الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حماس- -وفتح- ...اي تكتيك لتجاوز الازمة

عبد العزيز السلامي

2006 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


شدنا النظر إلى الساسة الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم السياسية إلى طريقة تصريحاتهم النارية اليومية في الساحة الداخلية، في ظل الحصار السياسي الاقتصادي
الممارس على كافة شرائح الشعب الفلسطيني، مع غياب هؤلاء السياسيين لانشغالهم بالأحاديث الصحفية حول الوحدة الوطنية.

نعم، لعل الوحدة الوطنية هي الطريق الوحيد نحو الحرية والاستقلال، ولكن كيف للاستقلال أن يأتي في ظل التشتت في القرار الفلسطيني الذي أصبح يحمل رأسيين نوويين، احتمال انفجارهما في أي لحظة حسب ما يحذر منه المراقبون؟؟

فلم يتوقف المراقبون من التحذير من حرب أهلية وشيكة، في حال فشل الحوار، فالوضع أصبح متأزما إلى درجة خطيرة، فمن الشواهد على ذلك عودة احتجاجات قوى الأمن الفلسطيني لعدم صرف رواتبهم، إلى جانب المعلمين والموظفين بمختلف قطاعاتهم.

وما زاد من حدة التوتر، الدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة، يبدو ذلك تهديدا من طرف البعض باستخدام صلاحيات -يعتبرها البعض- دستورية لحل الأزمة القائمة، والطرف الآخر ينفي عنها صفة الدستورية، بل يرون أن الوضع لا يسمح بذلك ولو كان المطلب دستوريا، فهل الأزمة دستورية فعلا؟؟ أم أن غرضا يعد له في الخفاء، وخاصة بعد توصية توني بلير في الأيام الأخيرة، التي دعا من خلالها إلى التعجيل في انتخابات رئاسية وبرلمانية؟؟

والملفت للانتباه هي التصريحات التي تطلق هنا وهناك، والتي أدت إلى عقم الحوار، في ظل الحصار المالي والسياسي المفروض، والذي قطّع أوصال الساسة في اتخاذ القرار، والذين لم يستطيعوا حتى اللحظة اتخاذ موقف صريح من عملية الإصلاح الداخلي، والبناء الذاتي للمؤسسات الفلسطينية، أو إيجاد آلية للخروج من أزمة الوحدة الوطنية التي تتفاقم يوماً بعد يوم، فهل يصلحون في فترة وجيزة ما لم يستطيعوا تحقيقه في فترة أكبر حجما وأهدأ خطابا؟؟

ومن المشاكل الأساسية بين الحركتين أيضا هي الاحتلال الصهيوني وآلية التعامل معه، فكيف لحركة تقود منظمة اسمها "منظمة التحرير الفلسطينية" قيادة شعب بأكمله نحو التفاوض في ظل سياسة قتل ودمار صهيونية، ترى نفسها الحركة القادرة على الصمود والثبات على أرض المعركة مهما كلف الأمر؟؟

ومن جهة مقابلة تقبع حركة حماس بقناعة مفادها لا مواجهة على طاولة واحدة مع العدو الصهيوني كونه المستفيد الوحيد من عملية التفاوض المباشر بينه وبين حماس، فحماس لا تريد أبداً أن تسقط شعاراتها في بحر الظلمات، أي "السلام مع إسرائيل"، وتريد ترك موضوع التفاوض لفتح لتكون (ساعي بريد) لحفظ ماء وجهها باعتبارها قدوة للفصائل الرافضة للاعتراف بـ "إسرائيل"، ولأن "فتح" لها خبرة طويلة خلال السنوات الماضية في مشوار التفاوض.

فهل يصل الشعب الفلسطيني إلى عملية تفاهم داخلي، تستطيع أن تجنب الساحة الفلسطينية أعمال دموية لا تعرف نتائجها السلبية إلى أين؟؟، خاصة أن الاشتباكات المسلحة التي وقعت الفترة الأخيرة بين كبرى فصائل العمل الوطني الفلسطيني "فتح و حماس" قد أنتجت فئتين جاهزتين للمواجهة، وبالتالي يراد منهما معالجة ما قد صنعه قادة الفصيلين على الوضع الداخلي.

وهل تعترف "فتح" و"حماس" بالخطأ، وإعادة إصلاحه بما يتناسب مع تضحيات الشعب الفلسطيني؟؟ مما يجنب الشعب الفلسطيني الخسائر المعنوية والمادية، ويمكن له أن يهزم لغة الاحتلال الباحثة عن هزيمة "فتح وحماس" في معركة داخلية اسمها الاقتتال على منصب وكرسي زائل، والرابح أولمرت وبيرتس ورابين في قبره.
ويوقف ضحايا الفلتان الأمني منذ انسحاب العدو الصهيوني من قطاع غزة.

أم أن الحالة السياسية القائمة اليوم لا تبشر ببوادر حل لأي أزمة؟؟ لأن الساسة يصرون على اتخاذ المواقف القاسية عبر الاتهام بالخيانة والتفريط والسرقة والفساد؟؟

ألا ترون معي أن على الجميع في فلسطين الاعتراف بالخطأ القائم، والعمل بما يتطلبه واقع الشعب الفلسطيني السجين بين برنامجين لم يُرى لهما خطوة واحدة قد سارت في طريق الحرية والاستقلال، وإلا فستصبح الساحة الفلسطينية، عراق اليوم وصومال الأمس.

أم ماذا ترون؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها