الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قولوا الحقيقة للشعب !

حزب العمال التونسي

2006 / 12 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


آفاق الشعب التونسي صبيحة يوم الأحد 24 ديسمبر الجاري على خبر المواجهة المسلحة بين قوات البوليس والجيش التونسي وعناصر مسلحة ظلت حتى اليوم مجهولة الهوية. كما ظلت الأحداث نفسها محاطة بالغموض جراء التعتيم الإعلامي الذي اتبعته السلطة بما ترك المجال مفتوحا للإشاعة والروايات المختلفة. وقد اضطرت السلط التونسية إلى نشر الخبر بطريقة صحفية جافة ملمحة إلى أن الأمر لا يعدو أن يكون سوى مواجهة بين قوات الأمن وعصابة مخدرات خطيرة أمكن التغلب عليها بسرعة، وهو ما رددته جرائد التعليمات ضاحكة على ذقون المواطنين وفاتها أن الشعب يمكن أن يستجلي الحقيقة رغم التعتيم والكذب.

فالحقيقة أن دورية للشرطة بضاحية حمام الأنف جنوب العاصمة التونسية استرابت في أمر شاحنة من نوع "إيسيزو" يمتطيها ستة أشخاص فأمرتها بالوقوف لكن سائق الشاحن عنّ بالهروب رافضا الانصياع لأوامر الدورية. عندئذ لاحقتهم سيارة الشرطة وانطلقت عملية مطاردة في شوارع الحي ما بين منطقة الشعبية وحمام الشط. وأمام إصرار الدورية على ملاحقتهم أطلق ممتطو الشاحنة النار صوب سيارة البوليس التي سارعت بطلب تعزيزات أمنية للسيطرة على الوضع. وتواصلت المطاردة باتجاه نصب تذكار العدوان الصهيوني على مقر القيادة الفلسطينية في حمام الشط حيث حاول ممتطو الشاحنة التحصّن بإحدى المنازل قيد البناء. وهناك جرت عملية مواجهة مسلحة بين الطرفين سقط فيها قتيلان من العناصر المسلحة وألقي القبض على عنصرين آخرين منهم فيما تمكن اثنان آخران من الانسحاب والفرار باتجاه الحي السكني المتاخم لجبل بوقرنين، وعلى ما يبدو تمكنا من الإفلات من مطاردة أعوان البوليس والحرس في منطقة الحي الجامعي بتلك المنطقة.

ومن جانب قوات البوليس قتل أحد أعوان البوليس من فرقة البوليس السياسي برتبة مأمور شرطة يدعى محمد رشاد وجرح ملازم شرطة نقل إلى مستشفى ضاحية المرسى شمال العاصمة حيث لفظ أنفاسه مساء يوم الثلاثاء 26 ديسمبر.

وقد جيء بعدد كبير من العساكر لمحاصرة وتمشيط المنطقة الجبلية الواقعة بين الطريق الرئيسية عدد 1 والطريق السيّارة الرابطة بين تونس العاصمة وسوسة من الجانب الآخر لجبل بوقرنين.

وتجددت المواجهة المسلحة بين فرق الجيش التونسي ومسلحين في جبل الرصاص المتاخم لقرية مرناق، وتروج أخبار بأن عدد هؤلاء المسلحين يقدر بـ 10 فرّوا وتحصنوا بهذه المنطقة الجبلية الوعرة والغابية. وقد أفادنا شهود عيان من المنطقة بان قوات الجيش ضربت حصارا على المنطقة وأقامت ثلاثة خطوط حواجز لمراقبة وتفتيش الوافدين عليها والخارجين منها. وسُمِعَتْ مساء يوم الثلاثاء 26 ديسمير أصوات الطلق الناري هناك بما يفيد أن المواجهة المسلحة قد تجددت وما تزال جارية.

ولوحظ من جهة أخرى حضور مكثف للبوليس ولأعوان الحرس حاملين للأسلحة النارية على غير العادة في مناطق مختلفة من العاصمة تونس وحتى في جهات أخرى من البلاد. وهو ما يني أن الأمر لا يتعلق فقط بمواجهة مع عصابة مخدرات خطيرة,

وتؤكد بعض أوساط عليمة من الجيش التونسي أن المواجهة جرت وتجري مع عناصر من عصابة مسلحة من جماعة "السلفية الجهادية" قد تكون تسرّبت إلى البلاد من الخارج.

هذه هي حقيقة الأحداث التي جرت في تونس مؤخرا والتي تصرّ السلطات على إخفائها على الشعب حتى ترسخ الانطباع السائد حول استقرار الوضع وسيطرة النظام عليه.

إن ظهور مثل هذه الأحداث إنما يؤشر على مدى ما بلغته الأوضاع في بلادنا من تردّي وأن الغضب الشعبي الذي أمكن للسلطة إخماده بالحديد والنار والقبضة الأمنية يمكن أن يؤدي رغم كل شيء إلى مثل هذه الأحداث الأليمة وإلى ظهور مثل هذه الجماعات المتطرفة والموغلة في الرجعية والتي تريد استغلال النقمة الشعبية في غير وجهتها الصحيحة.

لقد آن الأوان لكي يرفع عن الشعب التونسي كابوس القمع والتسلط والفساد والقهر والاستغلال وإلا فإن لبلاد مهددة بفوضى السلاح والاقتتال الدامي الذي يتحمل مسؤوليته نظام السابع من نوفمبر الاستبدادي.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج