الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شمال القطاع.. حرب إبادة بذريعة المنطقة العازلة..!

سليم يونس الزريعي

2024 / 10 / 15
القضية الفلسطينية


لم يمنع ما ذكره جيش الكيان الصهيوني من تحويل قطاع غزة إلى "ساحة قتال ثانوية"، ونقل ثقله العسكري نحو لبنان، من استمرار استهداف أهل غزة، بنفس الدموية السابقة من حرب الإبادة، في وقت ينشغل فيه العالم بما يجري في لبنان، حيث يعيد جيش الاحتلال نفس سيناريو محرقة غزة في لبنان. غير أن هناك فارقا جوهريا بين سكان لبنان وأهل غزة، وهو يتعلق بالخيارات المتاحة أمام كل منهما في البحث عن بديل آمن في مواجهة استهدافهم المتعمد، ففي حين كان سكان غزة وعددهم مليونان و200 ألف يعيشون في معتقل كبير ضمن مساحة 365 كيلومتر مربع، فإن سكان الحنوب اللبناني وعددهم 200 ألف يتوزعون على أكثر من 800 كيلومتر مربع جنوب نهر الليطاني باعتبارها المناطق المستهدفة في لبنان، ومن ثم فإن خيار البحث عن مكان أكثر أمنا ولو بالمعنى النسبي في ظل عدوانية الكيان التي أعادت إنتاج تجربة النازية الألمانية، يمكن أن يكون بالانتفال شمالا داخل لبنان نحو المناطق غير المعادية شعبيا لحزب الله من القوى السياسية وتجنب المناطق ذات الوجود الحزبي المتصهين، أو النزوح إلى سوريا. وهذا الأمر لم يكن متاحا لأهل غزة.
ومع ذلك فهناك ما يدبر من قبل الكيان الصهيوني لأهل القطاع، وهو يستهدف هذه المرة سكان شمال غزة، الذي يتعرض لعملية إبادة موصوفة مع استمرار المجازر في مناطق متفرقة من القطاع، والهدف من استهداف كل ما هو حي إلى الشمال من مدينة غزة ينطلق من أوهام جيو سياسية، تهدف إلى إقامة ما تسميها منطقة عازلة شمال القطاع، وذلك بإخلاء من بقي من سكان هذه المنطقة وعددهم 200 ألف من 270 ألف هم سكان المنطقة قبل المحرقة،.
وضمن هذا المخطط يرتكب الكيان الآن أشد الجرائم وحشية ولا إنسانية، فيما عدوانه على لبنان يستحوذ على الاهتمام السياسي والإعلامي العالمي، في حين أن ما ما يجري في شمال غزة تحديدا لم يسبق له مثيل في وحشيته، فيما نتنياهو ينوي مع سبق الإصرار التغطية القانونية على جريمته ذرا للرماد في عيون من قد يسأل في هذا العالم لماذا؟
وتمهيدا لتلك الجريمة يقوم جيش الاحتلال بتضييق الخناق وتشديد الحصار على شمالي القطاع لعزله عن مدينة غزة، كما يكثف عملياته لتدمير ما تبقى من منازل ومنشآت وممتلكات للفلسطينيين، في حين تكشف المعطيات أن جيش الاحتلال يسعى لتوسيع المناطق العازلة التي يعمل عليها منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية، قد كشفت في منتصف شهر سبتمبر الماضي، المقترح الإسرائيلي الجديد حول مستقبل غزة، ويحمل اسم "خطة الجنرالات"، التي تستهدف السيطرة العسكرية الدائمة على شمال القطاع.
وأفادت الهيئة بأن ضباطًا صهاينة اقترحوا الخطة بداية شهر سبتمبر الماضي. وتنصّ الخطة على تهجير أكثر من 200 ألف فلسطيني من شمال القطاع إلى جنوبه، عبر ممرين آمنين قبل فرض السيطرة العسكرية الكاملة على المنطقة الشمالية بالقطاع. كما تقضي الخطة بالسيطرة على منطقة تشكل قرابة ثلث مساحة القطاع، واعتمد منتدى الجنرالات والمحاربين الإسرائيليين، وثيقة نشرت في أعقاب العثور على جثث 6 محتجزين في غزة، مطلع سبتمبر الماضي، وعدم قدرة جيش الاحتلال على حسم الحرب، وأوصت الوثيقة بتهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة، ثم محاصرته. وكتبت "خطة الجنرالات" بمبادرة من اللواء غيؤرا آيلاند، الرئيس السابق لقسم العمليات في جيش الاحتلال، بدعم من عشرات من كبار الضباط. ووفق الخطة التي بادر إليها آيلاند، جاء في الوثيقة "وبعد أسبوع مهلة لإجلاء (تهجير) السكان، سيفرض حصارًا عسكريًا كاملًا على المنطقة، مما سيترك المسلحين في مدينة غزة أمام خيار الاستسلام أو الموت". وزعم القائمون على الخطة أنها "تتوافق مع قواعد القانون الدولي، لأنها تسمح للسكان بإخلاء منطقة القتال قبل فرض الحصار". وقال آيلاند: "سيكون من الممكن في وقت لاحق تكرار هذا المخطط التفصيلي بشأن معبر رفح وأماكن أخرى في جميع أنحاء قطاع غزة".. وتعتبر "خطة الجنرالات" تأكيدًا على أهداف الكيان الصهيوني تجاه شمال القطاع الذي سعت منذ اليوم الأول لعدوانها ، إلى إجبار أكبر عدد من سكانه على النزوح جنوبًا، توطئة لإيجاد ما تعتبره واقعا جيوسياسيا وأمنيا جديدا يمنح مستجلبيها من اليهود في مستوطنات الجنوب الأمان.
لكن يبدو أنه يغيب عن جيش الاحتلال ومنظريه العسكريين ومستواه السياسي أن المقاومة كفيلة بإحباط خطط الكيان الجيو سياسية، في ظل وجود سلاح المسيرات والصورايخ القادرة على الوصول للعدو أينما كان، إضافة إلى مكنة إقامة الأنفاق مجددا. وما يؤكد هذه الحقيقة بالملموس هو مسيرات وصواريخ حزب الله اللبناني التي فاجأت العدو فيما هو يقصف لبنان وجيشه يتوغل في الجنوب اللبناني. لتصبح المنطقة العازله مجرد ذريعة لتهجير السكان من ديارهم انتقاما منهم كون وجودهم هو نفي لوجوده.. وستؤكد الأيام لهذا الكيان الغاصب أن مشروعه في فلسطين هو مهما فعل إلى زوال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاهد للدمار في مطار المزة العسكري جراء الغارات الإسرائيلية


.. جيش الاحتلال يسقط مئذنة مسجد في حي الجنينة شرقي رفح




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استهداف روسي لدبابة أوكرانية


.. احتفالات في مدن أوروبية عدة بعد سقوط نظام بشار الأسد




.. فرق الدفاع المدني تنهي البحث عن مفقودين في سجن صيدنايا