الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مقامة هل تكفيك روحي .
صباح حزمي الزهيري
2024 / 10 / 5الادب والفن
مقامة هل تكفيك روحي :
لله درك سيدتي , نص مفعم بوفاء قل نظيره , نكاد نحسد صاحبه حتى لو كان مفارقا لهذه الدنيا , وكما قال المتنبي :
((حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَن نَأى وَقَد كانَ غَدّاراً فَكُن أَنتَ وافِيا
وَأَعلَمُ أَنَّ البَينَ يُشكيكَ بَعدَهُ فَلَستَ فُؤادي إِن رَأَيتُكَ شاكِيا
فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها إِذا كُنَّ إِثرَ الغادِرينَ جَوارِيا)).
طالما تميزت كتابات ألأخت سركول الجاف و القصائد التي تكتبها هذه المرأة الشاعرة, بأنها معبّرة بصدق عن اللواعج والآلام والفرح والشقاء والحرمان والسعادة , تبثّ فيها شجونها وخلجات ما انتاب فؤادها , في محاولة منها كي تزيح عن كاهلها ثقل الهموم وسطوة اللوعة , فهي تحاول أن تجسد في قصائدها آلامها ومعاناتها في بناء جملي متدفق , من أجل أن تمنح المتلقي دهشة عظيمة يروّي ذائقته, وتحرّك الاحساس لديه . وتظلّ زاخرة بالمشاعر ,والاحاسيس العذبة, ومتوهّجة بفيض من الحنان , كونها شديدة التأثر وتمتاز برقّة روحها , فينعكس كلّ هذا على مفرداتها , وعلى الجوّ العام لقصائدها , فتصبح المفردة تمتلك شخصية , ورقّة , وعذوبة, وممتلئة بالخيال , وبجرسها الهامس , وتأثيرها في نفس المتلقي , فتمتاز بالصفاء والعمق , والرمزية المحببة, والخيال الخصب, وللمواساة أقول : قال إبراهيم الفقي : (( ثلاثة أشياء تسقط قيمة المرأة : حبّ المال والأنانيّة وحبّ السيطرة , وثلاثة ترفعها: التضحيّة والوفاء والفضيلة )) , ومن له وفائك ؟ عندما تكتبين عنه يقرؤونه بين حروفك وكلماتك فيحسدونه , فماذا لو سمعوا نبضات قلبك حين تناديه ؟ من الطبيعي ان الأرواح تتعافى بِقرب من تحب , فكيف أجلبه لك كي تستريحين ؟ ومن قالَ إنَّك شاعرة ؟ ما أنت إلاَّ دودة قزّ,داخلَ شرنقتها تنْسجُ خيوطَ تَفَرُّدها في انتظارِ انطلاقة تَليقُ بأَجنِحَتها .
تقول لك دموع قصيدتك , أنا مثلُكِ أيّتها الغيمَة, حينَ حزنتُ أُمطرْتُ - حبيبي الذي خَذَلَني- دمعةً, دمعةً , وعندما تجيبين عن أعراض الفراق , تقولين , إطْمَئِنْ , أنا بخير , لولا ارتفاع حادّ في الضَّغط واختناق طفيف في التَّنفس , اطمئن , أنا بخير, هيَ قصيدتي تحتاجُ الآنَ أنْ تتنفسَ عطرَك , انه فقط هذا الحنين , وما أدراكَ ما الحنين , هو وجعٌ مزمنٌ في الرُّوحِ لا يهدأ ولا يستكين , أنا أحِنُّ للأماكنِ التي جمعتني بكَ وتلكَ التي فاتها ان تجمعْنا , وأحِنُّ للمفرداتِ التي كتبَتْكَ وتلكَ التي سوفَ تكتبُكَ فيما بَعْدْ , وأحِنُّ لحنانكَ , أحِنُّ لكَ.
ماذا اقول عن العشق ؟ كلُّ فجرٍ , يجدّدُ قلبي خلايا حبِّكَ بدَهْشَةِ طفلٍ ترى عيناه فراشةً لأوّل مرَّة , يا حلمي الجميل , كلما أطلت التفكير فيك , تاهت مني كلماتي , واختزلت بك , كل أبجديتي بنقطة في نهاية السطر, والقلب بدونك يقف على عتبة الصمت الباكي , تخذلني الألوان حين تعجز أناملي عن رسمك , و فراشات النار متعبة في حقول الأغاني , لا زلت أطاردها حتى في جوف الليل, وكنت حين تغيب الفراشات, أنثر أثرك على المكان, كي تعود ثملة بك.
وكي أطيل تراتيل مقامتي لك سيدتي , أقول أمهلي الوعد وعجلي بالوفاء, فأنت تعيشين وحدك في السماء , لأنها تحتضن الوفاء , فما أجمل الأيام في دنيا السحاب , هل تذكرين ذلك العاشق الذي قال لحبيبته : كم تمنيتُ أن أكون (أحولا ( كي أراكِ مرتين ؟ وعندما أحبّته , مدَّت يدها في قلبه , فلم تأخذ سوى الثقوب ؟ وهاهو مانع سعيد العتيبة يردد : ((أَداوِي جِراحِي بِصَبْرِي الجَمِيلِ فَلا القَلْبُ يُسلو وَلا الصَبْرُ يُشْفَى وَأَسْأَلُ ما سِرَّ هذا الثَباتِ)) .
أحب ان أسحبك لتتذوقي (حمال الأسية) , تبكيني هذه الاغنية وهي من مثابات القلب , بل هي بيرق الأشواق في ميدان القلب , لها حساسيات طربية وتعبيرية كما يقول البهرزي ابراهيم , فحين اسمع فائزة احمد فانا لا اصغي للكلمات فحسب , بل اصغي للحروف الخارجة من حنجرتها , هذه القدرة الشيطانية على منح الحرف طاقة تعبيرية مذهلة يتجلى هنا في حرف ( الحاء ) الذي تزخر به كلمات هذه الاغنية , تأملي كيف تلون فائزة احمد حرف الحاء بغنجها وتفح فيه فحيحاً مغريا وتأمل شهقتها بحرف إلهاء حيثما يرد في الغناء
الشياطين لوحدها هي من يجيد ذلك .
أود ان اسهب , ولكن قد تبدو الأطالة تؤذي الغرض .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. 311 الناس الحلوه مجدى عفيفى و محمد زكى العشماوى ومحمد السنع
.. فيلم الحريفة 2 يحصد 11 مليون جنيه خلال يومي عرض بالسينمات
.. احتفاء كبير بصناع السينما المصرية وبفيلم البحث عن منفذ لخروج
.. أون سيت - لقاء خاص مع الفنان عمر السعيد | الجمعة 6 ديسمبر 20
.. تجمع لعرض ثقافات وفنون الدول في العاصمة واشنطن | أميركا هذا