الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تداعيات دعوة ماكرون إلى وقف تسليم الأسلحة إلى إسرائيل

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2024 / 10 / 16
الارهاب, الحرب والسلام


طالب إيمانويل ماكرون، يوم السبت خامس أكتوبر الجاري، بوقف تسليم الأسلحة المستخدمة في غزة إلى إسرائيل، مما أثار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل ذكرى هجمات سابع أكتوبر.
وسرعان ما عكس سجالهما الأزمة بين البلدين. وقد ردت العديد من الجهات الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط - حيث تدور رحى الحرب بشكل خاص بين إسرائيل من جهة وحماس وحزب الله من جهة ثانية - ولكن أيضا في فرنسا، على أقوال الرئيس الفرنسي.
صار من المعلوم الآن أن الرئيس الفرنسي أيد حظر الأسلحة على إسرائيل يوم السبت حيث تموقف لصالح الكف عن تسليم إسرائيل أسلحة تستخدمها في الإبادة الجماعية لفلسطينيي غزة.
خلال برنامج مخصص للعالم الناطق بالفرنسية على قناة فرانس-إنتر، قال ماكرون: “أعتقد أن الأولوية اليوم هي العودة إلى الحل السياسي، والتوقف عن تسليم الأسلحة لمواصلة القتال في غزة ”. وأضاف: "فرنسا لا تقدم أي شيء"، في إشارة مباشرة إلى الولايات المتحدة التي تدجج إسرائيل بالسلاح غير عابئة والمظاهرات الحاشدة ضد الحرب الإسرائلية الهمجية على غزة ولبنان. وتشبث ماكرون بموقفه ذاك
خلال مؤتمر صحفي، في ختام قمة الفرانكوفونية في باريس، حيث قال: "أعتقد أن أولئك الذين يزودونهم لا يمكنهم أن يدعوا كل يوم إلى جانبنا لوقف إطلاق النار والاستمرار في إمدادهم".
ومن بين ما جاء في تصريحه لميكروفون فرانس-إنتر: "في غزة، يرتكب بنيامين نتنياهو خطأ، خاصة في الجانب المتعلق بأمن إسرائيل غدا". وحذر من "الاستياء الذي يتولد، والكراهية التي يغذيها هذا (التسليح)". ثم اضاف: "يؤسفني أن رئيس الوزراء نتنياهو اتخذ خياراً آخر [غير وقف إطلاق النار الذي اقترحته باريس وواشنطن] ، وتحمل هذه المسؤولية، ولا سيما في ما يتعلق بالعمليات البرية على الأراضي اللبنانية".
وأصر على "ثبات" الموقف الفرنسي، وأعاد التأكيد على "تضامن [باريس] مع أمن إسرائيل" . وأعلن رئيس الدولة الفرنسية أنه سيستقبل يوم الاثنين في قصر الإليزيه عائلات الرهائن الفرنسيين الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
في نفس الوقت تقريباً الذي صدرت فيه تصريحات إيمانويل ماكرون، أعلن الجيش الإسرائيلي نفسه عن حالة تأهب في تزامن مع اقتراب ذكرى السابع من أكتوبر، خوفا من الهجمات وتحسبا. وفي بيان صحفي صادر عن مكتبه، رد بنيامين نتنياهو على تصريحات الرئيس الفرنسي قائلا: "بينما تحارب إسرائيل القوى الهمجية التي تقودها إيران، يجب على جميع الدول المتحضرة أن تقف بحزم إلى جانب إسرائيل. ومع ذلك، يدعو الرئيس ماكرون وغيره من القادة الغربيين الآن إلى فرض حظر على الأسلحة ضد إسرائيل. يجب أن يخجلوا. »
وأصر رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن بلاده تشن حربا متعددة الجبهات ضد المنظمات المدعومة من العدو اللدود لإسرائيل الذي هو إيران. "هل تفرض إيران حظراً على الأسلحة على حزب الله والحوثيين وحماس ووكلائها الآخرين؟" الجواب في نظره: لا، طبعا.
تندرج هذه الحركات ضمن ما تسميه إيران "محور المقاومة"، في حين يصفه نتنياهو ب“محور الإرهاب" معتبرا إياه متحدا. ولاحظ أن الدول التي من المفترض أن تعارض "محور الإرهاب" هذا تطالب بحظر الأسلحة على إسرائيل، مؤكدا أن أن ذلك بمثابة عار سيستمر ملتزما لها لفترة طويلة بعد النصر. وفي تحد سافر للداعين إلى وقف الحرب على غزة ولبنان، قال نتنباهو: "إسرائيل ستقاتل حتى تكسب المعركة، من أجلنا ومن أجل السلام والأمن العالميين".
ومع تصاعد التوتر بين البلدين، نشر الإليزيه توضيحا في مساء نفس اليوم يؤكد فيه أن فرنسا "هي الصديق الذي لا يتزعزع لإسرائيل"، ويستنكر كلمات بنيامين "المفرطة" التي "لا علاقة لها بالصداقة بين فرنسا وإسرائيل".
وكان من المقرر أن يصل وزير الخارجية جان نويل بارو إلى إسرائيل يوم الاثنين سابع أكتوبر الحالي للقاء عائلات الضحايا الفرنسيين الإسرائيليين.
وفي اليوم الموالي لهذا السجال الساخن، تحدث الزعيمان يوم الأحد (6 أكتوبر) خلال مقابلة هاتفية. وبحسب بيان صحفي صادر عن الإليزيه، أكد الرئيس الفرنسي مجددًا “التزام فرنسا الثابت” بأمن إسرائيل، وأشار إلى “حشد الموارد العسكرية الفرنسية للدفاع عنها خلال الهجمات التي نفذتها إيران خلال الأشهر القليلة الماضية”. لكن إيمانويل ماكرون أصر أيضا على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. وأضاف الإليزيه أن "الزعيمين يقبلان اختلافاتهما في وجهات النظر وكذلك رغبتهما في أن يفهم كل منهما الآخر جيدًا ".
وخلال محادثتهما الهاتفية، أعلن إيمانويل ماكرون أن إسرائيل “لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب”. وقال الرئيس الفرنسي، بحسب ما نقلته صحيفة الإليزيه، إن “الهجمات ضد إسرائيل ومواطنيها يجب أن تتوقف، سواء نفذتها إيران أو حلفاؤها في المنطقة”. لكنه قال، بحسب الرئاسة، إن "تسليم الأسلحة وإطالة أمد الحرب في غزة وامتدادها إلى لبنان لا يمكن أن يحقق الأمن الذي يتوقعه الإسرائيليون وكل فرد في المنطقة".
من جانبه، قال نتنياهو لماكرون إن بلاده تتوقع "الدعم" من "أصدقاء إسرائيل" و "وليس القيود التي لن تؤدي إلا إلى تعزيز محور الشر الإيراني". وقدم، بحسب مكتبه، هجوم بلاده على حزب الله باعتباره "فرصة لتغيير الواقع في لبنان لصالح الاستقرار والأمن والسلام في جميع أنحاء المنطقة".
ولاقت تصريحات الرئيس الفرنسي ردود فعل إيجابية في الشرق الأوسط، خاصة بين الدول العربية المشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. ووصفت قطر، الوسيط الرئيسي في المحادثات، بيان إيمانويل ماكرون بأنه "خطوة مهمة ومرحب بها نحو إنهاء الحرب" . كما رحب الأردن أيضا بالمبادرة الماكرونية.
من ناحية أخرى، انتقد المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا أقوال على اعتبار أن دعوته إلى "حرمان إسرائيل من السلاح لا تعني ممارسة لعبة السلام، بل هي بمثابة أداء لعبة حماس وحزب الله!"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا في مدن سوريا بعد سيطرة المعارضة


.. صراخ وفوضى.. شاهد ما حدث في برلمان جزر البهاما بعد إلقاء نائ




.. إيران تعيد حساباتها في الشرق الأوسط.. وهذا ما ستفعله مع سوري


.. أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يكرم صحفيي الحرب في منتدى




.. بلومبرغ: روسيا ليس لديها خطة لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار