد اعتبر ذلك من قبيل التطور البديهي الاحادي، فلم يتساءل احد ترى اين كان العقل ابان الطور الحيواني، وهل كان له وجود او لا، ثم جاءت نظرية دارون بخصوص الترقي الحياتي لتكرس الاحادية والجسدية، معلنة انتهاء التطور الجسدي، ووصول العضو البشري الى منتهى وغاية كينونته، من دون ان ينتبه الى حقيقة ان التوقف الجسدي عن "الترقي"، يقابله استمرار تطوري عقلي، فالعقل لا يظل كما هو خلال التاريخ المجتمعي وتفاعليته المستمرة، عدا عن تجلياته المستمرة.
احال شخص مثل ماركس في العصر الحديث، التاريخ الى مااطلق عليه دياكتيك الطبيعه، واعتبر نفسه مغيرا للتاريخ، لا من بين من سبقوه من مفسريه، وقد وضع بحسب اعتقاده ضمن شروط الاصطراع الطبقي والمادية التاريخيه ومراحلها الخمسه، وجاء لنين من بعده كي يحول النظرية التاسيسسية الى واقع وممارسه واعية، بما قد حول الحياة والتاريخ وكانها امر معلوم ومدرك المسارات والتعرجات، الا ان ماتقدم لم يمر عليه اكثر من قرنين حتى تبين كما هو الحال الحالي، بان ماقد بني من توهمات على هذا الصعيد لااساس له، ولاوجود الا في خيالات من اسسوه بناء لاحتدامية البدء الالي المصنعي، واشتداد اصطراعيته الموضوعية، بالمقابل وبوسائل تعود الى 1400 عام مضت، بدائية صحراوية ويدوية، انما لا ارضوية تقول صراحة ان مصدرها السماء، وجد شيء اسمه "القرآن" ليحول جزءا هاما يصل اليوم الى مليار ونصف المليارمن البشرية، حياتيا ووجوديا، الى مؤمنين بنمطية معينه من الحياة والتفكير والممارسة الوجودية، ومع هذا يعتبر ماقاله ماركس "علما"، وماقاله محمد وعيسى وابراهيم ابتداء، خارج العلم، اي خارج العقل الارضوي، مايفترض انقلابا في التسمية والمعنى المستعمل لتعيين ماهو "العلم" .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اصطدام طائرة بسرب من الطيور أثناء هبوطها في الصين
.. فرحة فلسطينيون من غزة بسقوط النظام السوري
.. بشار الأسد.. تجاهل عذابات ومعاناة الملايين فعزل دوليا وبات ب
.. رتل من المعارضة المسلحة يصل إلى الجانب السوري من معبر جوسية
.. لبناني كان معتقلاً في سجون الأسد يعود إلى وطنه بعد 33 عاماً