الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فن الاختلاف: عندما يتحول الكوميدي إلى حاكم فني
بن سالم الوكيلي
2024 / 10 / 21كتابات ساخرة
في مشهد يبدو كأنه مقتبس من حلبة مصارعة، يظهر الكوميدي المغربي فهيد متقمصا دور المدافع عن الفن، موجها انتقاداته نحو الشاب بلال الجزائري. إذ قال فهيد جملة مفاجئة: "ما عندنا ما نديرو بالبراني"، وكأنه يعتقد أن لهجة معينة هي مفتاح الدخول إلى عالم الإبداع. يا له من اكتشاف! هل سيعطينا إذنا لدخول هذا العالم الساحر، أم أنه سيحتفظ بمفاتيحه لنفسه؟
وفي خضم هذا الجدل، انتشرت إشاعات تفيد بأن الشاب بلال قد أساء للمغرب. ولكن، هل يستحق الأمر كل هذه الضجة؟ يبدو أن التعليقات التي يعتبر أنها زلات لسان قد تكون أكثر إثارة من بعض العروض الكوميدية نفسها. فعندما نضع فنانا تحت المجهر لمجرد تصريح غير مدروس، نتساءل: هل نحن ننتقد الفن، أم نبحث عن قوس قزح في غيمة رمادية؟
ما يثير السخرية حقا هو أن فهيد، بدلا من أن يترك الأمور تسير في مسارها الطبيعي، اختار أن يتبنى أسلوب "أنا هنا لأحمي الفن". وكأنه بطل خارق في عالم الفن، وهو في الحقيقة أكثر شبها بمدرب في حلبة مصارعة، يصرخ بحماس بينما ينسى أن الفن ليس مجرد ميدان للقتال، بل هو مساحة للإبداع والتعبير.
وإذا كانت زلات الشاب بلال في نظر البعض تعني نهاية مسيرته، فإن موهبة فهيد لا تتوقف عند حدود النكتة. فكما نعلم، الكوميديا هي فن يتطلب حساسية خاصة. لذا، عوضا عن إشعال النار في خندق الخصومة، كان من الأجدر بفنان مثله أن يحاول بناء جسر بين الثقافات، خاصة أن المغرب بلد الحكمة والتسامح، بقيادة ملك حكيم يسعى دائما لتعزيز الوحدة والتفاهم بين الشعوب.
وفي النهاية، لنترك فهيد في زواياه الكوميدية ونحتفل بالشاب بلال وبكل فنان يضيف لمسة جديدة إلى عالم الفن. فالفن لا يعرف حدودا، ولا ينبغي أن يكون ساحة للتنازع. دعونا نستمتع بالمواهب ونحتفي بالاختلاف، لأن كل موهبة تستحق أن تتألق، حتى وإن كانت لهجتها أو أصلها يختلف عن السائد.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أنجلينا جولي تكشف عن رأيها فى تقديم فيلم سيرة ذاتية عن حياته
.. اسم أم كلثوم الحقيقي إيه؟.. لعبة مع أبطال كاستنج
.. تستعيد ذكرياتها.. فردوس عبد الحميد تتا?لق على خشبه المسرح ال
.. نافذة جديدة على العالم.. مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة ا
.. الحكي سوري | فنان يجسد مآسي اللاجئين السوريين في تركيا.. وذك