الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مبدأ تكافؤ الفرص:
خيري فرجاني
2024 / 10 / 6حقوق الانسان
مبدأ تكافؤ الفرص: يعتبر مبدأ تكافؤ الفرص من أهم المبادئ الرئيسة لتحقيق العدالة الاجتماعية. فتكافؤ الفرص "ليس شعارًا يُرفع، أو ادعاء يُدعى، وإنما هو عبارة عن إرادةٍ سياسيةٍ وإستراتيجيةٍ وطنيةٍ، تتجه بصدق نحو إزالة كلّ المعوقات والعوامل التي تميّز بين المواطنين على أساس الجنس أو العرق أو الدين.. إلخ، وهو معيار تقدم أي مجتمع في جميع مجالات الحياة، وقد ارتبط مصطلح تكافؤ الفرص في الذهن- غالبا- على بعض الفرص التعليمية أو الوظيفية- بالدرجة الأولى- رغم ارتباطه بجميع مناحي الحياة المختلفة التي يعيش فيها الفرد.
ويعتبر مبدأ تكافؤ الفرص من حقوق المواطن مقابل واجباته تجاه نفسه والآخرين ثم وطنه، ويعمل مبدأ تكافؤ الفرص على تقليل الفجوة النوعية بين أبناء الوطن الواحد في كافة المجالات، وغيابه يسهم في تراجع المجتمع وتراجعت قيم المواطنة. ولا يتوقف التكافؤ عند مجالا معين أو بعض المجالات بل يعمل مبدأ التكافؤ على إتاحة الإمكانات للجميع دون أدنى تفرقة وتيسير الوصول إليها دون استثناء أو تمييز.
ويهدف مبدأ تكافؤ الفرص إلى بناء قدرات العاملين والعاملات في المجتمع، وتوعية العاملين والعاملات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولعل مبدأ تكافؤ الفرص كان أحد أهم الدوافع الأساسية لإصدار القيادة السياسية في مصر قرارها بإنشاء المجلس القومي للمرأة، فهو مبدأ دستوري يؤكد تكافؤ الفرص بين المواطنين دون تمييز بين الرجل والمرأة.
وقد لاحظ "أليكسي دو توكفيل"، الذي أطلق عليه المتأخرّون لقب مونتسكيو القرن التاسع عشر، أنّ "تساوي الشروط أو الأحوال هو مفتاح نجاح كل شيء". فمبدأ المساواة أو تكافؤ الفرص هو القاسم المشترك بين هذه المجتمعات التي تسعى نحو الديمقراطية، والمساواة هي السمة الأساسية للعدالة الاجتماعية.
وإذا تحقق مبدأ التكافؤ تحققت المساواة في عضوية المجتمع المدنيّ والدّولة السياسية، أي في الانتماء إلى الأمة، فإنه يقود بدوره إلى المساواة السياسية، أي إلى التساوي في الحقوق والحريات العامة، ويفتح الطريق لتقليص التفاوت وتقليص عدم المساواة وعدم الحرية وعدم الكفاية وعدم الرفاهية. فالترجمة العملية لهذه المساواة هي تساوي الشروط والأحوال، بتعبير توكفيل، أو تكافؤ الفرص، ثم لكل مجتهد نصيب، ولكل خامل نصيب مختلف، فلا يتساوى خامل ومجتهد، ولا يتساوى مختلفان. ومبدأ تكافؤ الفرص، هو أحد الأسس الرئيسية لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتقليل الهوة بين كافة أطياف المجتمع.
وقد سعت العديد من المنظمات العالمية ومنظمات حقوق الإنسان إلى أنّ تسجل تكافؤ الفرص كأحد الحقوق الأساسية من حقوق الإنسان، فإنّ وجود تكافؤ الفرص بين أبناء المجتمع الواحد يساعد على تنمية المجتمع وتقوية العلاقات بين أفراده، ويقلل من النزاعات والخلافات التي تنتج عن الشعور بفقدان الحقوق الشرعية للأفراد وغياب العدالة والمساواة فيما بينهم.
ولا شك أن العمل على توفير فرص متكافئة بين الأفراد يساعد على الإبداع وعلى إبراز المواهب التي من شأنها أن تدفع المجتمع للأمام وأن تعمل على تقدمه وعلى تطويره، وبالتالي فإنّ ذلك يزيد من إنتاجية العمل مما يساعد على تقدم المجتمع، وذلك ينبع من إحساس الإنسان بوجود العدالة وبأنّ عمله سيتم تقديره بعيداً عن المحسوبية وبعيداً عن المحاباة.
ونفس الأمر ينطبق على التعليم فعند توافر فرص تعليم متكافئة فإنّ ذلك يدفع الطالب للتميز والإبداع في دراسته لأنّه سيضمن وجود مقاعد دراسية جامعية له يحصل عليها بمجهوده كما بالنسبة لغيره من الطلاب، لأنّه سيشعر أنّ أحداً لن يأخذ مقعده الدراسي وبالتالي حقّه في التعليم العادل بناءً على المحسوبية وبناءً على التمييز بين الأفراد.
إنّ مصطلح تكافؤ الفرص مصطلح كبير يشمل العديد من المجالات الحياتية المختلفة، فهو أشمل وأوسع وأكبر، فهو يشمل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية بكافة فروعها، ولابدّ أن يكون نابع من إرادة الشعوب التي تسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية والتي ترغب بأن تنمي نفسها ومجتمعها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. احتجاجات أمام المحكمة المركزية ضد نتنياهو تزامنا مع حضوره لل
.. ممثل الأمم المتحدة في سوريا للجزيرة: مستعدون لتقديم الخدمات
.. أحمد الشرع يتعهد بملاحقة المتورطين في تعذيب السوريين.. هل يق
.. مشاهد من سجن صيدنايا.. الكشف عن آلة مكبس لسحق أجساد المعتقلي
.. -عليها آثار التعذيب-.. مسعفون يعثرون على جثث معتقلين في مستش