الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب هتلرية !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 10 / 23
القضية الفلسطينية


تشير الفيلسوفة الألمانية ـ الأميركية حنا أرند في كتابها " أيخمان في القدس " ، إلى أن السلطات الألمانية النازية كانت تفضل التعاون مع الحركة الصهيونية على حساب " الجمعية المركزية للمواطنين الألمان اليهود " بالرغم من أن هذه الأخيرة كان تضم 95 % من اليهود النشيطين في الأحزاب السياسية والجمعيات ، حيث تذكر بهذا الصدد مسائل جرى التنسيق بشأنها بين الحركة الصهيونية و السلطات الحكومية لتشجيع وتسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين ، أبرزها اتفاقية هآفارا التي تجيز للمهاجر استبدال أمواله ببضائع ألمانية تصدر إلى فلسطين ، و التواصل المباشر بين مبعوثين صهيونيين كانوا يأتون من فلسطين ، و السلطات الأمنية الألمانية ، غيستابو، لاختيار " مادة بشرية صالحة " في معسكرات الاعتقال ضمنا و إعدادهم مهنيا في ألمانيا نفسها قبل أرسالها إلى فلسطين .
نكتفي بهذا التوطئة لنقول أن الحزب النازي الألماني ألذي أوصِلَ إلى السلطة في الأصل ، ليكون أداة ردع ضد الحركات الشعبية الوطنية ،اصطنع برنامج عمل يتمحور حول إنهاض " القومية الألمانية " لتتبوآ " القمة " على سلم تصنيفٍ للناس مستقىً من نظرية الداروينية الاجتماعية التي يرجع إليها دعاة التمييز العنصري و تحسين النسل ، مبررا اتباع نهج فاشي في الحكم اشتمل فيما اشتمل ، على فرض الفكر الواحد و على التطهير العرقي الذي تمثل بالتخلص من اليهود و الغجر و المعاقين جسديا و عقليا ، عن طريق ترحيلهم أو استئصالهم ، متوخيا بذلك خلق "جبروت القومية الألمانية " كما تمظهر خلال الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945 )
و من المعلوم أيضا بهذا الصدد أن الفكر القومي يستدعي دائما الأساطير التي ترسم الطريق إلى الإنجازات القومية العظيمة و البطولية التي تحققت في الماضي و التي لا مفر من تحقيقها من جديد ، حتى لا تتساوى القومية بغيرها ، "فتسبقها " قومية أخرى و تمنعها من استعادة أمجادها و درجتها الأعلى .
تقودنا هذه المقاربة إلى التوقف أمام حدثين :
ـ أولا : إعلان إسرائيل " دولة للقومية اليهودية " تجسيدا لإنهاض القومية اليهودية تحت قيادة الصهيونية ، وتكرار مبادرتها إلى الحرب ، إلغاء ً لخصومها الإقليميين ، آخرها الحرب الدائرة حاليا ، منذ عام و نيف . لا نجازف بالكلام أن الهدف منها تحطيم الشعب الفلسطيني و التوسع من أجل استرجاع كل " الجغرافية التوراتية " بحيث تصير الدولة الإقليمية الكبرى و المسيطرة .
ـ ثانيا : من المعلوم في هذا السياق أن الدول الأوروبية الغربية عموما و الولايات المتحدة على وجه الخصوص ، تعايشت مع الدولة الألمانية النازية و تعامت عن اتباعها سياسة ،التمييز على أساس أصالة النسل و العرق ، و تعاونت معها في المجالات الاقتصادية وفي التصدي لخطر الثورات العمالية انطلاقا من الثورة البلشفية في روسيا . ها هي هذه الدول تتعايش مع السلوك الذي تنتهجه القيادة الصهيونية في فلسطين أحياء للأساطير التوراتية ، و تدعمها ، وتشاركها و تظللها بحمايتها، تتقدمها يا للمصادفة الولايات المتحدة الأميركية و المانيا ، كما لو أنها تبنت مبادئ النازية دون أخطاء هتلر الذي أشعل جبهة الغرب قبل جبهة الشرق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تهديدات وتلاسن حاد بين قادة -البريكس- ودونالد ترامب


.. ماكرون يستعيد زمام المبادرة السياسية، فهل يحل البرلمان مجددا




.. بوتين يفرض شروطه وترامب يتوعد بعقوبات قاسية على روسيا.. ماذا


.. أكسيوس عن مسؤولين: وفد قطري وصل إلى البيت الأبيض لإجراء محاد




.. نتنياهو: بحثت مع ترمب آثار وإمكانات النصر العظيم الذي حققناه