الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل الحرب النووية ممكنة ؟ 4
مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب
(Marzouk Hallali)
2024 / 10 / 25
الارهاب, الحرب والسلام
الحرب النووية: المخاطر الحالية
في الوقت الحالي، الدول الرئيسية التي يستهدفها الغرب هي كوريا الشمالية، التي نفذت بنجاح العديد من التجارب النووية بما في ذلك واحدة من 80 إلى 120 كيلو طن في 3 سبتمبر 2017[1] وإيران التي يشتبه في قيامها بتطويرها تحت غطاء البرنامج المدني لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية. يمكن استخدام هذه القنابل الذرية ضد كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة (لكوريا الشمالية) وإسرائيل (لإيران).
ومع ذلك، فإن الخطر العالمي يمكن أن يأتي من الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى، اللتين تحتفظان بالحق في تنفيذ "ضربات نووية وقائية"، خاصة ضد روسيا المتهمة بكل الشرور.
إن الزيادات الكبيرة في التوترات الجيوسياسية في العالم تلقي بثقلها على مستقبل البشرية التي- ربما دخلت حرباً باردة جديدة: فالقوى النووية مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا وإسرائيل والهند وباكستان تعمل على تعزيز قدرتها على الردع مع ظهور قوتين نوويتين. كتل جديدة: الولايات المتحدة وأوروبا ضد روسيا وإيران والصين بشكل رئيسي.
لقد زاد الإنفاق العسكري العالمي منذ عام 2014 حيث تهدد الصراعات الإقليمية الكبرى الاستقرار العالمي 1.
------------------------------------------
1 - بلغ إجمالي الإنفاق العسكري العالمي 2.443 مليار دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 6.8% بالقيمة الحقيقية عن عام 2022. وهذه أكبر زيادة في عام واحد في العالم منذ عام 2009. أكبر 10 منفقين في عام 2023 - بقيادة الولايات المتحدة قامت كل من روسيا والصين وروسيا بزيادة إنفاقها العسكري، وارتفع الإنفاق العسكري العالمي للعام التاسع على التوالي إلى مستوى قياسي بلغ. ولأول مرة منذ عام 2009، زاد الإنفاق العسكري في جميع المناطق الجغرافية الخمس المحددة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، مع تسجيل زيادات كبيرة بشكل خاص في أوروبا وآسيا وأوقيانوسيا والشرق الأوسط. وقد قال الدكتور نان تيان - Dr Nan Tian -، كبير الباحثين في برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة التابع لمعهد ستوكهولم الدولي، إن "الزيادة غير المسبوقة في الإنفاق العسكري هي استجابة مباشرة لتدهور السلام والأمن الدوليين". "تعطي الدول الأولوية للقوة العسكرية، الأمر الذي يهدد بتغذية دوامة "الفعل ورد الفعل" في سياق جيوسياسي وأمني غير مستقر على نحو متزايد. »
المصدر - بيانات الإنفاق العسكري العالمي الصادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
---------------------------------------------
الصراع في أوكرانيا
أدت سياسة الناتو التوسعية إلى إطلاق عملية روسية خاصة لنزع السلاح وإزالة النازية في فبراير 2022 كما زعم بوتين.
وإذا كانت أوكرانيا لم تنجح في إشراك حلف شمال الأطلسي بشكل مباشر، فإن الولايات المتحدة وحلفائها قدموا دعما لإبطاء القوات المسلحة الروسية في ساحة المعركة ، على حساب الأوكرانيين.
ظل خطر شبح انتشار الحرب و استخدام الأسلحة الذرية شاخصا: "إن مخاطر الحرب النووية أصبحت الآن كبيرة جدًا، ويجب عدم الاستهانة بهذا الخطر"، كما أعلن سيرجي لافروف - وزير الخارجية الروسية في نهاية أبريل 2022،. وهذا ما أكده الرئيس الأميركي جو بايدن في 7 أكتوبر 2022: "عودة خطر "هرمجدون" النووي للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية" (كتوبر 1962).و أيضا تهديدات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي دعا إلى ضرب روسيا بالأسلحة النووية في 6 أكتوبر 2022.
تهديد الإستراتيجية الأمريكية
إن الولايات المتحدة- التي ترتكز على سياسة التدخل الإمبريالي - أدت إلى مقتل ما بين 20 إلى 30 مليون شخص بشكل غير مبرر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، واحتفظت دائمًا بإمكانية تنفيذ ضربات نووية وقائية. وقد أعلن وزير الدفاع الأمريكي في نهاية سبتمبر 2016 في قاعدة كيرتلاند- Kirtland - الجوية (نيو مكسيكو)و التي تأوي المركز النووي، أن هذه "كانت سياستنا لفترة طويلة وهي جزء من خططنا للمستقبل". علما أن الولايات المتحدة تمتلك 750 قاعدة عسكرية في أكثر من 80 دولة. فقد وظفت الولايات المتحدة 230 عامًا (من أصل 246 عامًا من وجودها) في حروب مباشرة أوبالوكالة في الخارج. و علاوة على ذلك تجاوزت استراتيجية الدفاع الوطني الجديدة التي اعتمدها البنتاغون في نهاية أكتوبر 2022 عتبة جديدة من خلال السماح باستخدام الأسلحة النووية ضد التهديدات غير النووية. وهي عقيدة محفوفة بالمخاطر وفقًا للسيناتور الديمقراطي إدوارد ماركي - Edward Markey – الذي قال: "إن خطر الحرب النووية يهدد بشكل خطير بقاء الجنس البشري. ولسوء الحظ، فإن الولايات المتحدة، من خلال عدم استبعاد كونها أول من استخدم الأسلحة الذرية، تزيد من خطر التصعيد النووي غير الطوعي - The risk of involuntary nuclear escalation.
كما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن روسيا سوف ترد على أي هجوم نووي بضربات نووية. وأكدها مجددًا بشكل واضح في بداية فبراير حيث قال2023:
"روسيا تمتلك نظامSPRN ،2 وهو نظام إنذار للهجوم الصاروخي: “إنه يسجل إطلاق الصواريخ باتجاه أراضي الاتحاد الروسي ويسجل ذلك يعني أن إطلاق الصواريخ حدث بعد ذلك هناك رد (...) أؤكد لكم أنه بمجرد أن يتلقى نظام الإنذار إشارة عن هجوم صاروخي ، "ستنطلق مئات من صواريخنا في الجو من جانبنا. ومن المستحيل اعتراضها ". أي أنه في حالة وقوع هجوم صاروخي نووي محتمل على روسيا، سيتم إطلاق مئات الصواريخ النووية على الفور ضد الدولة العدوانية ل تدميرها بالكامل.
------------------------------------------
2 - مركز التحذير من الهجمات الصاروخية وهو شبكة الإنذار المبكر الروسية ضد هجمات الصواريخ الباليستية. يقع مقرها الرئيسي في قرية تيمونوفو هو، خارج موسكو وهو جزء من قوات الفضاء الروسية. ويتكون المركز من شبكة من محطات رادار الإنذار المبكر التي تنقل بياناتها إلى مركز التحكم وتأتي المعلومات الأخرى من أقمار الإنذار المبكر Oko وEKS، بالإضافة إلى رادار الدفاع الصاروخي Don-2N4. ويمكن استخدام المعلومات الواردة من المركز لإطلاق صاروخ نووي في حالة تأهب، أو للاشتباك مع نظام الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية A-135.
----------------------------------------------
الناتو ينشر أسلحة نووية في أوروبا موجهة ضد روسيا
وأعلن بوتين في 25 يونيو 2022، خلال لقائه مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في سانت بطرسبرغ:
“الأمريكيون لديهم 200 سلاح نووي تكتيكي مخزن في ست دول أوروبية أعضاء في كتلة شمال الأطلسي، و257 طائرة، وليست أمريكية فقط” ، تم إعدادها للاستخدام المحتمل”.
ورداً على ذلك، أرسلت موسكو مجموعة من أنظمة الصواريخ التكتيكية إسكندر-إم - Iskander-M -إلى بيلاروسيا. وتشمل الترسانة صواريخ باليستية وصواريخ كروز في نسختين تقليدية ونووية.
وبالفعل، في 17 مايو 2022، ، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن انتهاك صارخ من قبل الناتو بقيادة الولايات المتحدة لالتزامه بعدم تعزيز أمنه على حساب الآخرين. وأشار إلى هذا التوجه من جانب الدول الغربية كان يوشي – بما نعته- بـــ "التوسع الجامح لحلف شمال الأطلسي نحو الشرق".
وفي الواقع، ظل الناتو يواصل الاقتراب من الحدود الروسية كما يتضح من انضمام فنلندا (2023) والسويد (2024) حيث سيتم نشر القوات الأمريكية على أبواب روسيا.
بالإضافة إلى ذلك، صنف الناتو روسيا على أنها " تشكل التهديد الأكثر أهمية ومباشرة لأمن الناتو". و في عام 2001، انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية، ثم بدأت في زيادة عدد الرؤوس الحربية النووية والذخائر المخزنة في أوروبا.
انسحاب روسيا من المعاهدات الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية
أدى رد الاتحاد الروسي على هذه التهديدات النووية الجديدة من جانب حلف شمال الأطلسي إلى اتخاذ عدة قرارات جدية .
انسحبت روسيا من معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية في 23 فبراير 2023؛ وخلال عام 2023، أطلقت روسيا عدة صواريخ باليستية عابرة للقارات من نوع "يار" - Yars - في تدريبات لإعداد قوات الردع النووي لديها؛
وفي بداية نوفمبر 2023، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إلغاء التصديق على معاهدة حظر التجارب النووية، مشيرًا إلى "اختلال التوازن" مع الولايات المتحدة التي لم تصدق بعد على المعاهدة منذ افتتاحها عند التوقيع عليها في عام 1996 ولذلك تحتفظ روسيا الآن بالحق في مواصلة التجارب النووية التي أوقفتها في ثمانينات القرن الماضي...
ومع ذلك، أكدت روسيا أنها ستظل من الدول الموقعة وستواصل المشاركة في أعمال منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، وأوضحت أنها لن تجدد تجاربها النووية إلا إذا استأنفت الولايات المتحدة تجاربها النووية.
القوة النووية الروسية
بالإضافة إلى صواريخها الباليستية القارية "الكلاسيكية"، زودت روسيا نفسها بصاروخ باليستي ثقيل عابر للقارات يسمى - "RS-28 Sarmat" (أو الشيطان 2 بالنسبة للغربيين) -، وكان جاهزا منذ نهاية أغسطس 2023. وهو صاروخ قادر على ضرب أي منطقة على وجه الأرض بقوة نيران مدمرة لا مثيل لها.
ويمكن لهذا الصاروخ أن يحمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية نووية كبيرة أو 16 رأسًا حربيًا صغيرًا يمكن توجيه كل منها نحو الهدف. هذه الرؤوس الحربية هي أسلحة نووية حرارية، مما يعني أنها تستخدم الاندماج النووي بدلاً من تفاعل الانشطار النووي المستخدم في القنبلة الذرية. وبالتالي فهي أكثر تدميرا بكثير من القنابل التي ألقيت على ناغازاكي وهيروشيما في نهاية الحرب العالمية الثانية.
هذا الصاروخ الذي يبلغ وزنه 200 طن، وطوله 35.5 مترًا وقطره 3 أمتار، يتوفر على قوة إجمالية تتراوح بين 8 إلى 12 مليون طن من مادة تي إن تي - ( أي ما يعادل 450 ضعف قوة القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما)، وهو كفيل بتحويل بلد مثل فرنسا أو بريطانيا العظمى إلى صحراء قاحلة جرداء غير صالحة للسكن والعيش إذ تصل مساحة تدميرها إلى 650 ألف كيلومتر مربع) في دقيقتين فقط لا أكثر... وبسرعة تعادل 20 ضعف سرعة الصوت (26 ألف كيلومتر في الساعة)، وصف نائب وزير الدفاع أليكسي كريفوروتشكو- Alexei Krivoruchko - هذا الصاروخ بأنه من المستحيل اعتراضه حيث قال: "بمثل هذه القدرات، لا يمكن لأي نظام دفاع مضاد للصواريخ، أو حتى أحدث الأنظمة اعتراضه". علما ، سيكون تدميره أثناء الطيران أكثر تدميراً... وقد تم نشر ما لا يقل عن 50 نظام إطلاق من طراز "سارمات"- Sarmat - على الأراضي الروسية منذ 2023.
وفي عام 2022، قامت روسيا أيضًا بتشغيل طائرتها بدون طيار النووية تحت الماء من طراز بوسيدون - Poséidon -، وهو سلاح لا يمكن إيقافه، ويبلغ الحد الأقصى لإنتاجه 100 ميجا طن من مادة تي إن تي. إن انفجار هذا الطوربيد النووي الحراري قبالة الساحل يمكن أن يتسبب في حدوث موجات تسونامي ضخمة بموجة شديدة الإشعاع يبلغ ارتفاعها 500 متر!
النظام المحيطي الروسي
وتمتلك روسيا نظامًا "محيطيًا"، أطلق عليه خبراء الناتو اسم "اليد الميتة الروسية" - 3système "Perimeter", surnommé "Dead Hand" ضربة نووية انتقامية أخيرة و روسيا تتعرض لقصف نووي وهي على شفا الإبادة والمحو من سطح الارض.
-------------------------------------
3 - هو نظام أوتوماتيكي للتحكم في الأسلحة النووية من حقبة الحرب الباردة، استخدمه الاتحاد السوفييتي2. تزعم التكهنات العامة من الداخل أن النظام لا يزال قيد الاستخدام في الاتحاد الروسي ما بعد الاتحاد السوفيتي . وكمثال على الردع المدمر، يستطيع نظام Perimeter إطلاق الصواريخ الباليستية الروسية العابرة للقارات تلقائيًا - عن طريق إرسال أمر مسجل مسبقًا من هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة وقيادة الإدارة الإستراتيجية لقوات الصواريخ الإستراتيجية إلى مراكز القيادة و إلى الصوامع الفردية - إذا تم اكتشاف هجوم نووي بواسطة أجهزة استشعار الزلازل والضوء والنشاط الإشعاعي والضغط الزائد، وحتى إذا تم تدمير عناصر القيادة بالكامل يتم تشغيل هذا النظام المدمرلمحو كل ما يوجد على الارض المستهدفةأ. وفقًا لمعظم الشهادات، من المفترض أن يتم تنشيطه أثناء الأزمات الكبرى؛ ومع ذلك، يقال إنه يظل يعمل بكامل طاقته وقادرًا على أداء وظائفه عند الحاجة. في الولايات المتحدة، كان هناك نظام مماثل يسمى نظام اتصالات الطوارئ الصاروخية - ERCS –
Emergency Rocket Communications System
---------------------------------------------------------------------
إذن سيتم تفعيل نظام الإخطار التلقائي وإصدار الأوامر لإطلاق الأسلحة النووية الاستراتيجية، الموروث من الحرب الباردة، إذا تم تدمير جميع أنظمة الدفاع في الاتحاد الروسي بضربات نووية. بمعنى آخر، الكلمة الأخيرة ستكون لروسيا التي ستطلق تلقائياً آخر صواريخها النووية على مهاجمها، وتدمره هوأيضاً بشكل كامل. ولهذا السبب زعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لن يكون هناك منتصر في حرب نووية وأنها ستؤدي إلى تدمير الطرفين معا فلا منتصر و لا منهزم الخسارة الشاملة ستكون نصيب الجميع.
____________________________________________________ يتبع 5 التطورات الباليستية في الصين__________________
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا في مدن سوريا بعد سيطرة المعارضة
.. صراخ وفوضى.. شاهد ما حدث في برلمان جزر البهاما بعد إلقاء نائ
.. إيران تعيد حساباتها في الشرق الأوسط.. وهذا ما ستفعله مع سوري
.. أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يكرم صحفيي الحرب في منتدى
.. بلومبرغ: روسيا ليس لديها خطة لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار