الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النهج لا يُغتال .. مات ليُحيى

مثنى إبراهيم الطالقاني

2024 / 10 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


مضى اليوم من ناضل 62 عاماً مضى كابوسهم ورعبهم فوق الأرض وتحت الزنازل الشهيد يحيى السنوار قائد حركة المقاومة حماس، وهو الرجل الذي قضى حياته في مواجهة أعتى وأحقر الأنظمة الاستعمارية في التاريخ، النظام الصهيوني.
كانت حياته مرسومة بمسار النضال والكفاح منذ شبابه، حيث تخللها العديد من الاعتقالات والتعذيب على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. في كل مرة كانوا يسألونه ساخرين: “إذا أخرجناك، هل ستعود لتقاتلنا؟” فكان يرد بثقة وعزيمة: “نعم”. هذه الإجابة لم تكن مجرّد رد فعل، بل كانت تجسيداً لحياة رجل عرف مصيره بوضوح.

لم يكن السنوار ينتظر سوى شيء واحد، الموت في سبيل قضيته. فهو، كغيره من القادة المقاومين مثل السيد حسن نصر الله وإسماعيل هنية، عاشوا حياتهم وهم واعون تماماً أن نهايتهم قد تأتي في أي لحظة.
لقد أدركوا أن النضال ضد الاحتلال هو طريق لا رجعة فيه، وهو مسار مليء بالتضحيات والشهادة. لكنهم كانوا على استعداد تام لدفع الثمن لو كان حياتهم.

من بين التقارير الإعلامية التي تداولتها وسائل الإعلام الصهيونية، جاء أحدها ليعبّر عن دهشتهم واستغرابهم من السنوار، الرجل الذي كان يمشي بين الناس بسلاحه، وجعبته مليئة بالقنابل، دون أن يحتمي خلف أحد أو يبحث عن مأوى.
كانت دهشتهم أكبر لأنه لم يلجأ إلى الأسرى كدروع بشرية كما يتهمون المقاومة زوراً.. لم يكن السنوار يخشى الموت، بل ربما كان ينتظره، وهو يدرك أن شهادته لن تكون نهاية القضية بل وقوداً جديداً لمواصلة النضال.

ولعلّ الشهيد السنوار كان بنفسه مستغرباً من الطريقة التي استشهد بها. لم يكن مختبئاً في حفرة، ولم يلجأ إلى حمايةٍ زائفة.
بل كان على أرضه وبين أهله، يقاتل كما عاش. ما أجرأه حياً وما أشجعه ميتاً.

لقد أضاف اغتيال القائد السنوار حلقة جديدة إلى سلسلة من التضحيات التي قدّمها قادة المقاومة الفلسطينية.
لكن كما أظهر التاريخ، فإن هذه الجرائم لن تزيد المقاومة إلا إصراراً وعزيمة فالشعب الفلسطيني وقادته يعرفون تماماً أن الحرية لن تُمنح لهم على طبق من ذهب، بل هي نتاج تضحيات متواصلة وجهاد لا ينتهي.

اغتيال السنوار هو محطة مهمة في الصراع الفلسطيني مع الاحتلال، لكنه لن يكون النهاية، ربما كان الاحتلال الصهيوني يعتقد أنه بقتل قائد مثل يحيى السنوار، سيضعف المقاومة أو يكسر إرادة الفلسطينيين.
إلا أن تجارب الماضي أثبتت أن كل عملية اغتيال لقادة المقاومة لا تؤدي إلا إلى تقوية النضال وإشعال روح الانتقام والتمسك بالحقوق.

لقد ترك يحيى السنوار إرثاً عظيماً للأجيال القادمة.
إرثاً يقوم على الشجاعة، والثبات، والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية. وكما عاش الشهيد السنوار محارباً، سيظل اسمه محفوراً في ذاكرة الشعب الفلسطيني والمقاومين الاحرار في كل مكان، ومثله كمثل الشهداء الذين سبقوه سيظل رمزاً للأمل والمقاومة.

ستبقى روح السنوار الحالمة بالأقصى لنا، تطوف في سماء فلسطين، وذكراه ستظل تلهم المقاومين في كل مكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة لطلاب جامعة أمستردام للمطالبة بتعليق العلاقات مع إسرائ


.. كيف ستلبي الحكومة السورية المؤقتة طلبات الإدارة الأمريكية؟




.. مستوطنون يؤدون طقوسا تلمودية في منطقة جبل الشيخ السورية


.. الاحتلال يقصف منزلا بمدينة غزة ما أدى لسقوط شهداء بينهم نساء




.. توقيف أكاديميين وطلاب داعمين لغزة خلال مظاهرة في جامعة نيويو