الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعادة تأسيس الجيش ودور العشائر في العراق خطوة مدروسة نحو الاستبداد والتخلف

فؤاد رشيد

2003 / 7 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



منذ فترة وهناك حديث مكثف حول قضيتين الا وهما اعادة تأسيس الجيش العراقي من ناحية واعطاء دور بارز للعشائر في ادارة المجتمع العراقي والسلطة المرتقبة من ناحية أخرى.
وبالرغم من ان هناك تحرك و دعوة من قبل رؤساء العشائر للمطالبة بدورهم في السلطة المقبلة ومطالبة عدد من الضباط(اكثرهم من البعثيين من درجة الاولى!!) باعادة تأسيس الجيش, نرى من جهة اخرى دعما من قبل القوى القومية والاسلامية وتأييدا للمشروعين المذكورين كما إن الادارة الامريكية تعبر عن ارتياحها لذلك ( وإن بشكل خجول) وتحاول اعطاء دور للعشائر والسعي نحو إعادة بناء الجيش العراقي وذلك كوسيلة لتسهيل عملية السيطرة على كافة المجريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق.
ان العشائر والجيش هما وسيلتان مهمتان تكمل احداهما الاخرى لانقاذ النظام والسلطة الرأسمالية في العراق من الاعتراضات والانتقادات الجماهيرية و الفرق بينهما هو ان الجيش يعمل عن طريق سلاحه(الاستبداد) والعشائر عن طريق فلسفته العقلية (الرجعية).
اذن فالجيش والعشائر يعتبران, بالرغم من ولاء الاحزاب البرجوازية لأمريكا, اقرب الى المصالح السياسية والسلطة الامريكية في العراق.
ان كل الدول في العالم الرأسمالي تبرر تأسيس الجيش بأنها وسيلة للدفاع عن الوطن والجماهير وحمايتهم من الهجمات والاعتداءات (الخارجية). وهذا هو المبرر الرئيسي المتداول في كل الدول. ولكن هناك سؤال بسيط الا وهو؛ اذا كان كل الدول (تدافع وتحمى) اذن من هم (المهاجمين) وممن يتم الدفاع ؟
إن ما هو جلي في تاريخ الجيش هو , ومهما إختلفت مسمياته , و مهما تعددت ذرائع تكوينه وبإختلاف الزمان و المكان ليس الا وسيلة لاستعباد الجماهير المظلومة و لحماية المصالح الرأسمالية والنظام البرجوازي الموجود في هذه الدول.
ان كل من له ادنى قدر من الإلمام بمكانة الجيش العراقي ودوره لا ينتابه شك في المرامي الخبيثة وراء الدعوة لاعادة تأسيسه بل لا ينتابه الشك ايضا في ضرورة النضال ضد اعادة تأسيسها مهما كانت الذرائع و النيات. ومن يؤيد هكذا مشروع غير البعثيين؟ (كوسيلة لعودتهم وكوسيلة لحمايتهم للأفلات من انتقام العراقيين) وما المؤيدين لهذا المشروع الا فئات من بعض الأحزاب التي تجد ضالتها المنشودة و مصلحتها ومستقبلها من خلال فوهة سلاح الجيش ودوره الرجعي في حياة المجتمع.
اما بالنسبة لموضوع العشائر فيكفي إستذكار دور ومساهمة رؤساء العشائر في تقوية وحماية النظام البائد وفي تخويف (ابناء العشيرة!) وحشدهم لخدمة النظام الذي ماكان باستطاعته السيطرة لولا العشائر وامثالها من الوسائل هذا عدا دورهم الرجعي في الحياة الاجتماعية وخاصة في مجال حقوق المرأة والشباب و...الخ.
ونهاية نقول ( لأعزائنا !!! ) من البعثيين القدامى من منتسبي الجيش العراقي السابق ورؤساء العشائر والمؤيدين لمشاريعهم:
يتطلع الشعب العراقي الى مستقبل افضل والى مجتمع مدني وبناء حضارة انسانية لذا فليس للعشائر والعسكر أي ارضية لتحقيق مشاريعهم واذا اصر اولئك على المطالبة بالدور الذي كانوا يلعبونه سابقا فما عليهم إلا مواجهة الاحتجاجات و النقمة الجماهيرية .. لذا فالافضل لهم التخلي عن تلك الاوهام البائدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا