الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع بداية تدويل قضية الطوارق أدوار عربية جديدة

أبوبكر الأنصاري
خبير في الشؤون المغاربية والساحل

2006 / 12 / 28
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


مع بداية تدويل الطوارق وتفهم المشرق العربي للقضية وبروز أصوات مشرقية في الخليج والشام والعراق مساندة للطوارق وكذالك مساندة المنظمات الحقوقية لهذه القضية العادلة ومن أبرز نجاحات هذه القضية وضعها على بساط البحث في العالم الغربي وحلف شمال الأطلسي .

لقد أربك التيار الوطني الحر حسابات خصوم القضية وأنتصر على محاولات حلفاء مالي إحداث انقسامات بين الطوارق فقد أبعدنا إياد غالي عن السياسية الخارجية لأزواد من أجل ألا تجد الجزائر من تمارس عليه ضغوطا لمنعه من مواصلة الدفاع عن شعب الطوارق واحتارت في نوع العلاقة التي تربطه بقادة التيار الوطني فهو لم يعلق قط تعليق سلبي بحقهم ومن الطبيعي في أي ثورة في شمال مالي أن يكون فيها توازن بين دور عسكري لإفوغاس وسياسي لكل أنصر كما حدث عام 1963 وفشلت ثورة عام 1990 بسبب عدم هذا التوازن حيث أدى انعدامه إلى حدوث اتفاق باماكو وقبله اتفاقية تمنرست.

لكن ما حدث عام 2006 مع الهجوم على كيدال هجوم افوغاس في كيدال وتشكيل المؤتمر الوطني لتحرير أزواد في الرباط ليقوم بالتعاون مع القوى الغربية بلوي ذراع الجزائر سياسيا بإخراج ملف الطوارق من يدها ووضعه بيد واشنطن ومارس سياسة عالمية تجعل من الصعب تجاهل القضية الطوارقية إقليميا ودوليا .

كذلك طريقة تعامل المؤتمر الوطني لتحرير أزواد مع ليبيا كانت قمة في الدهشة فهو دافع عن الزعيم الليبي في مواجهة الإعلام الجزائري وأحدث توازن بين علاقته مع الغرب والمحافظة على علاقات ودية مع ليبيا بعدم اعتراض مصالحها في أزواد وهو ما حير المراقبين تنظيم طوارقي مطالب بالاستقلال صديق لليبيا والغرب في نفس الوقت إلا أن قوى لا تنتمي لتحالف القوى من أجل التغيير ولا تنتمي للتيار الوطني تسعى لتخريب علاقة ليبيا مع المؤتمر الوطني بهدف حرمان ليبيا من لعب دور مهم في الملف الطوارق .

ومع بداية عرض الملف الطوارق في أروقة الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي بدأت القوى الغربية تحدد الدول العربية المناسبة للشراكة مع الغرب في هذا الملف حيث ترى واشنطن أن المغرب وموريتانيا هما الشريكين المناسبين للولايات المتحدة الأمريكية في هذا الملف بالنظر لعلاقات هاتين الدوليتين الحميمة مع الطوارق ، بينما ترى فرنسا أن موريتانيا هي القناة المناسبة للتعاون في الملف الطوارقي لأن العلاقات بين موريتانيا وأزواد مثل علاقات باكستان مع كشمير فالزعيم الموريتاني المختار ولد دادة حاول دمج الإقليم مع موريتانيا كما أن موريتانيا لم تتخذ أي موقف عدائي ضد الطوارق وترى أسبانيا وإسرائيل في موريتانيا حلقة وصل مناسبة بين هاتين الدولتين والطوارق بحيث تكون موريتانيا الدولة التي تلعب دورا محوريا في هذا الملف بالنظر لسمعتها الطيبة بين الطوارق وعلاقتها الجيدة مع هاتين الدولتين وعدم وجود أي شوائب لموريتانيا مع الطوارق .

أما الدول العربية المشرقية وخاصة دول الخليج والشام والعراق فهم يرون أن الجزائر منبوذة لدى الطوارق وهي لا تصلح للعب دور في هذا الملف كما أن موقف الزعيم الليبي معمر القذافي غير واضح فهذا الملف والطوارق منقسمون في أمره بين مسبح بحمده وأخر رافض لدوره لذلك ترى قوى مثل بريطانيا أن يقوم تنسيق سعودي خليجي أردني لبناني مع موريتانيا لإيصال دعم هذه الدول للطوارق وأن يتم التعامل مع المؤتمر الوطني لتحرير أزواد بوصفه القيادة السياسة للطوارق حتى تتم عملية دعم حقوق هذا الشعب في تحقيق مصير ومن مؤشرات هذا التوجه ترشيح تعيين عادل الجبيرسفير جديد للسعودية في واشنطن وهو معروف باهتمامه بالملف الطوارقي كما للملك عبد الله بن العزيز اهتمام خاص بموضوع الطوارق حيث تعيش في السعودية ثاني أكبر جالية طوارقية بعد الجالية الطوارقية في موريتانيا كما أن الملك عبد الله بن عبد العزيز يكن احترام خاص لقادة المؤتمر الوطني لتحرير أزواد وخاصة مساندة المؤتمر الوطني لصيغة المبادرة العربية لقمة بيروت في عملية السلام كما تسعى بريطانيا لإسناد دور للسعودية يكون بديل عن الدور الليبي الغير واضح والسعودية بحاجة لمثل هذا الدور بعد إقصائها من العراق وأفغنستان وحلول إيران مكانها في العراق وقد يسهم الدور السعودي في احتواء أي معارضة داخلية قد تصنعها ليبيا للمؤتمر الوطني لتحرير أزواد داخل الساحة الطوارقية بسبب دعم المؤتمر الوطني لعملية السلام واعترافه بحق إسرائيل في الوجود وطرحه مشروع الهلال السامي على الأمريكين .

بينما يميل الأكراد إلى مواصلة دعم الطوارق عبر التنسيق الدائم مع المؤتمر الوطني لتحرير أزواد كما هو حاصل عندما بدأت وسائل الأعلام الكردية بنشر البيان المشترك حول المذابح ضد الطوارق والكرد ومع قوة العلاقات الكردية – الطوارقية يجد الأتراك صعوبة في لعب دور في الملف الذي يتوقع أن يكون فيه لحلف شمال الأطلسي الذي تنتمي إليه تركيا دورا مهم ولهذه الغاية بعث لي جنرال تركي متقاعد رسالة مجاملة بالغ في إطرائنا ووصفنا بأنا نشبه مصطفى كمال اتاتورك في علمانيتنا وحلفنا مع الغرب وأننا نحظى باحترام الأتراك و الأكراد معا بالنظر للتحالف الكردي الطوارقي المدعوم أمريكيا.

وهكذا بدأت قضية الطوارق تسير في مسارها الصحيح عربيا وغربيا يبقى أن للطوارق دور مهم في المصالح العربية – البربرية حيث أن جبهة التحرير الجزائرية والفاسيين في المغرب قد أرتكبوا جرائم بحق البربر ونفروهم من العرب كما لعبوا دورا ضد الطوارق كاد يبعدهم عن الأمة العربية وأن دعم المشرق العربي والبربر للطوارق سوف يقرب بين الطرفيين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس القبرصي يرد على تحذيرات حسن نصرالله • فرانس 24


.. إسرائيل تعتقل من جديد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني السابق




.. قتيل باستهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة في جنوب لبنان


.. المواطنة الفلسطينية أمل خسرت من أهلها 7 أفراد ونزحت 4 مرات ف




.. عائلات فلسطينية تعود لمنازلها المدمرة في خان يونس وتبدأ ترمي