الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم التالي للحرب..

سعاد أبو ختلة

2024 / 10 / 16
القضية الفلسطينية


اليوم التالي للحرب، منذ أكتوبر الماضي وعقب الحرب ببضعة أسابيع، أصبح مانشيت اليوم التالي للحرب يتصدر أحاديث بايدن ومجموعات الحوار والتدارس العربية والفلسطينية في الخارج، بمعنى أن اسرائيل قد انتقمت لحدث السابع من أكتوبر والمعضلة تكمن قي اليوم التالي، قالها الرئيس الأمريكي في خطاب له مع الاعلام، أنه طالب نتنياهو بسيناريو اليوم التالي، وكان الرد الاسرائيلي، ألا تكون حماس في سدة الحكم وكذلك السلطة، وبما أن الأمور غير واضحة فسيبقى العدوان قائماً، وانشغل الرعاة بالتفكير باليوم التالي، أزمة شكلت لينشغل بها الاعلام عما يدور، عربياً وفلسطينياً، كان الحوار، بعد ضرورة تأمين المساعدات، كيف ومن سيكون في سدة الحكم بعد الحرب، وكأن الوضع في غزة مشكلته فيمن يحكم، فيمن يقود الدفة، متناسين أن السفينة وركابها ودفتبها بحاجة لبناء من الألف للياء، ليس الأمر رغيداً، وليست غزة سنغافورة سينال حكامها من رفاه العيش، غزة المنكوبة ستكون وبالاً على من يحكمها لو اعتقد أنه مركز تشريفي، تدغدغ أدمغتهم سطوة المسئولية، غافلين عن حجمها.
اليوم التالي للحرب، سيتسنى لنا أن نطلق عنان دموعنا وعويلنا حبيسي المقل، سنصرخ بصوت عال فوق الركام، نعتذر من كلنا في الردم، سنتنفس الغبار ونترك مفاصلنا المشدودة لتخور، سنلملم أشلاءنا، وما تبقى لنا من ذكريات، ومتعلقات تختبئ بين الردم تنتظرنا، سنتفقد أهلنا، جيراننا وأصدقائنا وسنبكي ونبكي وكلما جف الدمع سيغذيه الوجع ونبكي، سنجلس فوق الركام، من يحيا منا، سيرثي من قضوا ويتحسر لأنه لم يمض معهم، سنبكي ونضحك بهستيريا حين نرى صديقاً لم نره منذ عقود، نتذكر الماضي السحيق ونبكي...
اليوم التالي... من سيتحمل مرارة اليوم التالي.. من سيمحو ذكرى الحرب من عقل الأطفال، كيف سيتخلصون من تبعاتها، كيف سيعودون لمقاعد الدراسة، وكم من وقت يحتاجون لاسترجاع طفولتهم التي وؤدت في الحرب، كيف سترمم الأمهات روحها بعد أن فقدت عائلتها، بيتها وأعضاء من جسدها، كيف سيمحو الشاب ذكرى صديقه الذي قضى نحبه بين يديه وكانت اشلائه تلتحم به، كيف سينسى الأب طفله المسجى بين يديه بلا رأس، وكيف سيستوعبون أنهم لم يبق لهم بيت أو عائلة، وأن الروح التي في الجنبات، بلا روح...
اليوم التالي، ومتى يجيء اليوم التالي، أهلنا في الشمال لا يفكرون في اليوم التالي، يفكرون أين يذهبون عندما تهبط عليهم ظلال الموت، أين يختبؤون من شبح الابادة، كيف يضمدون جراحهم ليواصلوا السير هنا وهناك، صوت الدبابات تلوك الرمل وتهرس الأسفلت، صوت الطائرة اللعينة التي توجههم، لعبة الموت الذي لا يكتفي منهم، يعرفون أن الهدف تهجيرهم واخلاء بيوتهم وأراضيهم واقتلاعهم من حدود المكان بعد أن أخرجوا من حدود الزمان ليصبحوا في دوامة الليل الذي لا ينتهي، أعلنوا أنهم لن يتركوا الشمال والا فالصعود للجنان، أن يتحرك المجتمع الدولي الذي أشبعنا شجباً واستنكاراً، أن يقف العالم ضد هذا القتل العمد، لم يحدث، فالعالم منشغل بالأزمة الجديدة، الرد على ايران والتهديد الايراني، اليوم بل غداً ستضرب أو تُضرب، (وتلولحي يادالية)
جلسات حوار الأشقاء، دارت رحاها في كل عواصم العالم، يتفقون، يختلفون، السبع الهينات والخمس المندسات والتعلب فات فات، حكومة تكنوقراط أو تكنو.... كما يتداول المحللين المحليين المتراصين على مقاعد من أكياس الرمل في شارع الرشيد يلفون سجائر من ورق الشجر وينافسون محللي الجزيرة والعربية في وضع سيناريو اليوم التالي للحرب، التي لن تبقي سوى الدمار المادي والمعنوي، وأن غزة بحاجة لإعادة اعمار البشر والبيوت والمساجد والجامعات ومنظومة الصحة والتعليم والأهم منظومة الأخلاق التي تدحرجت ضمن ما سقط، أشفق على من سيتولى أمر غزة بعد الحرب، لن ينام ولن يرتاح، يجب ان يعرف أن غزة كطفل مشوه بحاجة لمن يعيدها للحياة ويرمم روحها وجسدها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كارولين مارليني وماريانا تختاران دراما كوين السوشيال ميديا


.. سيارات مدرعة وفسيفساء مذهلة.. شاهد ما رصدته مراسلة شبكتنا دا




.. تواصل سري بين إسرائيل والنظام السوري.. وثائق مسربة تكشف أسرا


.. مراسل الجزيرة: الكلاب تأكل جثامين الشهداء الملقاة في شوارع ش




.. بعد سقوط بشار الأسد.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدي