الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ما رفضه السنوار.. لن يقبله خلفه
سليم يونس الزريعي
2024 / 10 / 18القضية الفلسطينية
عندما يقول رئيس وزراء الكيان الصهيوني " أغلقنا الحساب مع من نفذ المجزرة"، فهو يقول إنه الآن يستطيع النزول عن الشجرة، وفي يده ما يمكن القول إنه نصر شخصي. يتعلق بما سماها أهداف الحرب على غزة، التي كانت محل نقد شديد من قبل المعارضة الصهيونية والإعلام في الكيان، جراء عجز جيش الاحتلال عن تحقيق أي إنجاز ملموس للأهداف التي أعلن عنها نتنياهو، عند بدء ما سماها السيوف الحديدية ردا على طوفان الأقصى.
ذلك أن نتنياهو والمؤسسة العسكرية اليهودية يستطيعون الآن أن يحاججوا داخليا، أنهم باستشهاد قائد حماس القوي ومهندس عملية طوفان الأقصى، قد حققوا هدف تقويض حماس على صعيد القدرات والبنية العسكرية والمستوى القيادي الأول لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إضافة لرئيس حماس إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري.
وهذا الهدف يظن البعض في الكيان الصهيوني وفي واشنطن وغيرها من العواصم الغربية، أنه مدخل مقرر للأهداف الأخرى المتعلقة بمن يحكم القطاع وبعودة المختطفين من عسكريين وغيرهم من الصهاينة لدى حماس وأطراف فلسطينية أخري. ظنا منهم أن شرط تحقق الهدفين الثاني والثالث، كان مرهونا بالهدف الأول وهو إزاحة زعيم حماس يحيى السنوار، الذي يعتبرونه هو العقبة التي كانت تحول دون إبرام صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل المختطفين بأسرى في معتقلات الاحتلال، وهذا ما جعل مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، يؤكد أن مقتل السنوار يمثل فرصة لتحقيق ما سماه يوما أفضل لشعب غزة وشعب إسرائيل وشعوب المنطقة بأسرها“، مضيفا أن الزعيم المتشدد كان "عقبة هائلة أمام السلام" في المنطقة.
من جهته بحث الرئيس الأمريكي جو بابدن مع نتنياهو ما سماها سبل استغلال اللحظة الحالية لإعادة المختطفين وإنهاء الحرب، وبدوره رأى الرئيس الفرنسي ماكرون أن وفاة السنوار نقطة تحول ونجاح عسكري لإسرائيل ويجب اغتنام الفرصة لتحرير الرهائن ووقف الحرب.
وعلقت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، على اغتيال زعيم حركة حماس يحيى السنوار، وقالت إن ما سمتها "العدالة تحققت"، مشيرة إلى أن هذه خطوة أخرى نحو إزالة تهديد حماس لإسرائيل،
وذكرت أن السنوار "مسؤول عن قتل آلاف الأبرياء، ومن بينهم ضحايا 7 أكتوبر والمختطفون الذين صرخوا وهم في الأسر". وبحسب قولها، فإن "هذه اللحظة تحمل معها فرصة لإنهاء الحرب في غزة نهائيًا".
وفيما يعتبرانه متغيرا مقررا ناقش بايدن ونتنياهو كيفية منع حماس من السيطرة على غزة مرة أخرى.، واتفقا على البقاء على اتصال وثيق سواء بشكل مباشر أو عبر فرق الأمن القومي.
لكن كل هذه التوقعات والقراءات المغلفة بهذا الاحتفاء باستشهاد السنوار من قبل نتنياهو وبايدن وهاريس وماكرون، هي مجرد رغبات مبنية على تصور ذهني غير موضوعي عندما يعتبرون أن قوة وتشدد وسطوة السنوار الحزبية الشخصية، هي التي كانت تمنع ماظ يظنونه إبرام صفقة التبادل، في حين أن السنوار مع كل تلك الصفات إنما كان يقود مؤسسة حزبية عقائدية، لا تقودها أهواء ونزوات شخص مهما كانت قوته والكاريزما التي يتمتع بها.
لكن ربما كانت نتائج اغتيال السنوارعكسية، وليس كما يتوقعون، بسبب فقدان قائد مهم بحجم السنوار، أي أن من يخلف السنوار قد يكون أكثر شدة منه، وفي الحد الأدني لن يتجاوز بحال الخطوط الحمراء التي عمدها السنوار بدمه، بل ربما يذهب بعض الغاضبين. مما جرى إلى أخذ ثأرهم في استشهاد زعيمهم من المختطفين أنفسهم في حالة الغضب والحزن التي يعيشونها.
ولذلك فإنه من التبسيط، وربما هي الإرادوية التي تتصور أن رغباتها هي حقائق موضوعية، عندما تعتقد أن غياب قائد مثل السنوار سيعني انتقال حماس من القوة إلى الضعف، وإذا كان صحيحا أن حماس تعرضت للكثير من الضرر في عديدها وعتادها وقادتها، إلا أنها قادرة على تعويض ذلك، وهي تجربة مرت بها حركة فتح والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحماس نفسها،عندما جرت عمليات اغتيال قادتها، لكنها لم تتأثر على صعيد البنية أو الإرادة. كونها قوى تستند إلى مؤسسات تنظيمية عقائدية، وليس لأفراد مهما عظم شأنهم..
ومن ثم فإن أي قراءة موضوعية للواقع وتجربة الحركة الوطنية الفلسطينية على امتداد عمر الثورة، يعرف أن ما رفضه السنوار لن يقبل به أي قائد حمساوي آخر.. هكذا تقول التجربة الفلسطينية وهذه المرحلة لن تكون بحال الاستثناء.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فرنسا: من هي أبرز الأسماء المرشحة لخلافة بارنييه على رأس الح
.. وزير الخارجية السوري يصل بغداد ومقتدى الصدر يدعو لعدم التدخل
.. -هربنا-.. موجة نزوح لأهالي بيت لاهيا بسبب القصف الإسرائيلي
.. شاهد| حريق إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي المستشفى الإندونيسي ش
.. قديروف يصل إلى لقاء صحفي على متن مركبة أمريكية من غنائم القت