الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إسرائيل وإيران: كيف تحدد أسواق الطاقة مسار التصعيد العسكري
کاوە نادر قادر
2024 / 10 / 5العولمة وتطورات العالم المعاصر
كاوه نادر قادر
بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية التي أطلقت فيها إيران 250 صاروخًا باليستيًا على إسرائيل في الأول من هذا الشهر، كان من المتوقع أن ترد إسرائيل بسرعة وبقوة. المسؤولون الإسرائيليون أطلقوا تصريحات اثناء الهجوم کانت تشير إلى نيتهم الرد خلال 48 ساعة. ومع ذلك، مرت أكثر من أيام عدة دون أي رد عسكري ملموس من إسرائيل، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التأخير. السؤال الرئيسي هو: لماذا تأخرت إسرائيل في الرد على الهجمات الصاروخية الإيرانية؟ وما العوامل التي تسببت في هذا التأخير؟ خاصةً مع التوترات الإقليمية وتأثير سوق الطاقة على السياسة الدولية والانتخابات الأميركية؟.
التوترات الإقليمية والإشارة إلى تحدي إيران:
على الرغم من حظر إسرائيل هبوط الطائرات المدنية في مطار بيروت بعد الهجمات الصاروخية، إلا أن طائرة إيرانية محملة بالمساعدات، والتي كان على متنها وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، هبطت في المطار يوم الجمعة (الرابع من هذا الشهر). بالإضافة إلى ذلك، ألقى المرشد الأعلى الإيراني خطابًا علنيًا في طهران. هذان الحدثان أثارا تساؤلات حول ما إذا كان هناك اتفاق سري بين إسرائيل وإيران لعدم التصعيد، خاصة في ظل استمرار التوترات العسكرية في لبنان. هل تتحدى إيران إسرائيل علنًا وبشكل مباشر وتنتظر نتائج هذا التحدي؟ هذا الموقف الإيراني يضغط على إسرائيل للرد، ولكن هناك عوامل أخرى تعيق التصعيد في الوقت الحالي.
دور الولايات المتحدة وتأثير سوق الطاقة:
أحد الأسباب الرئيسية لتأخر الرد الإسرائيلي هو الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على إسرائيل لعدم التصعيد في الوقت الحالي، خوفًا من أن يؤدي أي هجوم إلى ارتفاع أسعار الطاقة بشكل حاد، مما سيترتب عليه تداعيات اقتصادية كبيرة. فخلال التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، ارتفع سعر النفط بنسبة 2٪، ومن المتوقع أن يرتفع أكثر إذا تعطلت الملاحة في مضيق هرمز، الذي تسيطر عليه إيران. هذا المضيق يعتبر ممرًا حيويًا يربط بين البحر العربي والبحر الأحمر وباب المندب، وتمر عبره 20٪ من الطاقة العالمية، أي حوالي 60 مليون برميل يوميًا، بالإضافة إلى 30٪ من الغاز السائل، و24٪ من التجارة العالمية. أي، ایة تصعيد عسكري في المنطقة قد يؤدي إلى إغلاق المضيق أو تعطيل الملاحة فيه، مما سيرفع أسعار الطاقة بشكل كبير.ارتفاع أسعار النفط سيؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل سلبي، وقد يصل سعر البرميل الواحد إلى 400 دولارا، حسب اراء خبراء المجال النفط، مما قد يسبب أزمات اقتصادية كبيرة.
الانتخابات الأميركية:
التوترات في الشرق الأوسط، وخاصة في إيران وإسرائيل، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الانتخابات الأميركية. إذا تصاعدت الأمور وأدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير، فإن ذلك قد يؤثر على موقف الناخبين الأميركيين. أن هذه الأزمة قد تصب في مصلحة الرئيس السابق دونالد ترامب إذا استغلها في حملته الانتخابية. وبالتالي، فإن إسرائيل قد تتجنب التصعيد قبل الانتخابات لضمان عدم حدوث أي تأثير غير متوقع على نتائج الانتخابات الأميركية.
التحذيرات الأوروبية والأميركية:
تشير التقارير الاعلامیة إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا قلقون من أن أي هجوم إسرائيلي على أهداف اقتصادية في إيران قد يؤدي إلى رد فعل إيراني قوي، خاصة ضد مؤسسات النفط، وهو ما اعتبرته طهران "خطًا أحمر".هذه التحذيرات یمکن ان یکون أحد الأسباب التي تجعل إسرائيل تتردد في القيام بأي عمل عسكري ضد إيران في الوقت الحالي، لتجنب تصعيد الأمور بشكل غير محسوب.
الخلاصة:
تأخر الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية لا يقتصر على الاعتبارات العسكرية فحسب، بل يتأثر أيضًا بعوامل سياسية واقتصادية معقدة. تلعب التوترات في سوق الطاقة العالمي والضغوط الدولية من الولايات المتحدة وأوروبا دورًا محوريًا، بالإضافة إلى تأثير هذه التطورات على الانتخابات الأميركية المقبلة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -ورشة القرن-..من سيدفع فاتورة إعمار غزة؟
.. إطلاق سراح ثلاث رهينات إسرائيليات مع بدء سريان اتفاق وقف إطل
.. عاجل | حماس تسلم الرهينات الإسرائيليات الثلاث إلى الصليب الأ
.. عاجل | بايدن عن اتفاق غزة: هذا ما يجب على ترامب فعله
.. شبكات | استعدادات واشنطن لحفل تنصيب ترمب... من سيحضر؟