الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-دروس من الفوضى: سليم وشامة كرمز للشرق الأوسط-

بن سالم الوكيلي

2024 / 10 / 19
كتابات ساخرة


في عالم مليء بالغرائب والمواقف المضحكة، تبرز قصة سليم وشامة، التي تعكس مدى قوة الحب وأثره في حياتنا. كان سليم، الشاب الخجول الذي عشق شامة منذ أيام الدراسة، يعتقد أن الحب يمكن أن يتجاوز أي عقبة. مرت سنوات عديدة قبل أن يطلب سليم يد شامة للزواج، وبعد قبولها، بدأت مغامرة جديدة في حياتهما معا.

مع قدوم المولود الأول، وجد الزوجان نفسيهما أمام تحد غير متوقع: اختيار اسم للطفل. لم يكن هناك توافق بينهما، فكل منهما كان له أفكار ورغبات مختلفة. لم يجد سليم وشامة حلا آخر سوى اللجوء إلى طريقة غير تقليدية، فقررا أن يشغلا المذياع ويستمعا لما سيلقيه القدر عليهما. وفجأة، انطلقت من المذياع كلمة "الكنفتير"، فابتسم الزوجان وقررا أن يكون هذا هو اسم طفلهما الأول. كان الاسم غريبا ومليئا بالفكاهة، ما جعل من اللحظة حدثا لا ينسى.

ومع مرور الوقت، جاء المولود الثاني، وكانت التحديات ذاتها بانتظارهما. لم يختلف الأمر كثيرا؛ أطلقا المذياع مرة أخرى، وسرعان ما سمعا كلمة "البارح"، مما جعلهما يتفقان على هذا الاسم المميز. ومع تقدم السنوات، كبر "البارح" و"الكنفتير"، وبدأت مغامراتهما تتشكل، مملوءة بالبراءة والفوضى.

في أحد الأيام، قرر الأخوان اللعب على سطح المنزل، حيث قامت المغامرة غير المتوقعة. أثناء اللعب، أقدموا على القيام بعملية غير مألوفة: تبولوا وتغوطوا في كيس بلاستيكي، ورموا به من السطح، دون أن يدركوا العواقب. وما كان من الكيس إلا أن سقط على رأس أحد المارة، مما أثار غضبه وجعله يتوجه إلى منزل سليم وشامة.

طرق الرجل الباب بشدة، فخرجت شامة لترى ما يحدث. سألته ببراءة عن سبب غضبه، فرد الرجل بصوت عال: "أريد ماء، فقد فعلوا بي أبناءك!". لم تفهم شامة الموقف تماما، فابتسمت وردت: "البارح!".

هنا، ظهرت المفارقة الكوميدية. الرجل، الذي كان يتوقع اعتذارا أو تفسيرا منطقيا، وجد نفسه في حوار غير متوقع. قال الرجل: "اليوم أقول لك... البارح!"، لترد شامة ببراءة: "البارح، الكنفتير؟".

الرجل، الذي بدأ يحك رأسه في حيرة، تساءل: "كيف تقولين لي الكنفتير؟! "إنه الغائط.. لخرا بالدارجة المغربية!"، مما أضفى لمسة من الفوضى والضحك على الموقف.

تظهر هذه القصة كيف يمكن للأسماء أن تحمل معاني مختلفة وتخلق مواقف كوميدية غير متوقعة. إن "البارح" و"الكنفتير" ليسا مجرد أسماء، بل هما رمزان للفوضى والعبثية التي قد تصادفها في الحياة. كما تعكس القصة كيفية تحول لحظة من المرح إلى موقف محرج، حيث يمكن للضحك أن يكون خير علاج للتحديات.

وفي سياق يتجاوز القصص العائلية، يمكن إسقاط هذا الموقف على ما يجري في الشرق الأوسط. فالحروب والصراعات هناك تشبه إلى حد كبير تلك الألعاب الطفولية التي تعبر عن غياب الوعي والضمير. عندما تتقاتل الأطراف دون اعتبار لعواقب أفعالها، نجد أن الأسماء والتسميات تصبح وسيلة لتبرير الفوضى والعبثية.

إن استمرار النزاعات وغياب الحلول السلمية يعكس حالة من الضحك في وجه التحديات، حيث تتبدى الأمور بشكل كوميدي مأساوي. فبدلا من الحوار والتفاهم، يختزل الصراع في تصرفات صبيانية تؤذي الأبرياء وتؤدي إلى مزيد من الفوضى.

في النهاية، تظل قصة سليم وشامة تذكيرا لنا بأن الحياة مليئة بالمفاجآت، وأن الأسماء، مهما كانت غريبة، قادرة على خلق ذكريات لا تنسى. لكنها أيضا دعوة للتفكير في كيفية تأثير أفعالنا على الآخرين، وتحد لمواجهة الفوضى بإرادة التغيير والتفاهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جوني ديب قبل عرض تجربته الإخراجية الثانية في السينما : الشب


.. منح نجمة الأوسكار فيولا ديفيس والهندية بريانكا شوبرا جائزة ا




.. قطيفان: لن أتصالح مع فنانين دعموا الأسد


.. خارج الصندوق | الممثل السوري بشار إسماعيل يروي مأساته خلال ن




.. بريطانيا تبحث عن فنانين لتصميم نصب تذكاري للملكة إليزابيث ال