الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الامريكية واثارها، اسقاط الجمهورية الاسلامية ، مكانة ومهام الشيوعيين

كورش مدرسي

2006 / 12 / 27
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


اشكر حضوركم هذه الجلسة، واتمنى ان يكون البحث ذا فائدة لنا. ان موضوع البحث هو الانتخابات الامريكية وبالاخص التأكيد على الاجواء السياسية في ايران والمهام الجديدة المطروحة امامنا نحن سواء كحزب او كشيوعيين وتحرريين. ليس هدف البحث هو طرح تحليل نظري او سياسي بمعناه السائد وعرض مجموعة من الاطروحات المجردة او اطروحات تفتقد الى استنتاجات عملية. ومن المؤكد ان لمثل هذا الامر اهميته ومكانه. ولكني اؤكد اليوم هنا بالاخص على النتائج العملية لهذه التغييرات بالنسبة لنضال الجماهير وبالاخص تاثيرها على نضال الطبقة العاملة في ايران والدور الذي بوسعنا القيام به في مسار الاحداث. لقد تناولنا جوانب اخرى من هذا الموضوع في مناسبات اخرى؛ وبالاخص بالنسبة لاؤلئك الذين كان لديهم الفرصة والمهتمين بقراءة قرارات المؤتمر الاول للحزب يعرفون ان الاوضاع السياسية في ايران والعالم قد تم تناولها من زوايا مختلفة وتوصلنا الى استنتاجات عملية مهمة. ان هذه الجلسة تمكث اكثر على الاحداث التي جرت بعد مؤتمرنا.



حين اعلنا عن الجلسة، كنا فقط في مرحلة اعلان نتائج انتخابات الكونغرس الامريكي. ولكن الى اليوم، وهو اليوم الذي نقدم فيه بحثنا، جرت احداث جديدة في المسار ذاته، واتخذت نتائج الانتخابات في امريكا ابعاداً جديدة. الاحداث الاخيرة في العراق، احداث لبنان والحرب في افغانستان والتوجهات الجديدة للحكومة البريطانية تجاه مسالة العراق واعلان احالة وتسليم جنوب العراق الى التيارات الاسلامية قد اضفت كلها ابعاداً واسعة على القضية. ان كان من الواجب سابقاً ان تخص بالبحث تحليل المسار المحتمل لهذه الاحداث، فان مسار وسرعة مجرى التحولات قد جعلت اتجاه ومنطق التحولات امرا يمكن تلمسه الى حد كبير.



مالذي انهزم في الانتخابات الامريكية، ومن انتصر؟



ان نتيجة انتخابات الكونغرس الامريكي كانت، بالطبع، هزيمة لبوش والمحافظين الجدد لامريكا. بيد انها ليست هزيمة استراتيجية النظام العالمي الجديد ولا حتى الهزيمة التامة لسياسة الضربة الاستباقية التي تمثل اساس سياسة المحافظين الجدد لامريكا. الاهم من هذا، ان هذه الهزيمة لاتمثل انتصار البشرية المتمدنة والتحررية على البربرية العسكرية-الارهابية لامريكا. يقال هنا وهناك ان الهزيمة الانتخابية لبوش هي هزيمة النظام العالمي الجديد او هزيمة سياسة الضربة الاستباقية وانتصار البشرية على البربرية العسكرية لامريكا. برايي ان هذا الاستنتاجات ليست دقيقة، وبوسعها فيما يخص المسار المقبل للاحداث وكذلك الاعمال التي يجب بالاخص على الشيوعيين في ايران والعراق القيام بها، وهو الامر الذي نحن منهمكين به عملياً، بوسعها ان توصلنا الى استنتاجات مضللة؛ او ان تجلب مسار الاوضاع معها لنا نتائج مفاجئة. وعليه، يجب ان نوضح اولاً: ما هو الامر الذي أُلحِقَتْ به الهزيمة في الهزيمة الانتخابية في امريكا؟ ومن هو الطرف الذي انتصر؛ وبعدها نوضح ماهو تاثير هذا الحدث على الاوضاع السياسية في ايران، وماهو الدور الذي بالوسع ان يلعبه في تحديد المستقبل السياسي لايران.



ان مايجري في العراق اليوم هو امر تنبئنا به، وان هذا التنبؤ مدون ومنشور. بيد ان المنتصر في هذا الصراع للاسف لسنا نحن، نحن الذين راينا الامر بوضوح. ساعود الى اسباب هذه الوضعية المقلوبة لاحقاً.



في اعتاب حملة امريكا على العراق تنبئنا ان هذه الحملة ستمزق اوصال المجتمع في العراق، وان ما مااطلقنا عليه سيناريو مظلم قد ساد العراق. انه الاختلاف الاساسي ذاته الذي اعلناه بين الحرب على افغانستان والحملة على العراق. ولهذا السبب، وتمايزا عن عدم ادانتنا لحملة امريكا على افغانستان، ادنّا حملة امريكا على العراق بشكل قاطع وسعينا للحيلولة دون شنها. ان كان امرء لم يدرك سبب اختلافنا في اتخاذ ذلك الموقف، فانه اليوم، وعبر المقارنة مابين وضع جماهير افغانستان قبل وبعد حملة امريكا واسقاط طالبان وووضع جماهير العراق قبل وبعد حملة امريكا وسقوط صدام سيدرك مبرر الاختلاف في موقفنا حينئذ. ان حصيلة حملة امريكا على افغانستان لم تكن ازدياد اوضاع الناس سوءاً. اما بالنسبة لجماهير العراق والمنطقة فهو دمار عم المجتمع ومستنقع اجتماعي وانساني.



قلنا ان حملة امريكا على العراق وسياسة الضربة الوقائية لا تقلص من مسعى الحصول على اسلحة الدمار الشامل، ليس هذا وحسب، بل على العكس، ان الحصول على هذه الاسلحة وبالاخص الاسلحة النووية سيغدو شرط للبقاء بالنسبة لاي بلد ذا خلاف مع امريكا او ان امريكا لاتعده من بين صف "الاصدقاء". ان هذه البلدان، ومن اجل الحفاظ على نفسها امام الحملة غير المبررة لامريكا، تسعى للحصول على سلاح رادع، وان هذا سيوسع عملا من السعي للحصول على السلاح النووي. ان كان من المقرر ان يستند النمط العالمي الى ان بوسع امريكا ان تبيد اليوم كل بلد يخلق خطر غداً على الارض ام في الجو على مصالح امريكا، فان العالم سيغدوا اكثر انعدام امن. سيشمل انعدام الامان الجميع: من الانظمة الرجعية والاسلامية وصولاً الى الدول التحررية والاشتراكية. ان هذا الوضع يشمل اليوم الجمهورية الاسلامية، كوريا الشمالية وصولاً الى كوبا وفنزويلا. وعليه يغدو الحصول على الاسلحة النووية امراً حياتيا لايفاء دور ردعي. انه لامر معلوم اليوم ان كوريا الشمالية حصلت على السلاح النووي، ولم تتمكن امريكا من عمل شيء ايضاً. الجمهورية الاسلامية في سعي للحصول على التكنولوجيا النووية، وان اقتضت الضرورة ستحصل على السلاح النووي بفترة قصيرة. ان سياسة الضربة الاستباقية لم تتمكن من ان تكون حائلا امام توسع اسلحة الدمار الشامل، بل عجلت من السباق للحصول عليها.



ذكرنا ان الارهاب الدولي لامريكا سيعيد انتاج الرجعية الاسلامية والارهاب الاسلامي مقابله وسيوسعه. وسيضيق هذا الخناق اكثر واكثر على القوى التحررية والتقدمية سواء في ايران او العراق ولبنان وفلسطين واسرائيل.



ان مجمل هذه التنبؤات قد تحققت.



على النقيض من دعايات التيارات القومية اليمينية الايرانية، بينت اوضاع العراق ان امريكا ليست قوة تحررية، ليس هذا وحسب، بل انها ضمانة انفلات مجمل القوى التدميرية في مجتمع العراق، وانها نفسها جزء من هذه القوى. انظر الى اوضاع العراق، اوضاع بغداد، البصرة والكوت وسامراء وغيرها، ستدرك عواقب تدخل امريكا.



لقد حقق الاسلام السياسي، سواء بشكله الجمهوري الاسلامي الايراني ام بشكله الطالباني، اليد الطولى في العراق. ان المنتصر في الحرب في العراق هو الجمهورية الاسلامية والخاسر فيها هو جماهير العراق. حولت اوضاع العراق الجمهورية الاسلامية الى قوة سياسية وعسكرية اساسية في المنطقة. ان سياسة الضربة الوقائية واسلوب المحافظين الجدد في امريكا جلبا خلاف ما تنشداه.



تسلحت كوريا الشمالية بالسلاح النووي، فيما اصبح حلفاء امريكا (كوريا الجنوبية، اليابان، تايلند، النيبال، و...) في مكانة اضعف. وجعل منافسي امريكا، وبالاخص روسيا والصين، في جنوب شرق اسيا وشبه القارة الهندية، في مكانة اقوى. جلبت سياسة الضربة الاستباقية نتيجة معاكسة للامر الذي تنشده.



الجمهورية الاسلامية في ايران تتعقب بقوة الحصول على التكنولوجيا النووية، او على الاقل امكانية الحصول السريع على السلاح النووي؛ وليس بوسع الولايات المتحدة ان تقوم بشيء ما سوى خلق تراجيديا اكبر من العراق، والذي غدا نفسه امر اشد صعوبة. لقد تعززت مكانة الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة. جلبت سياسة الضربة الاستباقية نتيجة معاكسة للامر الذي تنشده.



ان السياسة الاحادية الجانب للمحافظين الجدد تجاه قضية فلسطين التي تستمد فلسفتها من سياسة الضربة الاستباقية ذاتها اعطت عكس النتائج المتوخاة منها. في فلسطين، تفوق الاسلام السياسي، وفي لبنان انتصر حزب الله، وان توازن القوى في لبنان قد تغير بضرر امريكا وبريطانيا وحلفائهما وبصالح سوريا والاسلام السياسي وحلفائهما. جلبت سياسة الضربة الاستباقية نتيجة معاكسة للامر الذي تنشده.



ان مكانة امريكا وبريطانيا قد ضعفت امام منافسيهما في الاتحاد الاوربي. وان سياسة الضربة الاستباقية التي كان من المقرر لها ان تحشد اوربا خلف امريكا قد جلبت نتيجة معاكسة.



ان ما ثبتته الانتخابات في امريكا كان عدم كفاءة سياسات بوش لبلوغ الاهداف الاستراتيجية للنظام العالمي الجديد وليس ضرورة تحقق هذا الهدف او الاستراتيجية اساساً. من الملفت للنظر ان من بين الصاغة الاساسيين لهذا الفشل هو جيمس بيكر الذي هو نفسه من المنظرين الاساسيين لاستراتيجية النظام العالمي الجديد ومنفذ هجمة امريكا على العراق عام 1991.



ان فشل امريكا في حرب فيتنام كانت تعني فشل السياسة التوسعية الامريكية آنذاك وغلبة سياسة اكثر باسفيستية (قليلة التدخل والفعالية-م). ان اجواء " اعشقوا-لاتحتربوا" كانت هي المنتصرة. بيد ان اوضاع اليوم مختلفة تماماً. فالراي العام في امريكا والديمقراطيين لايوافقون على احتلال العراق من زاوية ان توابيت الجنود الامريكيين في ازدياد وان الوعد الذي قطعه بوش بان هذا الحدث سينتهي بازهد الاثمان لم يتحقق. ان ظهر امرء ما يقترح تكتيكاً اكثر فعالية واثراً، فان من الممكن ان يقوموا بدعمه.



لا يتمتع الديمقراطيون باي استراتيجية مستقلة عن سياسة النظام العالمي الجديد لايفاء دور امريكا في عالم مابعد انهيار الكتلة الشرقية ولا يتمتعون بتكتيك متمايز للرد على الاوضاع الراهنة. وعليه، فان ميدان التحرك بيد استراتيجية النظام العالمي الجديد وستكون الاستراتيجية ذاتها المسار الاساسي للسياسة الخارجية الامريكية. قد يكون ثمة اختلاف محدود بين الديمقراطيين والجمهوريون فيما يخص سبل ممارسة وتحقيق هيمنة امريكا على العالم. اذ تبين ان اساليب بوش بوحدها امراً ليس مؤثراً وفعالاً، وكقاعدة، يجب اجراء تغييرات عليها. ومثلما ذكرت ان هيئة بيكر-هملتون (الهيئة المشتركة لكلا الحزبين) تبغي الاجابة على المسالة في خضم الاستراتيجية السابقة ذاتها.



وعليه، انه لتقييم يفتقد للدقة ومتسرع ذلك الذي يرى الامر كما لو ان من الواضح انها هزيمة الانتخابية في توازن القوى السياسية الداخلية لامريكا النابعة من هزيمة استراتيجية النظام العالمي الجديد او حتى سياسة الضربة الاستباقية. ان هذه الهزيمة الانتخابية هو تراجع تكتيكي لتيار بوش في خضم قبول الاسس الاستراتيجية للنظام العالمي الجديد من قبل مجمل المسار الاساسي للسياسة والراي العام في امريكا. ان اردت تشبيه ابعاد هذا التراجع بالاوضاع السياسية الراهنة في ايران، ان التصويت لصالح الديمقراطيين بالضد من بوش لايماثل التصويت لخاتمي امام ناطق نوري، بل انه امر شبيه بالتصويت لرفسنجاني امام ناطق نوري**. ان ذلك التصويت للثاني من خرداد (مايطلق عليه عادة بـ"الاصلاحيين" او جناح خاتمي-م)هو تصويت للجماهير بالضد من الجمهورية الاسلامية ، بيد ان في هذه الانتخابات لم يكن تصويت الجماهير في امريكا مصوباً للسياسة والنظام الحاكم. اذ لازالت الغلبة في امريكا للنزعة القومية الامبريالية، لازالت التيارات الدينية ذات نفوذ واسع، ولازالت الاحزاب السياسية الاساسية تتشاطر الرؤية فيما يخص الاهداف الاستراتيجية للسياسة الخارجية الامريكية.



ينبغي عدم التعامل مع هذه الهزيمة على انها تراجع كامل وتام عن سياسة الضربة الاستباقية وعن سعي هذه الحكومة لممارسة هيمنتها على العالم بالعنجهية النظامية. ينبغي عدم افساح المجال امام افلات هذه السياسة وهذا التوجه رقبتيهما من ان تسلط عليهما اسواط نقد وانظار الجماهير وبالاخص في امريكا وان تُنْجى لعبة الديمقراطيين- الجمهوريين للنظام القائم من الخطر. ينبغي ان لايصبح نصر الديمقراطيين اعلان انتهاء نضال لم يبدء بصورة حقيقية في امريكا بعد. ان النضال ضد مجمل المنظومة الايديولوجية- السياسية الفاسدة واستراتيجية النظام العالمي الجديد والضربة الاستباقية المناهضتين للانسان في امريكا ينبغي ان يبدء الان. ليست هذه الهزيمة هي، وباي شكل كان، تصويت الجماهير بـ"لا" للنظام العالمي الجديد او الضربة الاستباقية. وعليه، ينبغي مواصلة سياسة النظام العالمي الجديد وحتى السياسة الخاصة لتيار المحافظين الجدد الذي يتمتع بوش بامكانية معاودة سياساته مرة اخرى ، وان هذا الاستنتاج يتمتع باهمية بالاخص فيما يتعلق باوضاع ايران وامكانية عرقنتها (تسير على خطى المستقبل المظلم في العراق-م) من قبل امريكا. لازال بوسع امريكا واسرائيل ان يقدما على خطوة كبيرة ما ويقلبوا بصورة كلية اوضاع ايران بضرر الجماهير.



ان هذه الهزيمة الانتخابية، مهما كان لها من اطار محدود في امريكا نفسها، الا انها على الصعيد العالمي تفتح الابواب امام قوى معينة، فيما تقلص الميدان امام قوى اخرى. ان المجتمع الدولي وضعوا قلادات الورد حول رقبة المنتصرين، وبهذا اعطوا معنى اخر للانتصار. فيما يتعلق بخارج امريكا، كانت سياسة بوش وبلير مبعث سخط واستياء عامين (ناهيك عن تعاظمه في بلدان مثل فرنسا والمانيا جراء قوة النزعة القومية في هذه المجتمعات). ولهذا، فقد فُهِمَتْ واعلن عنها بوصفها هزيمة هذه السياسة. وعليه، بعد الهزيمة الانتخابية، بل وقبل ان يتراجع بوش، تراجعت حكومة بلير في بريطانيا على عجل واعلنت انها ستسلم في اوائل ربيع 2007 تقريبا جنوب العراق الى الحكومة العراقية، اي تسليمه الى التيارات الاسلامية الشيعية، وفي الحقيقة تسليمه الى الجمهورية الاسلامية.



وعليه، كانت الهزيمة الانتخابية للجمهوريين في امريكا تعني على الصعيد العالمي اعلان هزيمة سياسات امريكا وتفوق السياسات والتيارات السياسية القومية الاكثر تشدداً، وفي المقابل اصبح بوش وحلفائه في وضع اضعف. ولكن لازالت في امريكا السياسة ذاتها هي الاساس، وان القضية مقتصرة على اساليب اجراء التغييرات. ان خطر تطبيق سياسة النظام العالمي الجديد على مجتمع ايران ومجمل المجتمعات الاخرى لازال قائماً وعلى حاله؛ وان تاثيراته باقية على الاجواء السياسية لهذه المجتمعات.



لكن الاعلان بان هذه الهزيمة الانتخابية تعني على الصعيد العالمي هزيمة سياسات امريكا لايمثل سوى نصف الحقيقة. ان هذه الهزيمة خلفت منتصراً خلفها، وان امرء لايرى هذا المنتصر الذي الحق الهزيمة، لن يدرك باي توازن قوى جديد على الصعيد العالمي، وبالاخص على صعيد ايران والعراق، يقوم بنشاطه واية قوى وامكانات جديدة تنتصب امامه.



لقد انهزمت امريكا في حرب فيتنام. ولكن هزيمة امريكا كانت تعني انتصار مثل وقيم السلام، ومناهضة النزعة العسكرتارية الامريكية، انتصار شعار "اعشقوا- لاتحتربوا". ولكن في هزيمة امريكا الاخيرة هذه، لم نكن نحن الشيوعيون، البشرية المتمدنة والتحرريون من الحقوا الهزيمة بها. لقد قام الاسلام السياسي بذلك. لقد كان الطرف المنتصر في هذا الحدث هو الاسلام السياسي، كانت الصين وروسيا. للاسف، ان هذه الهزيمة الحقها التيار الخصم لنا بامريكا، خصم كل التحرريين والداعين للمساواة، اي الاسلام السياسي. يجب رؤية هذه الحقيقة وعواقبها هذه وايجاد السبيل لتجاوزها وتخطيها. تصوروا لو ان هذه الهزيمة قد تمت نتيجة تنظيم قيادة مقاومة ومجابهة انسانية وتحررية وداعية للمُثِلْ. تصوروا لو ان قوة ومقاومة الحزب الشيوعي العمالي العراقي ومؤتمر حرية العراق، بدلاً من مقتدى الصدر، فرض هذا التراجع. تصوروا لو ان الطبقة العاملة في العراق ومنظماتها من فرض هذا التراجع. تصوروا لو ان الشيوعيين في لبنان، بدلاً من حزب الله، قد الحقوا الهزيمة بحملة اسرائيل. تصوروا لو ان الشيوعيين والقوى التحررية في فلسطين هم من قاد احتجاج ومقاومة الجماهير بوجه الاحتلال الاسرائيلي. لم يحدث اي من هذا. لقد لعب الاسلام السياسي هذا الدور، وفي هذه الساحة، ظهر الاسلام السياسي ظافراً. ان رؤية هذه الحقيقة هو امر مهم جداً.



ان الجمهورية الاسلامية هي المهيمنة على جنوب العراق وذات نفوذ كبير على سائر اقسامه. لقد طلبت هيئة بيكر-هاملتن رسمياً من بوش ان يجري مفاوضات مباشرة مع ايران وسوريا. انها الجمهورية الاسلامية التي كانت لحد اشهر قليلة خلت محور شر، وكان من المقرر ان تقوم امريكا بتغييرها. لقد اعلنت الحكومة البريطانية قبل ايام انها، وحتى ربيع 2007 تقريباً، ستسلم مجمل جنوب العراق للحكومة العراقية (التيارات الشيعية في جنوب العراق)، اي تسليمها للجمهورية الاسلامية. لقد تحول حزب الله رمز النضال ضد التعسف التام لدولة اسرائيل. لقد اشتكت الحكومة المصرية من ان جماهير مصر تطلق اسماء "حزب الله" و"نصر الله" على ابنائهم حديثي الولادة. لتذكر تلك الايام بالخير، تلك الايام التي كانت تشتكي فيه الدول من اطلاق الناس اسماء فلادمير، ايلتش، روزا، كلارا، كارل، فريدريك وحتى ارنستو وكاسترو على اطفالهم. ان عدم رؤية هذه الحقيقة هو خداع للنفس وخطأ سياسي قاتل.



التحولات والتيارات السياسية في المنطقة



لقد جعلت هذه الوضعية عمل الشيوعيين في العراق وفلسطين اكثر صعوبة ومشقة على الاقل على المدى القصير. اذ يقف اليوم رفاقنا، سواء في الحزب الشيوعي العمالي العراقي ام في مؤتمر حرية العراق، امام خصوم اصبحوا في وضع اكثر اقتداراً في الساحة السياسية للعراق. غدوا دولة فعلاً. شرع مؤتمر حرية العراق بتنظيم واقامة قواه المسلحة. قبل عدة ايام فقط، عَمَّ خبر انضمام عدد كبير من الاتحادات العمالية في العراق الى هذا المؤتمر ومطلب ايجاد قوة للدفاع عن محل معيشة وعمل العمال امام الارهاب الاسلامي-الامريكي المنفلت العقال. ان هذه تحولات وخطوات للامام ولكنها متاخرة ايضا، وستواجه بمخاطر اكثر جدية وقوى اكثر اقتداراً. على اية حال، ان مكانة الخصوم السياسيين البشرية المتمدنة واملها اصبحت اكثر قدرة. ان عملهم هذا يجعل عملنا اكثر صعوبة.



من بين العواقب الكبيرة لهذا التراجع السياسي الامريكي في الشرق الاوسط، يمكن الاشارة الى هذه العناصر:



1- ضيق الخناق على امريكا واسرائيل من القيام برد فعل عسكري على الجمهورية الاسلامية، وبالتالي، ضيق من امكانية فرض انهيار ودمار اجتماعي على المجتمع في ايران. من المهم ان نكون دقيقين بان هذا هو تراجع وان المسالة لم تنتفي اساساً. لازالت هناك امكانية واحتمال ان تمطر امريكا او اسرائيل ايران بالصواريخ قصفاً وتدفع بكل المنطقة صوب مستنقع اجتماعي وسياسي هائل بحيث يهمين الدمار لعقود ، ان لم يكن لقرن، على حياة جماهير المنطقة. بيد ان هذا الاحتمال قد خف عل الاقل على المدى القريب. ان حشد وتعبئة القوى والامكانات بالنسبة لامريكا قد اصبح اكثر صعوبة. خَفَّتْ الامكانية العملية لهذا الحدث العسكري بالنسبة لامريكا واسرائيل على المدى القريب. وان يكن من المقرر ان الحرب مع ايران ستجري دون اللجوء للقوات البرية، ولكن طالما ان القوات الامريكية والبريطانية في العراق وبمتناول يد الجمهورية الاسلامية، اصبح هذا العمل اشد صعوبة.



2- ان التراجع الذي فرض على سياسة بوش، رمى قبل اي شيء اخر بالحلفاء السياسيين لبوش واؤلئك الذين رهنوا امرهم بسياسة امريكا في تيه. من بين هؤلاء، الحركة القومية الكردية في كردستان العراق التي رهنت مصيرها بمصير امريكا وحياتها بالقوات النظامية الامريكية. وبتراجع امريكا، وضِعت امام مستقبل مجهول اكثر. وان تكن كردستان العراق لم تمر بنفس اوضاع الاقسام الاخرى من العراق (اوضاع القتل اليومي) الا انها تمر بانعدام وضوح المستقبل والمصير وتعلق الحياة الاجتماعية وان انعدام الوضوح يزداد تعمقاً، وبالتالي، يصبح التأزم في صفوف هذه الحركة القومية اكثر عمقاً، ويتسارع تهريب ثروة المجتمع وانتقالها الى خارج البلاد من قبل مسؤولي الحكومة الكردية، ويتعمق سخط الجماهير في كردستان من هذا الوضع.



3- ان الخاسر الاساسي في ايران من هذه الوضعية هو التيارات التي رهنت افقها واملها بالتدخل المباشر لامريكا او ممارسة الضغط، او على قول السيد بهلوي "المجتمع الدولي". ان هذا الصف يشمل المعارضة القومية الموالية للغرب، من الملكيين، الجمهوريين، وقدماء الثاني من خرداد المتجددين من جهة والقوميين الكرد، الترك، البلوش والعرب . رهنوا انفسهم بالدعم والمال الامريكي. نالوا دعما ومالاً من امريكا ويتنقل قادتهم في ممرات وزارة الخارجية الامريكية والبنتاغون، ومن صالة لاخرى، ويقوموا بالتغطية الاخبارية لهم، وتسعى الصحافة الخانعة الذليلة لاقناع الجماهير بهم على انهم قادة المجتمع وتراهم يوميا من على BBC وCNN واذاعة امريكا ويعمقوا بالاستفزازات والتحريكات الفيدرالية والقومية. لقد جف جزء كبير من مصدر قوتهم واملهم، وبموازاة ذلك، تمر مجمل التيارات التي كان افقها تحت تاثير هذا الطيف بازمة اليوم.



تمر منظمة الكادحين بازمة عميقة، لاتعرف الى اين تمضي. انقضت فترة طويلة على انتهاء مؤتمرها وليست بقادرة على اصدار البيان الختامي لمؤتمرها. الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني اصبح قسمين فعلاً. اما بقية القوى القومية والاثنية التي وضعت راسمالها بسلة حملة امريكا على ايران ودمار الجماهير، فانها تغط بالمصير ذاته.



التاثير على الاوضاع السياسية لايران



ان هذه التطورات ستترك تاثيرها على الاوضاع السياسية في ايران ايضاً بدون شك. في ايران، توجد هناك معارضة قومية موالية للغرب، وهي داعية لاسقاط السلطة. ان هذه المعارضة تدور في مدارات قريبة وبعيدة حول مركزها، الملكيين وشخص رضا بهلوي، وتشمل من الملكيين المتشددين الى الجمهوريين والجبهة القومية وجماعة اكثريت وقدماء الثاني من خرداد مثل كنجي وغيره. انهم دعاة اسقاط السلطة، ولكن اسقاط الجمهورية الاسلامية "بدون تطاول الايدي"، اي دون التدخل المباشر للجماهير. انهم يكرهون الجماهير وبالاخص الطبقة العاملة المقتدرة وفي الميدان اكثر من كره الجمهورية الاسلامية. وعليه، فان مجمل افقها يستند الى امل الانتقال الهاديء للسلطة من فوق راس الجماهير وبالاستناد الى ضغط امريكا. يحلمون باشكال من الثورات المخملية، الازرق الغامق، الاصفر والاخضر ويوعظون لها. بالنسبة لافق هذه المعارضة التي تقترن بامريكا والغرب، فان الصلة الدولية بين امريكا والجمهورية الاسلامية هي جزء من المعادلة الداخلية للسلطة في ايران. ان ضغط امريكا على الجمهورية الاسلامية بوصفه سبيل لانتقال السلطة بالنسبة لهم. على اية حال، ان هذا التيار قد حول توازن القوى بين امريكا والجمهورية الاسلامية على الصعيد الدولي الى جزء من توازن القوى بين افق اليمين في حركة اسقاط الجمهورية الاسلامية.



تاخذ جماهير ايران قسم مهم من افقها وتطلعها من هؤلاء. ان تامين المعلومات ياتي منهم. ان مجمل وسائل الاعلام تقريبا حكرا لهم، وتأخذ الجماهير تصورها لعالمها وافقها من هذه المعلومات. ان عالم اليوم هو عالم حرب المعلومات، وانها البرجوازية من تقولب افكار البشر عبر احتكارها لوسائل الاعلام. زد على ذلك، ان لهم تاريخ وتقليد ويقترنون بالمعاصرة التي يتعطش لها مجتمع ايران. ان المعارضة القومية الموالية للغرب مررت، والى حد كبير، افقها وتطلعها للمجتمع. ان قسم كبير من الجماهير والمنظمات السياسية، حتى اليسارية منها، تترجم افق توازن القوى بين دولتي امريكا والجمهورية الاسلامية بصورة مباشرة الى درجة الامل باسقاط الجمهورية الاسلامية. وبميل توازن القوى هذا بضرر امريكا، فقدوا املهم وتفاؤلهم بامكانية الانتصار، اي تجعل الجماهير اكثر تفاؤلاُ او تشاؤماً بالمستقبل السياسي لايران واسقاط الجمهورية الاسلامية. ما ان درب عطل في محرك السياسة الخارجية الامريكية، دب العطل في محركهم، عطل سياسي وعطل هوية ايضاً.



قبل هذه الانتخابات الامريكية، سقط التيار القومي الموالي للغرب ابان الصراع حول المسالة النووية بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية بياس من حيث الهوية وازمة ايديولوجية وازمة هوية. ان توجه امريكا نحو عرقنه (من كلمة عراق-م) ايران، تقوية التيارات القومية والاثنية، عقد وزارة الخارجية الامريكية مؤتمر حول الفيدرالية، واخيراً، التهديد بمحو مجمل الاسس الصناعية والاقتصادية لايران عبر اوسع عملية قصف في التاريخ، وضع مجمل الحركة القومية الموالية للغرب والتي ترى فلسفة وجودها في "وحدة الاراضي" وفي "ايران صناعية" وجدت نفسها وجها لوجه امام معلمها ومثلها، اي دولة امريكا. من جملة ذلك، فان قسم منهم، مثل داريوش همايون، شرع عبر وساطة منظمة "اكثريت" بالسعي للائتلاف مع الجمهورية الاسلامية.



اما اليوم، ومع تراجع سيناريو الحملة النظامية لامريكا وتنامي الحديث عن الحوار مع الجمهورية الاسلامية وكذلك ازمة التيارات القومية، بوسع المعارضة اليمينية ان تدفع للوراء بازمتها الايديولوجية. ولكن مع اضعاف امريكا امام الجمهورية الاسلامية ، فان هذه المعارضة تفقد من جهة اخرى افقها وامالها وتغط في ركود وضعف. وبموازاة ذلك، سيحل معها ضعف في الاجواء السياسية لايران التي هي تحت تاثيرها. ان نتيجة انعكاس هذا الوضع تجده حتى في الاجواء السياسية للمعارضة الايرانية في الخارج على شكل انعدام النشاط وانعدام تفاؤلها وفي اشتداد اختلافاتها الداخلية.



اما اليوم، وعل الرغم من استمرار النضالات بابعاد مختلفة في مجتمع ايران وان الازمة الاقتصادية والسياسية الاكثر تاصلاً للجمهورية الاسلامية تعيد انتاج نفسها، الا ان التفاؤل بالنصر على الجمهورية الاسلامية على المدى القريب ووتيرة نبضات حركة اسقاط السلطة قد خَفَّتْ.ان الاجواء السياسية لمجتمع ايران، وارتباطاً بدرجة وقوعها تحت تاثير افق المعارضة اليمينية، تفقد الجماهير املها وتفاؤلها باسقاط الجمهورية الاسلامية، وباي درجة رات اسقاط الجمهورية الاسلامية في خضم افق اليسار وبالاخص نحن، تم صيانة هذا التفاؤل. للاسف، ونظراً لكون المعارضة اليمينية حتى الان هي ذات اليد الطولى في الاجواء السياسية في ايران، يكون لاجواء الانتظار والترقب وانكماش التفاؤل بامكانية اسقاط الجمهورية الاسلامية اليد الطولى. ان الجمهورية الاسلامية ، اصبحت في وضع اكثر تنامياً امام الجماهير فيما اصبحت الجماهير اكثر حذراً.



لقد كان هذا التراجع تراجع افق اليمين في حركة اسقاط الجمهورية الاسلامية. وامام الجمهورية الاسلامية، كان هناك دائما افق اليسار كذلك. افقاً طرحه ودفع به الشيوعيون اساساً وحزبنا قبل اي طرف اخر. ان حزبنا له اكبر دور في صياغة هذا الافق والتقليد وفي التوعية به وتوضيح ملامحه والدفع به على صعيد المجتمع. وقد عبر عن نفسه، بصورة مكثفة، ومن حيث الابعاد السياسية، بمنشور اسقاط الجمهورية الاسلامية. لقد اعلنا انه فقط عبر الانتفاضة المنتصرة للجماهير على مجمل اسس الدولة وقيم الجمهورية الاسلامية في اكبر ثورة مناهضة للدين بعد الثورة الفرنسية وبضمانة الجماهير المسلحة في الميدان يمكن اسقاط الجمهورية الاسلامية وصيانة الاسس المدنية للمجتمع. اترك المجال للجماهير في امكانية تحديد النظام المقبل لايران. ان اي مداراة للجمهورية الاسلامية، لقيم هذا النظام ولسياسات دولة امريكا وسائر الحكومات الرجعية او الحملة النظامية والحصار الاقتصادي لايران من قبل هذه الدول سيديم مباشرة من عمر الجمهورية الاسلامية، وفي الحقيقة اطال من عمرها. بالنسبة لحركة استلهمت افقها من افقنا، فان هذا التراجع، هزيمة افق اليمين، اي ان الاجواء المتعطشة لاسقاط الجمهورية الاسلامية والحرية والمساواة تجعلها تحتاج الى افقنا ويوفر فرصة ارساء الحركة المناهضة للجمهورية الاسلامية على مرتكز اليسار بصورة مباشرة ومستقلة.



مالعمل؟



يمكن ان تؤدي اجواء الانتظار والترقب الى نتائج مختلفة. من الممكن ضخ الغرب لرؤوس اموال كبيرة لايران، وهو الامر الذي تنشده الجمهورية الاسلامية وهو الامر الذي من الممكن ان تقبل به الدول الغربية استنادا الى مصالحها السياسية، وستفلت الجمهورية الاسلامية ولفترة من الضغط الاقتصادي، وان ذلك سيؤدي مع غياب قيادة واضحة الرؤية وراديكالية الى ان تطول هذه الفترة الى10-15 عام. او على العكس، من الممكن ان تؤدي هذه الفترة الى نقيضها بسرعة ويتحقق اسقاط الجمهورية الاسلامية ويكون الشيوعيون في وضع قائد احتجاج الجماهير، وحسب القول المعروف، قائد حركة "لا" بوجه النظام. كما لازال من الممكن ان تدفع امريكا او اسرائيل كل المنطقة ومجتمع ايران الى المحرقة، ولازال بوسع القوميين ان يشرعوا بحرب قومية في هذه المنطقة او تلك ويعمقوها.



ان تحقق اي من هذه الاحتمالات يعود الى هل سيخلص الشيوعيون والطبقة العاملة الى استنتاج صحيح من هذه الوضعية، وهل بوسعهم ان يلعبوا دورهم بوصفهم قادة ومنظمي المجتمع ام يكتفوا، كما في السابق، بالدور ذاته، الدور الهامشي وغير الاجتماعي والتقليدي لليسار؟



بوسع هذه الاجواء ان تكون فرصة لنا نجر مرة اخرى وباقتدار للميدان حركة اسقاط النظام واحتجاج الجماهير تحت راية الشيوعيين وتحت التاثير المباشر للطبقة العاملة. حركة لن تكون اسيرة المحدوديات التي فرضها افق المعارضة اليمينية عليها. وسيطاح، بسرعة وحزم، بالجمهورية الاسلامية باقل التكاليف. ان بوسع هذه الفرصة ان تكون فرصة الشيوعيين والطبقة العاملة لاعادة ترميم ثقة الجماهير والنزعة النضالية حول هذا الافق.



لقد ذكرت في بداية بحثي، وبشهادة الادبيات التي اصدرناها، لقد تنبئنا وبدقة الى حد كبير بمجمل سياسات امريكا في ايران، العراق وفلسطين ولبنان وتقوية النزعات القومية وسياسات مسايرة الامور للمعارضة اليمينية. ان السؤال المطروح هو مالذي جرى، اذ على الرغم من تحقق هذه التنبؤات سواء في العراق او في ايران لم نكن نحن المنتصرين في هذا الصراع؟ لماذا لم ينتصر اليسار وانتصر الاسلام السياسي؟



ان جواب هذه الاسئلة ردت عليها ابحاث المؤتمر الاول للحزب الحكمتي بشكل مكثف، وتم طرح سبيل حل تجاوز خطر استمرار هذا الوضع. ان نداء المؤتمر الاول لنا نحن الشيوعيين، لكل التحررين ودعاة المساواة ان لايلعبوا الدور غير الاجتماعي وغير السياسي الذي لعبوه للان. ان يذهبوا الى المجتمع ومركز التحولات الانسانية والاجتماعية، ان يتحزبوا، ان يتحولوا الى اطار ومحمل اتحاد الجماهير، ان يتحولوا الى قائد، موحِّدْ، منظم احتجاج الجماهير، ان يجروا الطبقة العاملة وبالاخص القسم الطليعي منها للميدان، ان يمنحوا الجماهير الامكانية والقدرة على الدفاع عن نفسها ودحر الجمهورية الاسلامية، واخيراً، ان يشكلوا حزب سياسي، اجتماعي بعظمة حركة جماهيرية. لقد كان هذا نداء المؤتمر الاول.



بهذه الهيئة والقيافة، بتقليد الاقتصار على اعلان موقف، بتقليد عمل غير اجتماعي لايمكن ان نكبر، ولايمكن ان نكون قادة الجماهير. ينبغي تلبية نداء المؤتمر الاول والالتحاق به. ليس ثمة سبيل اخر.





* النص اعلاه هو ترجمة لنص تم اعداده وتنظيمه لخطاب في ندوة عقدت في احد الغرف الصوتية (بالتاك) مساء يوم 24 نوفمبر- تشرين الثاني-2006

** الاختلاف بين خاتمي وناطق نوري هو اختلاف جناحان الاول اصلاحي والثاني. اما اختلاف رفسنجاني وناطق نوري فهو اقرب الى اللاختلاف، اي تصورين لجناح واحد. (المترجم).
ترجمة: فارس محمود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ