الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نيويورك تايمز: اختفاء مئات السجناء في الدهليز المظلمة للسجون الكردية في شمال العراق-قائد السجن يشبههم بسجناء كوانتناموا.

كهلان القيسي

2006 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


نيويورك تايمز: اختفاء مئات السجناء في الدهليز المظلمة للسجون الكردية في شمال العراق-قائد السجن يشبههم بسجناء كوانتناموا.

ترجمة: كهلان القيسي

العراق- السليمانية: بدأ السجناء إضرابهم بنداء غاضب. “ الله أكبر! الله اكبر ” وامتزجت أصوات 120 سجينا مع الضربات والهتافات. ودفعوا أذرعهم بين القضبان المعدنية ومزّقوا الستائر والشراشف البلاستيكية التي تغطّي النوافذ التي تواجه فناء السجن. وتكشفت وجوههم ذات النظرات الغاضبة. وتجمع حرّاسهم الأكراد للسيطرة على ساحة السجن. في الحقيقة لم يكن هناك ساحة فالسجناء كانوا قادرون فقط على دفع أسرّتهم ضدّ الأبواب ويحصّنون أنفسهم في زنزاناتهم. واستقروا خلفها لإصدار الشكاوى.
وقال السجناء: إن الحراس لم يسمحوا لهم بالاحتفاظ بالقرآن، و إن حصصهم الغذائية كانت ضئيلة وفي أغلب الأحيان متعفنة، وان الحرّاس يضربونهم باستمرار، وان العديد من السجناء قد اختفوا من السجن. وان كلّ السجناء أمّا لم يقدموا الى المحاكم أو باقين في السجن بالرغم من انتهاء محكوميتهم،. وأضافوا إنهم مفقودين في عالم النسيان القانوني في المنطقة الواقعة تحت السيطرة الكردية في شمال العراق.
إن الإضراب الذي حصل في هذا السجن في 4 ديسمبر/كانون الأول ، انتهى بعد إن وافقت الإدارة المحليّة على نقل ثلاثة من الحرّاس المكروهين والسماح بإدخال نسخ من القرآن الى داخل السجن . لكنّه كشف عن مشكلة معقدة رافقت التعاون الكردي مع الولايات المتّحدة في العراق.

إن السجون الكردية ممتلئة بعدّة آلاف من المتمرّدين المشتبه بهم، ومع هذا ليس هناك أي معالجة قانونية لترتيب مصيرهم. لذا السجناء ينتظرون مصيرا مجهولا غير معروف.
وتقول الحكومة الكردية التي تحتجز هؤلاء السجناء، بأنّهم خطرون، وتشير بأنّ عدد منهم تلقوا تدريبات للقيام بأعمال فدائية أو "إرهابية" في العراق أو أفغانستان. لكنها تقر أيضا بأنها أصبحت مشكلة نتيجة قلة التخصيصات المالية ومحدودية سعة السجون، وعدم وجود إجراءات قانونية للنظر في قضاياهم.
وقال اللواء سركوت حسن جلال، مدير الأمن في منطقة السليمانية. “نحن لم نجري لهم أي محاكمات، و ليس لدينا قانون لمكافحة الإرهاب، وأيّ قانون نريد أن نطبقه عليهم لا ينطبق عليهم ولو بأثر رجعي.كون هذه المشاكل قد حصلت بعد الغزو الأمريكي عندما كان شمال العراق خارج عن سيطرة صدام حسين. في ذلك الوقت، السلطات الكردية في شمال شرق العراق كانت تحارب أنصار الإسلام، وهي جماعة متمرّدة صغيرة التي سيطرت على شريط من الأرض على طول الحدود الإيرانية في عام 2002. وأسر الأكراد العديد من السجناء "والإرهابيين" المشتبه بهم، لكن لم يكن لديها خطة للتصرف معهم، سوى احتجازهم في السجون.وبعد بداية الحرب بأسابيع شنت القوات الأمريكية برفقة البيشمركة، هجوما على مجموعة أنصار الإسلام وطردتهم خارج المنطقة الكردية، عبر الحدود والى مناطق العراق الأخرى.
وفي السنوات ألاحقة للحرب الأمريكية انتشرت أفكار أنصار الإسلام الأيديولوجية في كافة أنحاء المناطق العربية السنيّة في العراق، وأصبحت مجموعة متمردة أكثر خطورة، لذلك امتلأت السجون الكردية بالناس الذين اتهموا بالانتماء إليها. وصنف العديد من الرجال المحجوزون بأنهم خطرون لكن الآخرين يدّعون بأنّهم أبرياء. ويقول المسؤولون أكراد بأن قدراتهم محدودة لتفكيك تلك المجموعات
اللواء حسن نوري، مسؤول الأمن الكردي والمسؤول عن السجون في شمال شرق العراق، قال إن المحجوزين هم في منزلة تشبه منزلة أولائك المحجوزين من الأمريكان في خليج كوانتناموا، ونحن لا نستطيع سماح لهم بالذهاب، لذل سنحتجزهم طالما يتوجب علينا فعل ذلك.
إنّ العدد الحقيقي لهؤلاء المحتجزين غير واضح. في هذا السجن المدار من قبل جهاز الأمن المحليّ في قاعدة عسكرية كردية في أطراف السليمانية، وهناك 120 منهم يشتبه بأنهم من المتمردين.
هناء المفتي الباحثة لدى منظمة هيومن رايتس ووتش التي حقّقت في ظروف السجن وغياب الاتهامات المستحقّة ضد للسجناء، قالت بأنّ حوالي 2,500 شخص محتجزين من قبل أجهزة أمن الحزبين الكرديين الحاكمين. وخمّنت بأنّ ثلثيهم اتهموا بالمشاركة في التمرّد. وأضافت بأنّها شجّعت القادة السياسيين الأكراد لتشكيل لجنة مستقلة لمراجعة كلّ حالات المتمرّدين المتّهمين، نحن“ لا نقول، لهم بان يفتحوا كل أبواب السجون، لكن اقترحنا على الأكراد بأنهم يجب أن ينشئوا أو يوفروا وسائل لتفحص قضية كل رجل معتقل وللتقرير من الذي هو يجب أن يستمر اعتقاله وما هي المدة ، وتحت أي ظروف. المسؤولون الأكراد لحد الآن لم يطوّروا مثل هذا السياسة؛ وإنّ المحجوزين مخزونين في السجون وان الإضراب الذي حصل في أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول كشف عن التوتر والمعضلة التي وضعت فيها الحكومة الكردية نفسها والسجناء على حدّ سواء.
الزنزانات الأربعة التي تمكنا من رؤيتها، هي عبارة عن فراغات 7X8 ياردة-كل واحدة حشر فيها 30 سجينا، ويشارك الجميع بمرافق صحية واحدة. وهنا تشاط المجموعة غضبا عندما شاهدوا الصحفيين ، وصاح احد السجناء من خلف القضبان أوقفوا كراهيتكم للإسلام، وإلا سنقتلكم.
وقال اللواء سركوت حسن جلال إن المكان الضيق والغضب الواضح جعلا العديد من السجناء متطرفين أكثر وان هذا السجن أصبح كعش للمتمردين.
ويتهم المحجوزون الأكراد باحتجازهم بدون ذنب حيث قال احد السجناء وهو يونس احمد ،(عمره 34 عاما من مدينة كركوك،)- الذي جلب لغرفة الحراس لاستجوابه من قبل الصحفيين فقال: بأنه معتقل هنا منذ سنتين بدون توجيه أية تهمه له ، وكان قد اعتقل من قبل الجيش الأمريكي وحول فورا الى الأكراد. وعلقت خلفه وعلى حائط غرفة الحراس قطعتين من السلك الكهربائي السميك( كيبل) وهو أداة شائعة للتعذيب هنا..
وقال السّيد أحمد بأنّ الأمريكان عاملوه ه بشكل محترم،واستجوبوه بشكل مؤدّب وأعطوه غذاء وعصير. لكن منذ أن نقل الى الأكراد ، قد عذّب تعذيبا شديدا ، حيث وضعوا سرير فوق جسمه، وتقريبا سحقوه وأثقلوا السرير بالأوزان وسحبت ذراعيه وكاد الحراس يقتلعونها من جسمه.وأضاف اقسم لك إذا سحبوا ذراعيك بنفس الطريقة فانك ستعترف بأنك من القاعدة بدون شك. والسيد حسن هو رجل دين وقال إن أخّاه كان من المسلحين، وانه لا يعرف أسباب سجنه هنا والسجناء الذين هنا لا يعرفون لماذا هم هنا.
فيما بعد، تكلم سجناء آخرون من خلال نوافذ وأبواب السجن.: هناك رجل اسمه جمال أحمد ، (عمره24 سنة) ، قال بأنّه مواطن استرالي وقد سجن بدون أن يتّهم منذ أن ألقى القبض عليه من قبل السلطات الكردية في أغسطس/آب عام 2004. وأضاف“ إنهم لا يعطوننا ماء كافيا للشرب ولا يفرون العناية الصحية "و أشار إلى رجل متوسط العمر الذي كان يتألم على سرير شبه فاقد الواعي، وقال بأنّ السلطات لا تزوّد الرجل بالمعالجة الطبية.
رحلة السّيد جمال في السجن بدت غريبة. حيث قالت السلطات الكردية بأنّ جمال جاء إلى العراق للانضمام إلى المسلحين ، وقال جمال بأنّه طار إلى بغداد في عام 2004 لأنه خطّط للذهاب الى الأردن ، وثمّ ألقى القبض عليه في الموصل من قبل الأكراد. وقد اكد السيد أندرو إس . تود، من القسم الأسترالي للشؤون الخارجية بأنّ السّيد جمال مواطن أسترالي. وتمت زيارته من قبل المسؤولين القنصليين، الذين يناقشون ظروف اعتقاله مع السلطات الكردية. ورفض الإفصاح أكثر طبقا للأعراف الدبلوماسية.
النزيل الآخر، هو حقّي إسماعيل إبراهيم، عربي عراقي الذي تدرّب مع طالبان في أفغانستان قبل هجمات سبتمبر عام 2001، قال بأنّه كان قد أحتجز بدون أي اتهامات أو جلسة استماع قانونية لأكثر من خمس سنوات. (السّيد إبراهيم أحتجز منذ عام 2002، وانه قوبل سابقا من قبل النيويورك تايمز. ) وقال حقي: إن 10-15 سجينا آخرين قد اختفوا، وبأنّه يخشى أنّهم ا قد أعدموا. “ نحن طلبنا من الصليب الأحمر البحث عن هؤلاء الناس, " لكنّهم لا يعرفون أين هم. ”
أحد السجناء من الذين قال السّيد حقي بأنه مفقودا، هو قيس إبراهيم قادر الذي أسر في عام 2002 بعد محاولة اغتيال ضدّ برهم صالح. السّيد صالح كان رئيس وزراء الجيب الكردي الشرقي والآن نائب رئيس وزراء العراق. حيث قتل خمسة من حرّاسه الأكراد في تلك المحاولة.
وقال السّيد برهم صالح في حينها بأنّه أراد إنقاذ حياة السّيد قادر كجزء من مثال لضبط النفس والاحترام الرسمي لأهمية الحياة في بلاد تحمّلت عنف الدولة تحت حكم صدام حسين. ورفض المسؤولون الأكراد الآخرون في عام 2002 و2003، مثل هذه الأفكار وقالوا إنها من الخيال ، وان السّيد قادر سيعدم. مصير السّيد قادر لم يسبق الكشف عنه ويقول مسئولو الأمن الأكراد بان هذا الشخص لا يوجد ضمن رعايتهم أو تحت حراستهم.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تمتلك مكتبا في السليمانية. رفضت التعليق حول مزاعم السجناء، وقالت إن المنظمة تزور السجن والسجناء وعلى اتصال مع السلطات الكردية.
وقال الجيش الأمريكي بأنّه أيضا لم يشترك في هذه السجون مباشرة. وأشار الرائد ديريك دبليو . تشينج، من ، فرقة المشاة خامسة وعشرون.نحن لا نملك أي دور في النظام القانوني الكردي , ونحن نراقب المنطقة امنيا لكن ليس لدينا دور مباشر في السجون. ”








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس