الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (118)

نورالدين علاك الاسفي

2024 / 10 / 24
القضية الفلسطينية


 3- سيوف " الملامة " 
 
 “الإمساك بالسيف” كشعار بديل من “التناخ” العهد القديم، ما انفك يتردد له كثير صدى في صور شعرية و تمثيلات كتبها صهاينة شعراء.
ففي قصيدة للشاعر شاؤول تشرنحوفسكي (1875- 1943)، “باروخ المغنتسي”، يصف مأساة يهودي أجبر على اعتناق المسيحية، و لما أجبرت ابنته وزوجته على اعتناق المسيحية قام بقتلهما؛ ثم قام بحرق الدير الذي كان محبوسًا فيه، وأحرق المدينة بأسرها. وفي جزء من أجزاء القصيدة تصـل مشاعره الكريهة إلى ذروتها، والتي يتمثل فيها أنبياء “بني إسرائيـل” في مناجاتهم للرب لكي ينتقم لهم من هؤلاء “الأغيار”:
 
“فلترسل يا إلهي – إني أضرع إليك أن ترسل سيفك لتثأر منهم”.[1]
 
وفي قصيدته “بقوة روحي”، يصوّر الشخصية الصهيونية المنتقمة التـي أمسكت بـ “السيف” لتنتصر على الأعداء وتصرعهم وتقطعهم إربًا وتجعله يشرب فخورًا من دمائهم:
 
“يا سيفي أين سيفي، سيفي المنتقم؟
أعطني سيفي لأنتصر على أعدائي”
 “واجعل سيفي يشرب فخورًا من دمهم”
 “يا سيفي، أين سيفي،  سيفي المنذر؟
أعطني سيفي، فلن أغمده مرة أخرى”. [2]
 
صدى "السيف " المقطر دما؛ لا يغادر مخيلة الصهاينة؛ و ما يزال؛ فهي تغدي ذلك الحقد الدفين الذي توارثته أجيالهم.  ففي قصيدة كتبها أفرايم سيدوم:
 
يا أطفال صيدا وصور..
إني أتّهمكم..
ألعنكم لأنكم مخربون..
ستنامون محطمي العظام في الحقول والطرقات..
لا تسألوا لماذا.. فإنه العقاب..
والآن حان عقابُكُم..
كل النساء في صيدا وصور..
كل الأمهات.. كل الحوامل..
كل المسنين وكل الأرامل..
ها نحن قادمون لنعاقبكم.. لنقتصّ منكم..
 
يهونتان غيفن؛ لم يكن بعيدا عن هذه النبرة الحانقة؛ و انظره في قصيدته؛ صبرا وشاتيلا :
 
هناك جمهور غفير..
يجلس أمام الشاشة الصغيرة..
رأينا الأسرى الفلسطينيين في طريقهم إلى المعتقل..
صرخ الجمهور.. صرخت أنا أيضاً..
اقتلوهم.. احصدوهم.. اذبحوهم..
نريد أن نرى الدماء في صبرا وشاتيلا..
 
أما سامي شالوم شتريت، فقد اعتصر قلبه حقدا؛ و لن يجد ضالة لتفريق فائض الضغينة الا في مزيد سفك الدماء.
ففي قصيدة له بعنوان: في منتصف الليل..؛ من ديوان شعر قصائد بالأشدودية؛ نقرأ :
 
قطط تولول لغة البشر
ضمن قطيعين من هذا وذاك، في خرائب/ السيوف، تتأجج من
عيونهم اللهب، وفي رؤوسهم أسنان بارزة قاسية
على عجلة القمامة المحلية
بينهم سنتيمتر واحد للإرهاب/ خوف وهلع
يعلنون بضجيج صارخ، وفي مخيماتهم يستعدون للمعركة
وأنا أولول لهم بلغتهم،
ما لي ولكم يا قساة، يا أيها المنحطون،
سأسفك أنا قمامتي، واسفكوا أنتم من فضلكم دمكم
لدى مرور عربة القمامة المحلية.
 
و انظر ما سيرد في قصيدة للشاعر أكور؛ لما غزا جيش الكيان لبنان:
 
لو كنت قائداً لمنطقة بيروت المحاصرة والمختنقة
لصرخت في وجه كل أولئك الذين يطالبون بإعادة المياه
ويصرخون ويتألمون ويطلبون إعادة الدواء والطعام إلى المدينة المحاصرة
لو كنت قائداً لجيشنا العظيم
لزرعت الموت والدمار في كل المزارع والشوارع
في كل المساجد والكنائس [3].
 
أما حاضر " السيف" المغروز في تراب الغير؛ فمآله الصدى بعد عين؛
و ذا ماثل بجلاء في قصيدة للشاعرة دفورا آمير البولندية الأصل:
 
هذه الأرض المرتجّة وهي تحاول أن تستريح
عند رقبــتي..
السكين ..والخنجر ..والرمح
وهي تلوث حياتنا منذ أن فكروا في ابتكارها
إننا ندرج مثل أولئك الذين فقدوا عقولهم
ونحن نملأ صدورنا بإيقاع متفجر..
في المناسبات المجنونة
 
لم  ينته الصهاينة من حديث "سيوف الملامة"؛ إلا ليعيدوه على مسامع العالم مكرورا؛و شاشات المعمورة عليه شاهدة؛ حتى ضاقت من صنيعهم الصلف الإنسانية جمعاء؛ و راحت تجوب الطرقات و الشوارع رافعة شعارات العار في حقهم؛ و هي تذكر الجميع بان الصهاينة على ملة "السكين ..والخنجر ..والرمح"؛  حتى باتت من جاري ديدنهم؛ و استحضرت معه لوثة رعاتهم منذ أن فكروا في "ابتكارهم و زرعهم" في نطاق متقدم؛ شاهد على صنيع استعماري دنيء؛ به راموا خنق منطقة؛ و نهب مقدرات أمة.
 --------------------
[1] د. رشاد عبد الله الشامي، الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية، سلسلة “عالم المعرفة”، الكويت، 1986، ص (54- 55).
[2] https://alcarmel.net/articles/6260/
[3] https://www.diwanalarab.com/نافذة-على-الأدب
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد انتخاب ترامب.. العملات المشفرة تواصل صعودها القياسي


.. غارات إسرائيلية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت




.. ترامب قد يختار ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية.. ماذا نعرف ع


.. هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو أعاد طرح فكرة السيادة على الض




.. شاهد | قصف متواصل للاحتلال الإسرائيلي لبيت لاهيا شمالي غزة