الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة تراتيل صوفية ،شعر عبد النور إدريس

عبد النور إدريس
كاتب

(Abdennour Driss)

2024 / 10 / 14
الادب والفن


قصيدة تراتيل صوفية
شعر: عبد النور إدريس

الناقد الأدبي:(تحليل قصيدة "تراتيل صوفية" للشاعر إدريس عبد النور يكشف عن رحلة روحية وتأملية تتشابك فيها الأبعاد النفسية والوجودية، مستوحاة من التجارب الصوفية حيث البحث عن الذات يمر عبر تجربة "العابر" الذي يرى نفسه من خلال الآخر.
المفردات والرمزية:
تبدأ القصيدة بتكرار "آه..." وهي بمثابة تنهدات تعبّر عن ألم داخلي أو حالة من الحيرة. يتحدث الشاعر عن "ترتيلة الزمان"، ما يعكس مرور الزمن كجزء من معاناة التأمل، وكأن الإجابات التي يبحث عنها ما تزال بعيدة المنال.
"الدخول الذي لا ينتهي في استراحة الجواب" يرمز إلى حالة البحث المستمرة عن الحقيقة أو الذات في عالم مليء بالوجوه العابرة، والتي تترك أثرًا دون أن تصل إلى جوهر ما يبحث عنه.
الغِياب والتشظي:
يتطرق الشاعر إلى مفهوم الغياب الأبدي، حيث يجسد هذا الغياب كحالة مستمرة تؤثر على الوجود الشخصي، مما يؤدي إلى تشظي الذات. هنا، الغياب لا يتعلق بالشخص الغائب فحسب، بل يمتد ليصبح غيابًا عن الذات نفسها.
"لا أجد فرقًا بين حلمي والتسبيح الأزوردي" يعكس نوعًا من الانسجام بين الحلم والتأمل الروحي (التسبيح)، حيث تتماهى الذات مع الروحانية الكونية.
الأسئلة والمواجهة:
القصيدة تطرح أسئلة متعددة حول الذات والهوية، فالشاعر يتساءل "لماذا لا تعرفني أناي؟"، في إشارة إلى اغتراب الذات عن نفسها. ويعود ليطرح أسئلة فلسفية حول الحياة والموت، مثل استسلام العصافير قبل موتها وسقوط المدينة قبل وجود غزاة.
النهاية: الاكتشاف عبر الآخر:
في النهاية، يجد الشاعر ذاته من خلال عبور الآخر، في إشارة إلى اكتشاف الذات من خلال التجارب والمواجهات مع الآخرين. "البحث عني كان يبدأ منك" يعبر عن أهمية الآخر في رحلة البحث عن الذات.
الخاتمة :
اختيار الشاعر استخدام مقاطع موسيقية تصاعدية وهادئة يضفي على القصيدة طابعًا تأمليًا يتناغم مع مضمونها الروحي، ويعزز من إحساس البحث المستمر عن الحقيقة.
هذا التحليل يُظهر كيف أن القصيدة تتناول موضوعات فلسفية عميقة بأسلوب شعري رمزي، حيث تتمازج الأفكار الروحية مع الحيرة الوجودية، ما يجعلها قطعة تأملية مكثفة تبحث عن الذات والجوهر الروحي.
-------
القصيدة.....
آه...
آآآه...
مِنْ تَرْتِيلَةِ الزَّمَنِ
هُوَ الدُّخُولُ الَّذِي لَا يَنْتَهِي
فِي اسْتِرَاحَةِ الْجَوَابِ
فِي كُلِّ الْوُجُوهِ الذَّاهِبَةِ إِلَيْكَ...
آه...
آآه...

آهْ لَمَّا...
تَلْبِسِينَ غِيَابَكِ الْأَبَدِيَّ
أَكْتُبُ عَنْكِ السَّفْحَ وَالْجَبَلَ...
آه...

آهْ لَمَّا...
تَتَشَظَّى خُطَاكِ فِي جَسَدِي...
لَا أَجِدُ فَرْقًا بَيْنَ حُلْمِي
وَالتَّسْبِيحِ الْأَزُورَدِيِّ
وَدَهْشَةِ...
أَنْ تَكُونَ لُغَتِي سَاهِيَةً...
مُلْتَحِمَةً بِالذَّاتِ الْإِلٰهِيَّةِ...

آه...
آآآه...
مِنْ تَرْتِيلَةِ الْمَكَانِ
أَهُوَ الْجُنُونُ أَزْرَقَ كَانْ؟

لَا بَأْسَ...
سَأَكْتَفِي بِهَمْسِ الشَّطْآنِ...
آه...
آآآه...

لِمَاذَا...
لِمَاذَا...
لَا تَعْرِفُنِي أَنَايَ؟

لِمَاذَا السُّؤَالُ...
وَالْعَصَافِيرُ تَخْتَبِئُ كَيْ تَمُوتْ؟
وَلِمَاذَا الِاسْتِسْلَامُ قَبْلَ سُقُوطِ الْمَدِينَةِ؟
وَلَيْسَ هُنَاكَ غُزَاةٌ سِوَايَ...

اِنْتَظِرِي...
قَدْ أَعْبُرُكِ يَوْمًا لِأَرَانِي.
آه...
آآآه...

مِنْ تَرْتِيلَةِ الْكَوْنِ
مَا عَرَفْتُ...
مَا عَرَفْتُ أَنَّ:
الْبَحْثَ عَنِّي كَانَ يَبْدَأُ مِنْكِ...
وَيَجْهَلُنِي الْبَحْثُ الْمُتَجَوِّلُ فِي السُّؤَالِ...
آه...

حِينَئِذٍ فَقَطْ...
عَبَرْتُكِ الْيَوْمَ لِأَرَانِي...


---
الشاعر والذكاء الاصطناعي
https://vm.tiktok.com/ZMhyQk9LC/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #شاهد بريطاني ينتقد تبنّي الإعلام الغربي الرواية الإسرائيلي


.. مهرجان الجونة السينمائي: دورة جديدة تحت عنوان التشابك والإبد




.. الفنان عمرو الجزار : إسماعيل الليثى نزل الشغل علشان فرقته ب


.. طرح إعلان فيلم إن كاميرا لأمير المصري بعد مشاركته بمهرجان ال




.. بلا قيود يستضيف الروائية والأديبة المصرية ميرال الطحاوي