الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للأيام الثقيلة كالهزائم

سامح قاسم

2024 / 10 / 25
الادب والفن


الطريقة الأمثل للتهدئة، بعيداً عن جلسات العلاج النفسي، والحبوب المهدئة، والسهر القسري تحت وطأة نوبات الأرق، هي أن تلاحظ الحروف والإشارات وأن تلوذ بالصمت، لأنه - كما وصفه كونفوشيوس - الصديق الوحيد الذي لن يخونك أبداً.

وبما أن "التوقعات تفوق الحقيقة"، يا سيدة جينيفر إيجان، فيتوجب على المرء أن "يستمد سعادته من باطن نفسه دون اكتراث للعوامل الخارجية التي تُفرض عليه فرضاً". أليس كذلك، أيها القديس كونفوشيوس؟

"يجب أن نكون سعداء، حتى لو كان ذلك من أجل كبريائنا فقط". هكذا علّمني ألبرتو مانغويل في "يوميات القراءة" التي قال فيها بعد سنوات من التعاسة: "قررت أن أكون صادقاً مع نفسي وأن أقبل أن يكون عملي في الحياة هو قارئ- كاتب".

الكتابة، يا سادة، قد تكون بديلاً عن الانتحار في هذا الواقع، على الأقل قد تكفينا شرور نوبات الضجر والاكتئاب. الكتابة لا تشترط أن يقرأها أحد؛ فليس مهماً أن يراك أحد وأنت تتناول الحبوب المهدئة، المهم هو أن تهدأ وتحظى بليلة خالية من الأرق.

للكتابة فعل السحر، أليس كذلك يا سيدة جينيفر؟ ألستِ أنتِ القائلة: "حين لا أكتب، يجتاحني شعور بفقدان شيء ما، وإذا طالت بي الحال، تزداد الأمور سوءاً، وأصاب باكتئاب. حينها، أمرٌ مصيري يكف عن الحدوث، عطب بطيء يشرع في التكون، كما لو أنني أهبط من تلة بفعل الجاذبية وحدها. لبعض الوقت، لكن بعد ذلك، تصاب أطرافي بالخدر. أمر سيء يحدث، أعرفه. وكلما طال انتظاري، صعب عليّ البدء بالكتابة مجدداً".

مارس الكتابة واستمع جيداً إلى نصيحة جينيفر: "لا يهم إلى أي مدى وصلت في مهنتك ككاتب، فربع ساعة يومياً تبقيك في إطار العادة". فـ"ليس هناك طائل من تمني أن تحظى كتبي بتلقي عظيم من قبل القراء، فهم سوف يتلقونها كيفما أرادوا أن يتلقوها"، هكذا رأى ساراماغو الذي قال أيضاً: "ما يهمني هو أن أقوم بعملي على أفضل وجه، وحسب مقاييس العمل الجيد الخاصة بي، وأن يُكتب الكتاب بالطريقة التي أريده أن يُكتب بها".

اكتب وما عليك سوى أن تعمل بنصيحة جويس كارول: "اكتب من القلب، لا تضع في حسابك أن يتم التعامل معك بعدالة، أو برحمة على الأقل. انغمس في القراءة، وركّز على قراءة الكاتب الذي تحبه. اقرأ كتاباته الأولى على وجه التحديد وقبل أن يصبح له صوت ومكانة مرموقة. لا تخجل من موضوعك أو من رغبتك في الكتابة عن مسألة محددة. انتبه لرغباتك (المقموعة)، فقد تكون الزيت الذي يغذي عجلة الكتابة لديك".

ثم "اكتب بحرية واستمرارية قدر الإمكان. ضع كل شيء على الورق، لا تصحح ولا تعِد الكتابة إلى أن تفرغ من كتابك. تقطيع مراحل الكتابة عذر لعدم الاستمرار، كما أن هذا يتضارب مع التدفق والإيقاع، وهذه تأتي عادة من اللاوعي وحسب طبيعة المادة المكتوبة".

وفي النهاية، "انسَ الجمهور العام أثناء الكتابة، لأنه يخيفك حتى الموت التفكير بهؤلاء الذين لا أسماء ولا وجوه لهم. لقد وجدت أنه من المفيد أن تختار شخصاً معيناً في ذهنك وتكتب وكأنك تتوجه بكتابتك إليه تحديداً"، كما قال جون شتاينبك.

اكتب من أجل البهجة، هكذا فعل ستيفن كينغ: "كتبت من أجل البهجة الخالصة للكتابة. فإن استطعت فعل ذلك من أجل البهجة، فإنك ستفعله للأبد".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطلة فيلم -سنو وايت- تخطف الأنظار.. وكريم فهمى يقبل يدها


.. شبكات| الفنانون السوريون يغيرون مواقفهم من بشار الأسد.. كيف




.. رئيس قطاع الهندسة بمدينة الإنتاج الاعلامي من مهرجان البحر ال


.. «نجم المسرح» منصة اكتشاف المواهب الفنية بقيادة «قروب مافيا س




.. فكرة جميلة علشان الجماهير تروح الملاعب وتشجيع فرق كرة القدم