الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحرب على غزة /مشهد من لوحة دامية
سعاد أبو ختلة
2024 / 10 / 10القضية الفلسطينية
الحرب على غزة / مشهد من لوحة دامية
تحولت أجهزة الهاتف الذكية والغبية معا إلى جهاز راديو يلتصق بأذن النازحين والمهجربن عنوة، يقتنصون خبرا من هنا وتحليلا من هناك ليصيغوا تحليلاتهم الخاصة، فمنهم المتفائل الذي يرى حلولا وانفراجة ومحبط يائس يرى ألا أفق، وأن جلسات التفاوض استهلاك اعلامي لذر الرماد في العيون وتحويل الأنظار عن المجازر التي لا تتوقف، في ظل انقطاع شبكات الكهرباء والانترنت منذ اليوم الأول للحرب، واختلاق البدائل للبقاء على اطلاع بما يحيطهم، وحيث أن كثير من القنوات صارت تبث عبر الأثير، وأصبح الهاتف مذياعا بأنتين من وصلة سماعة بالية وأحيانا بعض سلك مهترئ ليتماهى مع حالة الفقد والنزوح، تبقى العيون محملقة في الفراغ والأذن تمعن في تقصي خبر يسرها في غمرة الأخبار الفجعة من استهداف مدرسة ايواء ومسجد، والصورة الصوتية لصراخ الجرحى وذويهم، تبكي دواخلهم بوجل، ويستمرون بالمتابعة عل خبر جيد يحمل بعض الأمل فيتنفس ويهدأ، وحين قال مراسل الجزيرة نقلا عن قناة عبرية انتهاء العمليات في رفح حتى ضج المخيم بالسعادة وهرولوا فرادى وركبانا، ليتفقدوا ما تركوه خلفهم نصف روحهم ، نصف حياتهم، بيوتهم ومصالحهم، علهم يجدون بيوتهم مازالت قائمة وعسى أن يجدوا بعض أشيائهم، رفح التي تعرضت مربعاتها السكنية لتدمير واسع، وجرفت حارات واحياء كاملة، انطلقت مجموعات من النساء والأطفال والشيوخ عساهم يجدون أحلامهم مازالت قائمة، وان رائحة من فقدوا بين جدرانها مازالت عابقة، لكن الزنانة، الطائرة المسيرة غراب الموت تنتظر فريستها، استشهد البعض وعاد من عاد خائبا لخيمته ليستكمل الخبر، انتقال لواء لجباليا وبقاء لوائين في محور فيلادلفيا. جباليا، جبل النار، يا هول ما عشت وعاش أهلوك، لماذا يعشق الموت التنكيل بها، نزوح من هنا لهناك، قلوب يفتتها الوجع، جوع وقهر وتهجير، لا مكان آمن ولا لحظة هدوء، شمال لم ينعم بليلة هادئة، لم يكن من متسع في الشاليهات والفنادق، لم تلعب أنديتهم ولم يعتبر العالم أن أم حسن مثل ريبيكا المسكينة التي يؤرقها صوت الانفجارات، وهي تتابع مكابي حيفا من شاشة التلفاز في الفندق، أم حسن فقدت عائلتها وبيتها ومزرعتها وثياب طرزتها أناملها حين كان لها أنامل، أم حسن مقعدة في مركز ايواء عبارة عن ركام مدرسة، بلا مرافق صحية، أم حسن التي لم تأكل منذ يومين سوى كسرة خبز تدعو الله أن يتولاها برحمته ويقبض روحها قبل أن تعيش مزيدا من القهر والوجع، ريبيكا ربما لو سمعت من أم حسن كانت ستقاسمها وجبتها الساخنة ومأواها الدافىء، لو اعتبرت أن أم حسن امرأة مثلها، الحرب تناولتها طحنا حتى لم تعد تذكر تفاصيل حياتها،
راشيل كوري عاشت في رفح وكانت تزورنا في مقر الاتحاد العام للمرأة فتاة في مقتبل العمر أحببتها، كانت بريئة وصادقة، يهودية الديانة، راشيل قضت نحبها تحت جنزير الدبابة في البرازيل، وقفت أمامها كي لا تهدم بيتا، كانت تعرف أن البيوت روح وحاولت أن تحمي روح عائلة، لم تعتقد أن الدبابة صماء لا روح لها، وأن سائقها وحش بلا روح يعشق الدم، اتشحت رفح آنذاك بالسواد، بكيناها بحرقة،
وظلت روحها بيننا، فعاليات ومؤسسات باسمها واحياء لذكراها، أم حسن أيضا روح وريبيكا روح، لكنها لا تعرف الحقيقة، وأن الله خالق الحب والسلام لكن بعض الخلق يحبون الحرب ويسعون للخراب.
( راشيل كوري أمريكية كانت ضمن مجموعة تضامن تقيم في غزة، قتلتها الدبابة عام ٢٠٠٣ وهي تحاول منعها من هدم منزل، كانت في عامها الواحد والعشرون حين قضت شهيدة كل عام في آذار نحيي ذكراها في السادس عشر من شهر المرأة والأرض آذار ...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أظهر وجهه السياسي وحدث خزانة ملابسه - أبو محمد الجولاني رجل
.. أوروبا - سوريا: أي سياسة هجرة ولجوء؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. سوريا: أي مرحلة انتقالية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. كاميرا شبكتنا ترصد احتفالات السوريين في دمشق فرحًا بنهاية نظ
.. لحظة وثقتها الكاميرات.. شاهد اقتياد متهم بقتل رئيس شركة ومنع