الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر تفرض التأشيرة فقط على المغاربة

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2024 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


بعد الانتخابات الرئاسية ، قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ، فرض التأشيرة للدخول الى الجزائر . لكن الملفت ، ان هذا الاجراء يسري فقط على المغاربة مزدوجي الجنسية . فهل قرار الرئيس عبد المجيد تبون ، من الناحية الإنسانية قرار محمود ؟ ولماذا فرض التأشيرة فقط على المغاربة مزدوجي الجنسية ، وليس الحاملين فقط الجنسية المغربية ..؟ . تساؤل مشروع ، مثل ان القرار الرئاسي الجزائري هو قرار مشروع لأنه يدخل في مجال السيادة التي تفرض على كل دولة التصرف ، طبقا لمصالحها الآنية والمستقبلية .. فالسياسية الداخلية هي من اختصاص الرئيس ، السلطة التنفيذية طبعا ، وهي دائما بيد الرئيس لا بيد غيره من المؤسسات ( الشعبية ) كالبرلمان .. لذا يبقى الرئيس والفريق المتعاون معه ، ويمده بالاستشارات السياسية والقانونية وحتى القضائية ، التي يحتاجها الرئيس في تسييره للدولة .. لذا يبقى من حق الرئيس اتخاذ ما شاء من الإجراءات السياسية والقانونية التي تدخل ضمن نطاق سلطته .. وكما سبق وان عرضنا في دراسة سابقة ، فالقصد من تنظيم انتخابات رئاسية بالجزائر اليوم ، ليس الهدف منه تقوية الرئيس ، وتقوية قصر المرادية ، وتقوية الدولة الجزائرية ، لان القول بخلاف ذلك ، يعني ان النظام السياسي الجزائري ، ليس بالنظام الرئاسي الشبيه بالنظام الرئاسي الأمريكي ، فمثل الولايات المتحدة الامريكية ، فالرئيس هو من يختار الفريق الذي يساعده في تسيير الدولة . وان كل الوزراء هم وزراء الرئيس ، يتأثرون بشخصية الرئيس خاصة القوية ، ولا يؤثر فيهم مؤسسات او تجمعات أخرى .. لذا وكما قلنا سابقا ، ان القصد والهدف من تنظيم انتخابات رئاسية سابقة لأوانها ، ليس القصد منه تقوية سلطة الرئيس ، وسلطة رئاسة الجمهورية ، وهما الأقوياء كما يبدو في سلطة القرارات ، وكما يبدو في سلطات اتخاد المبادرات ، خاصة الاستراتيجية . فالرئيس الذي يزيغ عن هذه القاعدة ، ويريد ان يسجل الحدث ، رغم رفض الجهاز التنفيذي له ، سيكون مصيره مصير الرئيس بوضياف ، ومصير قادة الثورة الخمس الذين تم اغيالهم بطرق مختلفة .. وبن بلة الذي تم وضعه في السجن ، لأفكاره الاشتراكية ، لأنه كان دائم قراءة النصوص الماوية Mao Tsé Tong ، ونصوص Saint Simone المثالي ، شكل حرجا للقادة الذين استفادوا من التيار القومي الشرق اوسطي ، خاصة جمال عبد الناصر ، في بناء الدولة .. وفي الارتباط بالقضية الفلسطينية . فكان اختلاف بوضياف ، واختلاف بن بلة ، واختلاف قادة الثورة الجزائرية سببا في ما اصابهم من شدائد .. ولو لا تدخل جمال عبدالناصر اكثر من مرة ، لذا الرئيس الهواري بومدين ، ما اطلق سراحه ، خاصة ان شرط قصر المرادية هو الكف عن السياسات ، التي تزعج الجزائر ، سيما وانها في محيط به اكبر عدو لها ، هو الحسن الثاني المرتبط مع الغرب ، خاصة مع إسرائيل " هجرة " اليهود المغاربة من المغرب الى فلسطين ، ومحسوب على الامبريالية العالمية ، وبتعبير ادق ، كان يخدم دركي الامبريالية بالقارة الافريقية ، وبالعالم العربي ، وعلاقاته المتينة مع تل ابيب ..
اذن . ان تنظيم الانتخابات الرئاسية قبل فوات اوانها ، لم يكن تقوية السلطة التنفيذية ، ولا تقوية سلطات الرئيس .. فهذه السلطات كانت ولا تزال قوية ، بعد الانتخابات التي تم تنظيمها في عهد الرئيس المتوفى عبد العزيز بوتفليقة .. لذا وكما سبق ان شرحت في دراسة سابقة ، ونشرتها بالموقع العربي التقدمي Ahiwar.org ، فان القصد المبتغى من تنظيم الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها ، الهدف منه تقوية الرئيس ورئاسة الجمهورية ، ليس التنفيذية ، بل تقوية سلطته الدولية ، من خلال السيطرة على الدبلوماسية ، ومن خلال السيطرة على مجال الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ، خاصة الاستراتيجية ، كالتعامل مع النظام المخزني المغربي ، عدو الجزائر والدولة الجزائرية ، وكأن القيادة الجزائرية لا تزال تظن نفسها كما كانت إبّان الحرب الباردة .. فالانتخابات الرئاسية الجزائرية ، أعطت للرئيس سلطة التصرف في المجال الدبلوماسي ، وفي مجال ابرام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية . وهنا نفهم قرار الرئاسة الجمهورية ، مرة بقطع العلاقات مع الرباط ، ومرة وفي مرة سابقة ، بالتشهير بالنظام المخزني ، خاصة وان القيادة في الجزائر مقتنعة بخسارة النظام المخزني ، المزاجي ، التائه ، الطقوسي ، النيوبتريركي ، النيوبتريمونيالي ، الرعوي ، " الثوقراطي " المزيف ... لقضية الصحراء ، واقتناعه بانعكاسات سلبية تنتظر النظام المخزني ، ستنتهي بسقوطه ، ولتبني القيادة الجزائرية دولتها الكبرى المنتظرة بعد السقوط ..
وحتى نصنف النظام السياسي الجزائري اليوم ، بين جمعه السيطرة على الحقل والمجال التنفيذي ، وبعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة ، سيطرته التامة على المجال الدبلوماسي ، ومجالات العلاقات مع الدول والأمم ، وفي ابرامه للاتفاقيات والمعاهدات الدولية المختلفة .. لا نملك نخلص ، ان النظام السياسي الجزائري ، مثل النظام الرئاسي الأمريكي ، ومثل النظام السياسي المخزني البوليسي المزاجي والتائه ، هو نظام ديمقراطي بالخطابات الرنانة ، لكنه كغيره من النظامين المشار اليهما أعلاه ، نظام دكتاتوري أصلا ، لان من يختار الوزير الأول وليس رئيس الحكومة ، ويختار الوزراء الذين هم وزراء الرئيس .. يبقى الرئيس وحده دون الالتفات الى البرلمان ، الذي هو برلمانه .. فالانتخابات تنظم في الجزائر على مقاص السلطة التنفيذية ، ليصبح البرلماني ، ببرلمان الرئيس ، ويصبح البرلمان برلمانه كذلك .. فالكل في الجزائر مع الدولة ، لكن الدولة القوية وليس الدولة الهشّة الرّخوة ..
لكن . اذا سارت السلطة السياسية نحو تقوية رئاسة الجمهورية ، فرغم ظهور النظام الجزائري كنظام متماسك الأطراف ، والغير المشلولة .. فان تلك القوة لم يكن اصلها الانتخابات الرئاسية ، وحتى السابقة لأوانها ، بل يكمن وراءها المؤسسة العسكرية ، أي الجيش دراع الجزائر القوية .. مما يجعل من النظام الرئاسي الجزائري الغير ديمقراطي ، كالنظام المخزني المزاجي التائه والطقوسي كذلك الغير ديمقراطي ، بانهما نظامان عسكريان يحكمهما الجيش .. والجيش المسيطر على الساحة ، من يضمن ويحدد وحده ، شكل وطبيعة الدولة في الجزائر كما في المغرب ..
اذن . حين يصبح رئيس الدولة في الجزائر ، دينامو العلاقات الخارجية ، ودينامو الاتفاقيات الدولية ، والمعاهدات ، من خلال الانتخابات الرئاسية ، وبتخطيط من ضباط الجيش الكبار .. بالإضافة الى السيطرة التامة على الحقل التنفيذي ، وبرعاية الجيش المتحكم والمخطط للعبة ، سيكون قرار فرض التأشيرة على المواطنين المغاربة مزدوجي الجنسية ، قرار الدولة الجزائرية ، وليس بقرار مُكوّن من مُكوّناتها ... وهنا يصبح الحذر والحيطة ، لازمان للتفاعل مع الدولة الجزائرية ، لان التغيير حصل في جانب القرارات التي قد تكون لا مسؤولة .. والتي قد تتسبب في الكارثة الكارثية ، لان كل السياسة بيد الرئيس وحده ، دون ان يشاركه فيها البرلمان الذي هو برلمانه ، والبرلمانيين الذين هم برلمانيوه . وطبعا ومثل النظام المخزني المزاجي والتائه والطقوسي ، فالوزراء في الجزائر ، مثل الوزراء في الدولة البوليسية المخزنية ، هم مجرد موظفين سامين عند الرئيس في النظام الجزائري ، ينزلون مشاريعه وسياساته ، مثل ان الوزراء عند الملك محمد السادس ، هم كذلك موظفين سامين عند الملك .. رغم انتماءهم لأحزاب ملكية ، وكل الأحزاب في المغرب هي ملكية ، بما فيهم " جماعة العدل والإحسان " ..
بعد هجمة فندق " أسني " الارهابية بمدينة مراكش في سنة 1994 ، تسرع النظام المخزني البوليسي ، الى توجيه الاصبع نحو الجزائر ، ومن دون حجج ولا ادلة ، حمل النظام المخزني بطريقة غير مباشرة ، النظام الجزائري ، بالمسؤولية عن التفجيرات الإرهابية . وبوليس النظام المخزني DST ، و DGAI " المديرية العامة للشؤون الداخلية ، رغم ان موقف الدرك الملكي GR ، لم يساير تحليل DST ، ولا DGAI ، وحصل الاختلاف الذي كانت نتائجه بالخطيرة ، في قراءة البيانات ، وفي الشرح بتفصيل ، فظهر مرة بالتلفاز البوليس ، وفي اليوم الموالي ظهر الدرك RG ، مالت DST و DGAI ، الى اتهام النظام الجزائري كاملا ، فقط لان المهاجمين يحملون جنسيات مزدوجة فرنسية جزائرية .. ، في حين ان تقرير الدرك الملكي GR كان يميل الى التريث وجمع الأدلة الكافية . والخطر الأكبر ، حين خرجت وزار الداخلية بفرض التأشيرة على المواطنين الجزائريين مزدوجي الجنسية . وطبعا فالقرار طبيعي لأنه يعتلق بالسيادة ، خاصة وان الإرهاب فاجأ بوليس DST ، وكل القوات العمومية التابعة لوزارة الداخلية .. وكان على النظام الجزائري ، وأؤكد ان لا علاقة له بتفجيرات " أسني " ، وهي عملية قام بها مجرمون ذاتيون شخصيون ، ان يتعامل بالمثل كما جرت عليه عمليات مشابهة حصلت في دول مختلفة ، ويفرض تأشيرة دخول على المغاربة مزدوجي الجنسية كذلك . وعوض الشروع في التهدئة ، واطلاق العنان للبحث المكثف ، سيفاجئ العالم ، عندما قرر اغلاق الحدود بالكامل ، وليس فرض التأشيرة الذي يبقى قرارا سياديا .. ومنذ ها والعلاقات في تدهور من سيء الى أسوأ ..خاصة عندما وصل النظام الجزائري الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ، وليس مع النظام المغربي .. وزادها مؤخرا قصر المرادية بعد الانتخابات الرئاسية ، بتأكيد حتمية استقلال الصحراء من قبل وزير خارجية النظام الجزائري .. وهو ما يعطي خلاصة عن العلاقات بين النظامين ، بوصولها الى الحضيض ، ولا تراجع غير التحضير للأسوأ ، الذي سيخرب كل المنطقة ، وليس فقط البلدين المغرب والجزائر ..
فالغرب خاصة فرنسا ، وإسرائيل ، ينتظرون مواجهة خطيرة ، لجر المنطقة الى الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثماني سنوات ، وخسرها الجميع ، والمستفيد كان الغرب الامبريالي الذي احتضن العراق وايران المنهزمين ، وباشر عمله بإعادة البناء والتعمير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر ضربة لإسرائيل منذ بداية الحرب على حزب الله | الأخبار


.. ديمة الجندي تكشف لأول مرة عن ثروتها الحقيقية! وأسرار كواليس




.. الشرق الأوسط: هل تتسع دائرة الحرب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. شاهد.. إيرانيات يتبرعن بذهب ومجوهرات لدعم حزب الله




.. عاجل | نتنياهو: سنواصل ضرب حزب الله بلا رحمة في جميع أنحاء ل