الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاوي ، لاينفع التحرك بعد خراب البصرة !

ثامر قلو

2006 / 12 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مثل السيد أياد علاوي أملا كبيرا لشريحة واسعة من العراقيين ، ودخل قلوبهم بسرعة قياسية قلما استطاع قائد عراقي بلوغ هذا المستوى من تأييد الشارع العراقي في مرحلة قصيرة جدا نسبيا من تأريخ العراق السياسي ، على الرغم من أن السيد أياد علاوي قدم من خلفية سياسية كرههها العراقيون ، وقد كرهها هو الاخر بدلالة محاربته للنظام الساقط وفكره الاستبدادي .
في الانتخابات الماضية حصلت القائمة العراقية الوطنية على مكاسب انتخابية كبيرة بجهود علاوي الشخصية ، رغم الاشكاليات التي رافقتها ، الطائفية والمرجعية والتزوير الذي شاب جوانب عديدة منها وغيره مما أعاق تصويت فئات كبيرة أخرى لقائمة الدكتور أياد علاوي ، ولعل الامر الذي أبهج العراقيين حينها وبعدها طبعا هو تصويت فئات كبيرة من كل مكونات الشعب العراقي للقائمة العراقية الوطنية ، فقد صوت للقائمة الشيعي والسني والمسيحي فضلا عن تيار صغير من الاكراد ، مما جعل القائمة العراقية جبهة عراقية موحدة وجعل في الوقت ذاته من الدكتور أياد علاوي رمزا وطنيا عراقيا ينشد بناء العراق الموحد بعيدا عن الطائفية المقيتة التي يغرق أغلبية القادة الاخرون حتى آذانهم في اتونها .
لا يشك أحدا أن جهودا جبارة أدارت معركة الانتخابات لصالح القائمة الوطنية العراقية حتى كان للقائمة اختراقات كبيرة في مواقع الطائفيين من الطرفين ، ومثلت خطوة كبيرة وحلما واقعيا كبيرا لبلورة تيار ديمقراطي ليبرالي علماني يجمع العراقييين ويدفعهم لبناء المجتمع المدني المتحضر، لكن تجري الرياح احايينا على عكس ما تشتهي السفن كما يقول المثل الشعبي ، فقد وقع السيد علاوي ورموز القائمة العراقية في الفخ أو الفخوخ التي نصبت لهم من قبل الاخرين حتى تلاشى بريقهم ، وكاد الشعب أن ينسى من يكون علاوي وما الذي يستطيع أن يفعله بعد خراب البصرة للعراق والعراقيين ، وبعدما تجاهل ويتجاهل دوره عن عمد الاميركان .
الظروف العصيبة هي التي تصنع القادة ، وقد فشل علاوي للاسف أن يستوعب حالة العراق الشائكة ، وبدلا من يقود تيارا عراقيا وطنيا لا يقبل المساومة الرخيصة تحت أي ظرف ، انزلق هووالقائمة العراقية الوطنية ، يمهدون الطريق ويعبدوه امام الاخرين لينشهشوا بالبلد ويعيثوا به فسادا ، وهكذا فاق الاخرون بحنكتهم السياسية وذكائهم الميداني ، حنكة الدكتور علاوي ورموز قائمته الاخرين ، فقد وضعوه في المكان الخاص الذي يخدم حاجاتهم ويوسم تحركاتهم المريبة بالشرعية .
قبل تشكيل الحكومة الاولى ، اي حكومة الجعفري خرج للناس رأي من القائمة العراقية الوطنية يطالب بالنأي عن المشاركة في الحكومة والانتقال الى صفوف المعارضة ، وكان له ان يكون الطريق الصائب والسليم للحفاظ على قوة وزخم هذا التيار العلماني والوطني الجارف الذي تمكن الدكتور أياد علاوي من حشده في الانتخابات وتوسيعه ومن ثم توظيفه ليكون الطريق الثالث لانتشال العراق كلما اغرقه قادتنا الاخرون عبر مشاريعهم الطائفية والحصصية والتوافقية ، ولكن الاخرون كما سبق القول انهم كانوا من الذكاء بحيث فتحوا بابا أحبه علاوي ورأى انه من خلاله يستطيع التأثير في الاوضاع ، فكان تشكيل مجلس الامن الوطني وبصلاحيات واسعة على أن يقوده الدكتور أياد علاوي ، وبالتالي سقط علاوي في الفخ ما أن وافق وقبل بالطعم، وبعد المشاركة في الحكومة وضعوه صغيرا خلف الطلباني والهاشمي والجعفري حتى في المجلس المذكور الذي صار مع مرور الايام كمجالس المصالحات الوطنية التي ينسى العراقيون ضجيجها ما ان يقفل المجتمعون عائدين الى ديارهم .
بعد خراب البصرة ، يعترف علاوي بان الاوضاع في العراق بلغت من السوء ما لا يمكن السكوت عليه ، ويدعوا الجهات العربية والدولية لايجاد مخرجا لازمة العراق ، الان بعد أن نسي العراقيون أو كادوا ينسوه يحاول علاوي ايجاد المخارج للعراق ، ولعله بذلك ينطوي أيضا على محاولة لاعادة بريق له في الساحة العراقية بعد الخفوت .
مازال الطريق مفتوحا لو أراد حقا علاوي العودة الحقيقية للساحة العراقية ، ولعلها لن تكون بغير وضع النقاط على الحروف ومنح الحكومة الحالية شهر أو شهرين على أبعد تقدير لتصليح وترقيع امورهم وامور الترقيع والتصليح يعلم العراقيون اتجاهاتهاودرابينها ، ولو أن الامر برمته صار واضحا جليا لا يستطيع هؤلاء السادة الذين يعيثون بمقدرات العراق فسادا وارهابا وتفككا الكف عن برامجهم الضيقة ، لكن الحال يقتضي منحهم هذه الفرصة لكي يرفع علاوي عن كاهله تبعات لا ضرورة لتحملها في هذه الآوان .
بعدها ، ان سارت الامور على علاتها ، كما هي تسير اليوم ، وليس هناك أدنى شك من انها سوف تنحوا على خطى انكى وأمر ، يكون للدكتور علاوي الحق بالانسحاب من هذه الحكومة ، والتحرر من تبعات انزلاقها الى ما لا يحمد عقباه ، وبعدها أيضا له الشروع يتنفيذ مشروعه الوطني العراقي عبر مخاطبة الشارع العراقي بشفافية لا تنطوي على خوف أو خشية ، لا سيما ان الرجل مدعوم بقوة من دول كثيرة عربية واجنبية فضلا عن غالبية كبيرة من أبناء الشعب العراقي تلك التي ساندته في الانتخابات واخرى من التي باتت تنسلخ تدريجيا من داععمي المشاريع الطائفية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من