الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ما هي خياراتنا في معادلات الصراع المحلي والدولي؟
عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
2024 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية

وجود التيارات السياسية والفكرية والعقائدية المختلفة في مجتمعاتنا، أمر طبيعي ومطلوب وهو مظهر من مظاهر الحيوية، حتى وإن اتخذ في بعض منعطفات الصراع فيما بينها طابعا حادا، ولا يمكن حل النتاقضات فيما بينها بالسعي إلى أجتثاث بعضها للآخر، بل بالسعي إلى أنسنة التنافس والصراع في كل الظروف والأحوال، وإبعاده عن المعادلات الصفرية. فنحن في كل الأحوال أبناء مجتمع واحد، تجمعنا ألف آصرة وآصرة، وربما كان أفراد الأسرة الواحدة منا ينتمون إلى أكثر من تيار ومعتقد، لذلك يتعين علينا البحث عن سبل للتعايش وتقبل بعضنا البعض.
لكن ما ينطبق على خلافاتنا وتناقضاتنا وحتى صراعاتنا المجتمعية الداخلية لا ينطبق بالضرورة على علاقاتنا على الصعيد الدولي، صحيح أن علينا ان نبحث دائما عن سبل للتفاهم والتعاون مع البلدان الأخرى والسعي إلى إبقاء التنافس الأقتصادي والسياسي معها في إطار سلمي، يفتح أبواب التعاون معها، ويتجنب الكوارث التي يمكن ان تنتج عن إخراجه من ذلك الأطار، لكن هناك حقائق لا يمكن إغفالها أو القفز عليها، أبرزها أن الدول والقوى الساعية إلى هيمنة القوة، لا تحترم مبدأ الندية في العلاقات الدولية، وتجد في تفوقها الأقتصادي والعسكري والتكنولوجي ما يمنحها حق فرض قوانينها على تلك العلاقات بما يبقيها في مركز القوة المهيمنة، والتأريخ حافل باستخدام العنف الوحشي ضد البلدان والمجتمعات الأخرى، بما فيها إبادة مجتمعات بشرية كاملة، والأستيلاء على مواردها، والتأريخ حافل بتلك الممارسات من نظام العبودية الذي أقامته روما إلى تطويره اللاحق على يد الأوربيين الذين أغتصبوا أمريكا وأستراليا، باستعباد الأفارقة، إلى الحربين العالميتين وأستخدام السلاح النووي في الأخيرة منهما، إلى إبادة اليهود في المحارق النازية وأخيرا إلى أغتصاب فلسطين من شعبها، وتجنيد النازيين الصهاينة لعمليات الإبادة والتطهير العرقي فيها، وتحوليها عبر الكيان الصهيوني الذي أقيم فيها إلى قاعدة متقدمة في المنطقة العربية، لقوى الهيمنة ما وراء الأطلسي وشركائها من ورثة الأستعمار الأوربي القديم.
التناقضات هنا والصراعات لا يمكن حلها بذات أسلوب التناقضات والصراعات المجتمعية المحلية، فطرف الصراع الآخر، قوى الهيمنة الدولية، يرى أنه يمتلك من القوة ما يمنحه الحق في فرض إرادته بالقوة المتوحشة الغاشمة، وهذا ما نشهده منذ نحو عام في الحرب الأمريكية على الشعبين الفلسطيني واللبناني، بأيدي النازيين الصهاينة.
وهكذا فأن الصراع بيننا وبين قوة الهيمنة العالمية وقاعدتها أسرائيل، يستند من جانب المعتدين إلى قاعدة صفرية، أما خضوعنا وأستسلامنا، أو إفنائنا وأبادتنا، ونحن من جانبنا لدينا ضلع آخر في هذه المعادلة وهو المقاومة، وأمامنا الآن خياران لا ثالث لهما: الخضوع لمعادلة الضلعين التي يريد العدو فرضها علينا، أو التمسك بالضلع الثالث الذي يمثل إرادتنا ومستقبل أجيالنا.ما
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الاتحاد الأوروبي -جاهز- لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة الأ

.. خطاب لأردوغان مرتقب السبت بعد أول مرحلة من تسليم الأكراد لأس

.. تقارب مفاجئ بين واشنطن وبكين.. هل نشهد قمة تاريخية بين ترامب

.. مسار الأحداث| إسرائيل تخطط لإقامة -معسكر اعتقال- في رفح تمهي

.. صعوبات تواجهها فرق إطفاء حرائق اللاذقية
