الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطن في مزاد علني

أحمد زكارنه

2006 / 12 / 27
القضية الفلسطينية


قال حكيم ذاتَ يوم اذا كنت لا تقرأ الا ما تقتنع به فقط فانك إذاً لن تتعلم أبدا... على هذه القاعدة حاولت قراءت ما قامت بنشره إحدى مواقع الشبكة العنكبوتية "الانترنت" العاملة باللون الحزبي الضيق القريب مما تسميه نفس هذه الأحزاب "بالإعلام الأصفر" تحت عنوان كبير جاء فيه إعترافات الأمن الوقائي بالصوت والصورة.
وكما دور العرض السينمائي الهابطة ذهب الموقع في مقدمة قصيرة يطالب بضرورة القاء القبض ومحاكمة من أسماهم بالمسؤولين عن مجزرة يوم الأحد الأسود الدامي 1/10/2006.. ما هي إلا كبسة زر وبدأ العرض الدرامي على الطريقة المكسيكية المملة ليتضح أن تلك الإعترافات المزعومة التي انتزعت عنوة من فتيية تتراوح أعمارهم ما بين الخمسة عشر عاما والعشرين عاما من المتدربين تحت بند التفريغ في الأجهزة الأمنية لا تمت لعناصر الأمن الوقائي بأية صلة ولا لأي من الأجهزة الأمنية، وما هي إلا عرضاً لمسرحيةٍ هابطة حاولت جاهدة خطف الأنظار بعيداً عما يدور من مساومات في مزاد علني على بيعِ الوطن بأبخس الأثمان في سباق محموم على تقديم فروض الطاعة والولاء كل على طريقته، تارة بتقديم مسودة وثيقة تفاهم بين حركة حماس والدولة العبرية أقل ما يقال عنها أنها اسواء الف مرة من اتفاقيات اوسلو بكل أخطائها وخطاياها، وآخرى عبر تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لكبرى الصحف البريطانية والتي أشار فيها الى أن السلام بين الفلسطينين والإسرائيلين لا يمر إلا عبر حركة حماس، وثالثة من مساع حثيثة تبذل من جانب رئاسة السلطة لتسجيل نقاط لصالح موقفها وبرنامجها السياسي عبر إنتزاع بعض الحقوق المسلوبة بيد الاسرائيليين من بين شفتي رئيس الوزراء الإسرائيلي اولمرت لللإفراج عن بعض المعتقلين ظلما ، إلى جانب الإفراج عن أجزاء بسيطة من أموال السلطة التي سطت عليها الدولة العبرية بقوة السلاح .
بعيداً عن اتفاقنا او خلافنا مع هذه المساعي التي تقوم بها مؤسسة الرئاسة إلا أنني أرى أنها يجب أن تُحترم على أقل تقدير لأنها تأتي عبر وسائل علنية وقنوات رسمية وليست عبر لقاءات سرية تعقد في جنح الظلام.
المشاهد في بلادنا باتت تتشابه والخيوط تتشابك ولا أحد يستطيع أن يجزم أين هو الطريق الصحيح؟ وأين هي الإشارات الضوئية في خط التحرر الوطني المستقيم! الكل لايكذب ولكنه يتجمل ويعلنها صراحة من أجل تغليب المصالح الشخصية الضيقة أو الحزبية المقيتة عل حساب الوطن.. إنها المأساة التي انطلقت لتنتقل من الإنفلات الأمني الى الإنفلات السياسي فالصورة ما بين نتائج الإنتخابات التشريعية الأخيرة مرورا بالأحد الأسود الدامي وصولا إلى أيام الجمع الحزينة في كل من رام الله ونابلس لا تختلف كثيرا وكأنها مباراة سجلت جل أهدافها من وضع تسلل.
حقا إنني والعديد من أبناء شعبنا نتساءل بلهفة المحروم من أبسط متطلبات الحياة في وطنه وبين اهله أهذه هي مواقف وسياسات حركة حماس التي استبشر بها غالبية الناخبين في الإنتخابات الأخيرة خيراً ؟ وهل هذا كل ما تستطيع قيادات فتح الوفية تقديمه لتصحيح المسار الحزبي والوطني في آن؟ .
أمام هول هذه المشاهد الهزلية التي تعدو نكسة وطنية لكل ما تحمل الكلمة من معنى أتذكر ما كتبه الشاعر الثائر نزار قباني في قصيدته " الممثلون" قائلا:
حين يصيرُ الفكرُ في مدينةٍ .. مُسطحاً كحدوةِ الحصانْ
مُدوراً كحدوةِ الحصانْ
وتستطيعُ أيَ بندقيةٍ يرفعُها جبان.. أن تسحق الإنسانْ
حين تصيرُ بلدةً بأسرها مصيدةً .. والناسُ كالفئرانْ
وتصبحُ الجرائد الموجهةْ أوراقَ نعي تملأُ الحيطانْ
يموتُ كلَ شئْ ... يموتُ كلَ شئْ
الماءُ ، والنباتُ، والأصواتُ ، والألوانْ
تُهاجرُ الأشجارُ من جذورها.. يهربُ من مكانه المكانْ
وينتهي الإنسانْ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمات إنسانية متفاقمة وسط منع وصول المساعدات في السودان


.. جدل في وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن الخلافات العلنية داخل




.. أهالي جنود إسرائيليين: الحكومة تعيد أبناءنا إلى نفس الأحياء


.. الصين وروسيا تتفقان على تعميق الشراكة الاستراتيجية




.. حصيلة يوم دام في كاليدونيا الجديدة مع تواصل العنف بين الكانا