الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحرب على غزة/طفولة مغتصبة ومستقبل موءود
سعاد أبو ختلة
2024 / 10 / 12حقوق الانسان
الحرب على غزة/ طفولة مغتصبة ومستقبل موءود
لتفاصيل العيش في مخيمات النزوح ملامحها الخاصة، معركة تديرها الأمهات والأطفال، يستوعب الطفل الذي بالكاد يمشي أن هناك وضعاً طارئاً، وأن طائرات السماء تلك التي يسمع صوتها تأتيه بالموت وأحياناً طائرات بصوت آخر تأتيه بموت مغلف ببعض المساعدات، تماماً كما يختنق من والده حين يقبله بشدة أخر النهار ويضغط على ضلوعه، بدون دروس، يدور مع الأطفال الأكبر منه سناً، يحمل دلواً صغيراً ويمضي مع الحشد لتعبئة الماء، يبكي بحرقة حين يأخذ أحدهم دلوه، يريد أن يحمله، ولو ببعض الماء يريد أن يسمع اطراء والدته، يجمعون الورق والحطب، يحملون الخبز للطهي، يحملون الأواني لجلب الطعام من التكَيات، رحلة المساء والصباح لملئ الدلاء، ومنتصف النهار للطعام والخبز، طوابير تنتهك طفولتهم، شحوب يعتلي ملامحهم، لو ربت على رأس أحدهم، شعره المتحطب يخز أصابعك، لونه بهت من الشمس، وحين يقتنصون بعض الوقت يصنعون الطائرات الورقية، ينامون باكراً ويستيقظون باكراً، حيث تبدأ المهام باكراً، تكافئهم الأمهات أحياناً بصنع المناقيش، أو العوجا، وذلك حين تتوفر المواد، وتصبح في المتناول، فمن سمات الحرب غلاء الأسعار، وشح الأغذية وانقطاعها، وانعدام الأمن الغذائي يواكبه منظومة صحية مهنرئة، فالصيدليات المتناثرة عبارة عن أكشاك صغيرة من شوادر غير صحية لحفظ الأدوية والتي غالباً ما تكون مسكنات ومستلزمات اسعاف أولي وبأسعار مهولة، والنقاط الطبية فقط لتشخيص المرض وبشكل نظري، يستمع فيها الطبيب المناوب للشكوى ويحدد المرض، ونوع الدواء الذي يجب أن تجد مكاناً يتوافر فيه، وغالباً أيضاً يعطوك بدائل ليست بفعالية الدواء الأصلي، (جبر من رب العالمين كما تقول الأمهات)
بعد مرور عام على الحرب وشلل جميع مناحي الحياة الآدمية، ظهرت مبادرات صفوف الدراسة وأعلنت وزارة التربية والتعليم والوكالة عن صفوف افتراضية كما انتهج سابقاً في مرحلة الكورونا، المبادرات المجتمعية أنشئت صفوفاً من خيام داخل المخيمات ولم تؤخذ بجدية من بعض الأهالي والأطفال، واعتبروها مساحة لعب وترفيه مع استرجاع بعض الأساسيات في اللغة والحساب، ومع تفاوت امكانيات الأهالي من توفير ملابس وأشياء أخرى تسرب البعض، وعائلات كثر لم تسمح لأطفالها بالذهاب لأن الخيام الدراسية بعيدة والوضع الأمني لا يسمح، وبعض العائلات أطفالها يعملون: البيع في بسطات وجوالة، ومنادي على الركاب في حافلات الركاب المتعددة العربات ...
وفيما بتعلق بتعليم الكبار، يشكل عدم توفر النت مشكلة لطلبة الجامعات، فعليهم أن يجدوا كافيتريا توفر الانترنت ليفتحوا مواقعهم ويستطيعوا تحميل المواد الدراسية، وكيف سيقومون بطباعتها، وهل اجهزة الهاتف واللاب توب الخاصة بهم تحتمل، بعد أن تعرضت للكدمات ولا أماكن للصيانة، وهل سيبقى النت متواصلاً بينما يملأ استمارة بياناته أم ينقطع ويضعف ويقضي نهاراً دون أن ينجز وطبعاً يدفع لصاحب الكافيتريا ما يحويه جيبه من عملة مقابل بطاقة نت لمدة ساعة أو اثنين، ومشروب مضطر لشرائه لأن سياسة المقهى تستدعي ذلك، وأحياناً تدفع مبلغاً للطاولة التي تحتجزها، لأنها تطل على البحر وبها مميزات مثل وصلة الكهرباء بجانبها و لا ننسى طبعاً شحن الجوال واللاب توب وكل مكان له تسعيرته الخاصة، وغالباً يكون النت ضعيفاً لا يصل الطالب لتحديثات الصفحة ويمضي الوقت هكذا ولا يستطيع أن يتقدم للامتحان ويقدم عبر الواتس اعتذاراً يقبل منه ويؤجل وتتأجل كل أحلامه وطموحاته حتى يصيبه الخذلان بالاحباط وهكذا ...
الصفوف الافتراضية لطلبة المراحل الدراسية، تبدو كحل جيد كظرف مثل كورونا، الأطفال في بيوتهم والكهرباء متاحة، شبكة انترنت الاتصالات في كل بيت، متوفر الطعام والشراب، مراتع دافئة وكتب وكراسات، عيون لم تلهبها الشمس، وأصابع لم تتقشف من شظف العيش، روح مستكينة وقلوب مستقرة آمنة، لكن الوضع مختلف في مخيمات النزوح تماماً..
سيتمكن البعض من متابعة تعليمهم الكترونياً لأسباب خاصة والعدد ضئيل جداً فغالبية سكان القطاع هُجروا من منازلهم، وهكذا نقبل على عام دراسي يحرم فيه الطلبة من التعليم وللعام الثاني على التوالي يحرم آلاف الطلبة من كافة المراحل من الحياة الدراسية والتي سيحتاجون بعد الحرب لعام تأهيلي كي يستطيعوا العودة لمقاعد الدراسة، لا سيما وأن آلاف من الطلبة استشهدوا وكانوا رفاق وأقارب وزملاء صف...
مواصي خانيونس في الثاني عشر من أكتوبر.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. احتجاجات أمام المحكمة المركزية ضد نتنياهو تزامنا مع حضوره لل
.. ممثل الأمم المتحدة في سوريا للجزيرة: مستعدون لتقديم الخدمات
.. أحمد الشرع يتعهد بملاحقة المتورطين في تعذيب السوريين.. هل يق
.. مشاهد من سجن صيدنايا.. الكشف عن آلة مكبس لسحق أجساد المعتقلي
.. -عليها آثار التعذيب-.. مسعفون يعثرون على جثث معتقلين في مستش