الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حرب غزة والعالم
محمد لفته محل
2024 / 10 / 19الارهاب, الحرب والسلام
مثلما اثرت حرب غزة على القضية الفلسطينية تاثيرا سياسيا من حيث اعادة الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية الخ (حل الدولتين، حق الاجئين بالعودة) يبدوا ان هذا التأثير انتقل ايضا الى الساحة العالمية. فحرب غزة كشفت عن الانقسام الامريكي الاوربي في المصالح والأمن، فتقديم الدعم الامريكي لاسرائيل على الدعم لاوكرانيا يبين ان مصالح امريكا في الشرق الاوسط اهم من مصالحها في اوروبا، فاسرائيل مسالة امريكية واوكرانيا مسألة اوروبية. وسرعت هذه الحرب من الانحدار الامبراطوري الامريكي قيميا امام العالم، فاشتراك امريكيا غير المباشر بالحرب والتسليح والابادة الجماعية للمدنيين والتدمير العمراني والتبرير والغطاء السياسي الدولي المباشر لجرائمها، كل هذا اظهر امريكا امام اسيا وافريقيا والشرق الاوسط اظهرها عارية بالجرم المشهود، وسقط عنها الحق المعنوي بالدفاع عن حقوق الانسان.
حرب غزة شرعت عرف امريكي اسرائيلي في الشرق الاوسط يسمح بقتل المدنيين العرب وتجويعهم وقطع المساعدات وضرب المستشفيات والمدارس والمؤسسات الأممية الانسانية كوسيلة ضغط سياسي وعسكري بعدما كان مسموحا قتل المدنيين للثأر والانتقام فقط. وحرب غزة بينت بوضوح ان هناك تمييز سياسي امريكي اوروبي بين الانسان العربي والانسان الامريكي الاوروبي تسترخص فيه حياة العربي مقابل قيمة حياة الانسان الاوربي الامريكي. وطوال سنة 2024 كان هذا التمييز يتكرر عمداً ازاء العرب، بدأ من تبرير قتل المدنيين تحت ذريعة "دروع بشرية لحماس" و "حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها" وانكار الابادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي، والتعاون معه تسليحيا واستخباريا وحمايته عسكريا، بالمقابل اتهام العرب حين يدافعون عن نفسهم بالسلاح ب"الارهاب" والتنديد والاستنكار وفرض العقوبات عليهم. وفي اقصى حالات حفظ ماء الوجه يطالب من القاتل (اسرائيل) بفتح تحقيق على جرائمه!!.(لا يوجد حالة في التاريخ يكون المدعى عليه قاضيا)
على مدى الشهور الحادية عشرة كان حزب الله يخوض قتالا نوعيا مع اسرائيل يستهدف المواقع العسكرية على الحدود اللبنانية واجهزة التجسس، في مقابل تصريح اسرائيل عدم رغبتها بالحرب وصبرت لشهور مخفية استعدادها وعملها الاستخباري قبل سنين طويلة حتى اختارت اللحظة المناسبة لتكشف للعالم عن مدى اختراقها لشبكة حزب الله الاستخبارية والمقرات وتحركات القادة قبل سنين طويلة انتظارا للحرب المقبلة لضرب حزب الله في الرأس. لأنها تعلمت الدرس جيدا من الحرب الاولى 2006 عندما كان حزب الله يفاجئ اسرائيل باسلحته، فاذا هي بعد 18 سنة تفاجئه باستخبارتها واغتيالاتها، غير ان هذا الاختراق لم يصل الى الانفاق القتالية ومخازن الاسلحة. هذا الجهد الاستخباري من البيانات ربما هو من ساهم في اعماءها عن الجهد الاستخباري المعاكس الذي قامت به حماس، وهذا احد الفروق بين الجبهتين، حيث ان الجبهة الفلسطينية لم تكن متوقعة وغير منتظرة، بينما جبهة لبنان منتظرة ومتوقعة والاستعداد لها مسبق وكامل الجهوزية.
وتحولت مأساة حزب الله بعد ايام الى ملحمة بطولية عندما استعاد الحزب معنوياته وصدم الجيش الاسرائيلي بالميدان وهو يقاتل بدون اتصالات وبدون قادة الصف الاول. وتقدمت الملحمة بالرد الايراني الذي رفع المعنويات في كل الساحات. وتراجع ميزان الردع الاسرائيلي الى حالته السابقة بعدما انتشى القادة الاسرائيلون الى درجة انهم طالبوا بإعادة جميع الاتفاقات مع لبنان (وعلى راسها ترسيم الحدود البحرية) بناء على الوضع الجديد الذي يمنح اسرائيل وضعا افضل من السابق تملي فيه ما تشاء على لبنان بدون تنازل (وهنا تبان اهمية حزب الله كعنصر ضغط امام اسرائيل)
تحول الموقف الايراني بعد اغتيال حسن نصر الله، هذا الاغتيال الذي بدل استراتيجية الايراني بالحرب بالوكالة، حيث انها فقدت اهم قادة اذرعها، وراحت اسرائيل تتحدث عن قطع الرأس بعد الاذرع، وقيل في الاعلام العربي والعالمي ان ايران تتخلى عن حلفائها، وانها فقدت الردع بعد كل هذه الضربات لاذرعها، فكان ردها يضرب عدة عصافير بحجر، ردها اظهر امكانياتها العسكرية وتبدل عقيدتها السياسية في مواجهة اسرائيل، وردها كان يمثابة الايفاء بوعدها بالرد لحفظ الامن القومي على اغتيال اسماعيل هنية. وبقي الرد الاسرائيلي هو من سيحدد المستقبل المنظور.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المعارضة السورية المسلحة تتقدم بسرعة وتتجه الى دمشق.. هل بات
.. نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين: طهران شرعت في إجلاء قادته
.. حرب غزة.. 3 شهداء بقصف على محيط مدرسة بحي الرمال
.. كلمة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الر
.. مصدر كردي لـالعربية قسد تسيطر على كامل مدينة دير الزور شرق س