الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخيار البشري الازدواجي والطغيان الاحادي/2

عبدالامير الركابي

2024 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


تتولد الازدواجية التعبيرية البشرية عن حقيقة ونوع التشكلية المجتمعية وبناء عليها، وفي الوقائع التبلورية الاولى البدئية المجتمعية كما تتجلى في الشرق الاوسط، والمجتمعين النهريين تظهر بوضوح الافتراقية النوعية النمطية اللاارضوية السومرية العائدة الى التصادمية القصوى البيئية البشرية، حيث الاشتراطات المجافية المعاكسة للجهد البشري الوجودي مع النهرين المدمرين العاتيين المخالفين فيضانا للدورة الزراعية، وعموم المناخ المعاكس للجهد البشري، مضافا اليه انفتاح الجهات الشرقية والغربية والشمالية على الانصبابات البشرية الهابطة من الجبال الجرداء والصحارى على ارض الخصب السفلى، مايخلق حالة من جنون الحدود، وجنون غدر الطبيعة وفيضاناتها المدمرة، يقابلها حال ارض النيل المحمية كشريط من الشرق والغرب والشمال بالصحراء والبحر، واتفاق الاشتراطات البيئية الانتاجية، وتوافق النيل مع الدورة الزراعية ومع الجهد البشري الانتاجي الحياتي، ومايتولد عن كل من الحالين من نمطية في الطور الاول اليدوي، حيث المجتمعية نمطا هي ( الكائن البشري + البيئة ومفعولها).
وبينما تقوم احادية الدولة وتجلي االمجتمع في الدولة النيلية المصرية الفرعونية حصيلة التوافق مع الارضوية، ياخذ الاصطراع البشري البيئي في ارض سومر ابتداء منحى الخيار اللاارضوي، بمقابل قسوة وحدة طرد الارضوية البيئية التي تذهب لحد يقارب كواقع مايمكن تسميته "العيش على حافة الفناء"، وهو مايولد النزوع البداهي للبحث عن مخرج مقابل يتحول الى مطمح سكن، معاكس للارضوية، وخارج وطاتها، متخلص من حكمها، ومع توالي شكلي الاصطراعية التي لاتهدأ، الاول مع البيئة، والثاني مع الانصبابات الاقوامية، لابد ان نتوقع مسارا تشكليا ضمن ذات المنحى وهو مالم يسبق ان جرى تحريه، وقبلا اكتشافه في الوقت الذي ظلت تعم فيه منظورات الاحادية ومنظومة رؤيتها ومفاهيمها، وصولا الى المتاخرة منها، المرافقه للانقلاب الالي، وماقد عرف اوربيا بالحداثة و "علم الاجتماع" الاحادي الارضوي الابتدائي، اخر العلوم، لتبقى المسالة المجتمعية الكبرى، والفاصلة الاساسية، خارج الادراكية، اشارة على القصور العقلي المستمر مواكبا لطور الانتاجية اليدوية، وبدايات الانتقالية الاليه الباقية مستمرة الى اليوم باسم التوهمية الغربية الغالبة،والتي صارت شائعه بمثابة بداهة قصورية اعقالية خارج زمنها.
لاتبدأ الظاهرة المجتمعية بالتبلور خارج الحقيقة القابعه خلف المجتمعية ومنتهاها المتعدي للجسدية عبر التفاعلية وماينجم عنها من ترق عقلي ومادي ضروري، فاذا قامت البدئية المجتمعية الانتاجية اليدوية بصيغتها الاولى الاطول "الزراعية"، فانها تتشكل في موضعين نهريين حيث الاشتراطات الاكمل المجتمعية اليدوية، موزعة على نمطيتين ونوعين، احدهما هو تمثيل للراهن والغالب الاني، بحكم مامتاح ومتوفر من اسباب الاصطراعية والدينامية الاخذة الى المنتظر المستهدف، مع حلول ساعة الانقلاب مابعد الجسدي الحاجاتي، وبدء احتلال النمطية المغفلة اللاارضوية، المتطابقة ابتداء مع مستقبل ومال المجتمعية والكائن البشري، وماهو ذاهب اليه بعد الجسدية ومتبقيات الحيوانيه العالقة به من اطوار التشكل والترقي الحيوانيه الاسبق، ذهابا الى اكتمال اسباب الغلبة العقلية، واستقلال العقل وتحرره اتفاقا مع مسار التحولية العظمى الكونيه، الناظمه للوجود الحي والبشري.
خلال المسار التفاعلي التغييري النوعي لايتوقف الاصطراع بين النزوع اللاارضوي ومقابله الارضوي الحاجاتي، انما تحت طائلة الغلبة الارضوية ونزوعها البداهي الى الغاء اية دالات او مظاهر اشارة الى نقيضها، والحاضر المطموس المنطوي على مصيرها ونهاياتها، مايضعنا امام اصطراعية احادية، مع اضفاء تسميات وافتراضات على ماعداها ونقيضها من خارج طبيعتها او ما يفصح عن دلالتها ومنطويات حضورها، الامر العائد لخاصية الاصطراعية الازدواجية المغفلة والخافية مدار البحث، واشكال تجليها على مدى الطور اليدوي من التاريخ المجتمعي، فاذا حدث وتحرينا مسار التشكلية اللاارضوية، والنزوع البشري الانساني المطموس ضمن المسارات "الانسايوانيه" وغلبتها الموضوعية، فسنقع على تاريخانيه مقابلة، ومراحلية تطورية، تبدا مع التالهية على صعيد النزوع البشري اللاارضوي كبداية ظهرت مختلطة باشكال غير راسخه ومناقضة من التركيب المجتمعي تنظيما، من نوع ذلك العائد للملكية ومايعرف بالدولة والحكم في غير موضعه، حيث الالوهية هنا مستعملة كمصدر تبريرحيث لااساس موضوعي لمثل هذا الشكل من السلوك البداهي المخالف والمتناقض مع التكوين اللاارضوي، حيث بنية اللادولة وكل مايتناقض والتمايزات السلطوية الملكوية، الامر الذي يستغرق الاف السنين من الاصطراعية واللااستقرار الاقرب للفوضى، قبل ان تتبلور وتكتمل الصيغة التعبيرية الاعلى الكونية "النبوية الحدسية"، متخلصة من وطاة الارضوية، مع اكتمال عناصر( الدولة الكتابية/ الكونيه)الخارجة على الكيانوية الجغرافية المكانية والمتحققة خارج ارضها والمنشأ، ماقد حصل في سومر، مع ترسخ بابل الارضوية التي تهيأت لها بعض اسباب الافنائية للنمط الاخر المقابل، المناهض المختلف نوعا، غير القابل للالغاء.
ويتوافق مثل هذا التجلي المزدوج مع الغلبة الارضوية، بناء لممكنات اليدوية الانتاجية مع الحقيقة البشرية الازدواجية بالاصل، من (عقل /جسد) يعتبرهما الارضويون وحدة ممثلة بالجسد، كما المجتمعات واحدة بالاطلاق بلا "آخر" محتمل، مايمنع على الكائن البشري على مدى التاريخ اليدوي وابتداء الانتقالية الالية، ادراك الحقيقة الوجودية البشرية الكبرى الاساس وبالاخص محلها الانتقالي البشري مابين الحيوان و "الانسان"، من دون امكانية تعرف على "الانسايوان" الحالي، بما هو محطة كينونه ووجود ضروري ولازم لاجل بلوغ العتبة مابعد الحيوانيه ومتنبقيات الجسدية الحاجاتيه وحضورها الفاعل الانتقالي التحولي، ومايترتب على كل هذا القصور الهائل في الادراكية الوجودية من خروج على الاليات المجتمعية التاريخيه ليس للبشرية من استمرارية وبقاء حتى من دون، تجاوزه نحو عالم الازدواج التحولية المجتمعي البشري.
تسير اللاارضوية واشكال تعبيريتها مراحلا: من التالهية الفردية الاولى، الى الحدسية النبوية والمجتمعية الكتابية الكونيه المواكبه لها، والمتصلة بها، ذهابا الى الادراكية اللاارضوية التحولية العليّة المتوقفه على الانتقال من اليدوية الى الالية، ومابعد التوهمية الالية الحداثية الارضوية الاستهلالية الغربية، تلك التي تتهيا لها الاسباب للغلبه الكاسحة على مستوى المعمورة نموذجا وتفكرا، لامد صار اليوم في نهاياته، وهو يذوي ويشارف تباعا وواقعا على الغروب، قبل ان ينتقل الكائن البشري الى الادراكية التحولية العظمى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صراع الأجندات في سوريا.. من يتحكم بالمشهد؟


.. مبادرة لتوزيع الورود على أهالي حلب بعد سيطرة المعارضة عليها




.. الجزيرة تحصل على صور لانتشال أحد المصابين عند بوابة مستشفى ك


.. سوري يلتقي بوالده بعد سيطرة المعارضة على حماة




.. سرايا القدس: قصف جنود وآليات الاحتلال المتوغلين في حي الجنين