الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حماس ما بعد السنوار .. الخيارات الصعبة
سليم يونس الزريعي
2024 / 10 / 20القضية الفلسطينية
ربما يطرح ما تعرضت له حركة حماس من تجريف طال قياداتها العسكرية، وصولا إلى الصف الأول سؤال، كيف ستتعامل حماس سياسيا مع هذه المحاولات ، وصولا إلى تجاهل مقارباتها السياسية فيما يتعلق بالحل السياسي للقضية الفلسطينية، في أن تكون جزءا من الحالة السياسية في المنطقة، سيما بعد استهداف رجلها القوي يحيى السنوار؟
لأنه بعد استهداف السنوار من الصعب تصور ، أن تبقى حماس على ذات النمط من التفكير التي قدمته عام ٢٠١٧، في وثيقة السياسات والمبادئ العامة لتكون جزءا من الحل السياسي، الذي كان موجها بدرجة أساسية إلى واشنطن والكيان الصهيوني والدول الفاعلة في الإقليم، ويتحدث عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة..
وهي الرؤية التي حاول رئيس حماس إسماعيل هنية قبل استشهاده أن يسوقها للأطراف الدولية النافذة على وقع معارك الطوفان في ١ نوفمبر ٢٠٢٣، عندما قال إن الحركة مستعدة للتفاوض وقدمت للوسطاء تصورا شاملا يشمل فتح المسار السياسي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس وحق تقرير المصير, ثم أكدت حماس ذلك بوضوح غير مسبوق في اتفاق المصالحة الذي جرى في الصين الذي نص على "الالتزام بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، طبقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وخصوصا قرارات ١٨١، ٢٣٣٤ وضمان حق العودة طبقا لقرار ١٩٤".
وكانت رسالتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة الدورة الـ ٩٧ للجمعية العامة للأمم المتحدة عرض لافت من قبلها ناشدت فيه بعدم ترك" الشعب الفلسطيني خلف الركب" استنادا لمبادئ وقيم ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الأممية السابقة، وهي بالطبع القرارات الأممية التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، ضمن حل سياسي وفق القرارات الدولية التي تقر بدولة فلسطينية إلى جانب الكيان الصهيوني، حتى لو لم يصرح بذلك لغة.
وضمن هذه القراءة قالت الرسالة الحمساوية "افعلوا ما يلزم ليسود الأمن والسلام أرجاء فلسطين والمنطقة، واتخذوا الإجراءات اللازمة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وفقا لمبادئ وقيم ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الأممية السابقة، من أجل خلق نموذج يحتذى به للمضي قدما في مسيرة السلام العالمي". مع أن هذا السلام المزعوم يأتي ضمن تكريس ثنائية الوجود الصهيوني مقابل الودود الفلسطيني، حتى وإن ألبس رداء المرحلية.
كل ذلك قد يصبح ضمن مفهوم الماضي على وقع اغتيال زعيم حماس ومهندس الطوفان يحيى السنوار، إذا ما خلصت حماس إلى أن المرونة السياسية التي اتبعتها منذ إعلان وثيقة المبادئ والسياسات العامة عام ٢٠١٧، لم تحقق ما كان مرجوا منها، وهو ما قد يمكن أصحاب وجهة النظر الجذرية في تنظيم حماس من العودة إلى التشدد السياسي والأيديولوجي، بكل ما ينتج عنه من تغيير في المشهد الفلسطيني، وانعكاس ذلك على المنطقة والكيان الصهيوني قبل كل شيء.
ليكون المشهد الفلسطيني أمام واقع جديد ـ يمكن تسميته واقع ما بعد السنوار، وهو ما عبر عنه خليل الحية وهو ينعى السنوار زعيم حماس، وكان اللافت في هذا النعي هو التغيير الجوهري في موقف حماس من موضوع الحل السياسي، وهو موقف من شأنه أن ينسف مقارباتها المتعلقة بالدولة الفلسطينية عندما أعلن الحية في نعيه، أن حركة حماس ماضية على عهد القادة المؤسسين والشهداء حتى تحقيق تطلّعات شعبنا في التحرير الشامل والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس، وهو موقف عنوانه التشدد، بدءا من موضوع حل الصراع مع الكيان الصهيوني، بتجاوز موقف الحركة في وثيقة السياسات إلى ترحيل الهدف المرحلي، وهو الدولة ضمن ما يسمى بحل الدولتين إلى الهدف النهائي، أي الدولة على كامل الجغرافيا الفلسطينية.
ومن ثم فإن أي قراءة لهذا المتغير؛ إن لم يكن وليد لحظة عاطفية فرضته سطوة الخسارة، وكان تعبيرا عن موقف جذري من الصراع مع الكيان، فإن ذلك من شأنه أن يجعل كل التوقعات التي بناها الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية وغيرهم من أن غياب السهوار سيسهل من عقد صفقة إطلاق سراح المختطفين لدى حماس وغيرها من الفصائل، هي إرادوية لا تلحظ أن حماس لا سيما كتائب القسام ستكون هي المقرر وليس أولئك المقيمين في الدوحة واسطنبول وبيروت ، وهي لن تخذل روح قائدها ولن تفعل ذلك بأقل مما كان يريده قائدها، وليكون استشهاد السنوار رافعة معنوية لرفاقه، في مواجهة الكيان وحلفائه، وإذا كان لنا أن نقول إن خيارات حماس ستكون صعبة، على ضوء ما تعرضت له، غير أن قراءة نعي السنوار تقول، إن حماس ما بعد السنوار، لن تكون هي حماس ما قبله.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. خيارات بوتين تضيق.. روسيا أمام الصدام الأصعب.. فهل يسبق الدم
.. المعارضة السورية تعلن بدء عملية عسكرية للسيطرة على منبج بريف
.. تحرير سجناء من السجن المركزي في السويداء
.. هل إسرائيل مستعدة لإنهاء الحرب في غزة؟
.. روسيا تدعي ضرب أهداف أوكرانية بقاذفة صواريخ متعددة في كورسك