الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنواجه الحقائق أو ندفن رؤوسنا بالرمال

ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)

2024 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


كل كلام يجافي الحقيقة هو غباء شخصي أو ضحك على ذقون الأخرين. فما يجري على الساحة الشرق أوسطية والدولية يجب أن نناقشه بصراحة في نظرتنا إلى الأمور والنتائج. وبغير ذلك، فهو سباحة ضد التيار وانتحار دون داع، أو فلندفن رؤوسنا في الرمال مثل النعامة بإنتظار مصيرنا المحتوم أو الفرج من الله ونحن جالسون في اماكننا بلا حراك وبدون تقدم إلى أمام.
إن ما يجري في المنطقة يدل على إن أمريكا هي إسرائيل وان اسرائيل هي نفسها أمريكا، فهما وجهان لعملة واحدة. أنهما متوحدتان في التوجه والأهداف وقبلهما في المبادئ والنوايا ومعهما في المناهج والأساليب. هما لن يكونا على طرفي نقيض أو متضادتين في السياسات أو مختلفتين في المعالجات. ومن يحارب إسرائيل ومن يقف معها، إنما يحارب أمريكا ومن يقف خلفها. وهذه حقيقة دامغة أثبتتها عقود من الزمن الغابر، وستثبتها عقود قادمة من الزمن المظلم.
فهل نحن مستعدون لمواجهة أمريكا وإسرائيل؟ هل نحن قادرون على المواجهة الحقيقة ام سنعطي خسائر وتضحيات وانهزامات جديدة ثم نَدعي الانتصار؟ الموضوع ليس تحليل سياسي أو توجه ديني، الموضوع قدرة كل من الطرفين المتخاصمين. فإذا كانت إسرائيل وخلفها أمريكا قد أثبتت قدرتها اللامحدودة في الوصول إلى أهدافها دون جيوش برية وسفن بحرية وأحيانا دون طائرات جوية، فماذا أثبتنا نحن؟ أو ماذا نستطيع أن نثبت؟ ومتى نثبت ما نستطيع؟ الحقيقة تقول أن المسؤولين والقادة في بلدنا لا يستطيعون حماية أنفسهم في بيوتهم ومقارهم وسياراتهم ومع عوائلهم وذويهم وبين حراساتهم. فمن يستطيع أن يفعل ذلك بمسؤولي إسرائيل.
مقارنة قدراتنا مع إسرائيل وأمريكا ليست عادلة. فإن كانوا أشرار ومجرمين ومستعمرين وكافرين ، فلن تنفعنا طيبتنا ونوايانا وبساطتنا واخلاقنا. ما نراه حقا نطالب به أو ندافع عنه، هم ينكروه ويرونه باطلا، بل هو حقهم ولهم في ذلك مؤيديهم.
أيها المتباكون على القتلى والإطلال والتاريخ، متى تصحون من غفلتكم وتعرفون الحقائق؟ متى تواجهون أنفسكم وتجيبون بصدق على الأسئلة المصيرية؟ هل أنتم كفوا لإسرائيل وأمريكا؟ هل أنتم قادرون على مواجهتهما ؟ وبماذا تواجهون تطورهم وتقدمهم التكنلوجي الهائل؟ فكل ما في بيوتكم وما لديكم من أجهزة هي وسائلهم الهجومية! وكل اتصالاتكم وتحركاتكم مراقبة من قبلهم! فبما تواجهون عدوكم؟ ومن يعملون معكم وتحت أمرتكم، مشاريع لجواسيسهم! ومن ينصركم اليوم، سيجعلكم تواجهون مصيركم لوحدكم إن تضرر من مساندتكم، أو إذا ما وجد مصلحته مع عدوكم أو في إلتزام الحياد بينكما.
إسرائيل وأمريكا متفوقة علينا في علمها وتطورها، ونحن متخلفون عنهما مئات السنوات الضوئية. حاربونا في كل شيء ووصلوا الينا ونحن في بيوتنا وبلدنا، فقتلوا من قتلوا وحجموا من حجموا وتفردوا بمن تبقى!! وإن بقينا على تخلفنا ومستوانا العلمي المتدني هذا، فسنبقى هدفا لهم ينالوه متى ما يشاؤون.
لكي نصمد بالمواجهة ولا اقول لننتصر، علينا بناء البلاد والعباد. ولن يتحقق البناء بالخطابة وبالتحليلات السياسية، ولا بالدعاء أو بتحالفات المصالح، ولا بتمشية امور البلد دون تخطيط ومن غير أهداف. أمامنا طريق واحد لا غير، وهو طريق العلم والمعرفة، فبهما نبني الإنسان ونعمر حياته، بالعلم والمعرفة الحقيقة وليس بالعدد الكبير من الجامعات والأعداد المتزايدة من الخريجين. وبغيرهما سيكون مصيرنا أكثر سوادا وأعظم تحطما.
علينا أن نوقف تخلفنا وتدهور مستوى علمنا ومعرفتنا ونبدأ من جديد ببناء كل شيء في حياتنا، أول البناء يكون في الإنسان. لنطلب من عدونا الإسرائيلي الأمريكي هدنة حرب لخمسين سنة أو مئة سنة لنجهز حالنا، ونبدأ بالبناء. علينا أن نواجه هذه الحقائق بكل شجاعة أو ندفن رؤوسنا بالرمال مثل النعامة بكل جُبن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تخيل.. ساعي بريد ألماني يقطع البحر على الأقدام لأجل عائلة وا


.. المكسيك: كولياكان، المدينة الواقعة في قبضة الجريمة المنظمة •




.. هل يتجدد القصف الإسرائيلي على بيروت بعد 6 أيام من الهدوء؟


.. عاجل | نعيم قاسم: حزب الله سيهزم إسرائيل




.. عاجل | نعيم قاسم: حزب الله يتبع معادلة -إيلام العدو- وهذا ما