الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصتان قصيرتان جدا-مهنة-تحميلة

مصعب فريد حسن

2006 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


مهنة
كلما سألته ( أين كنت) كان يجيب كل يوم جوابا مختلفا , يوم في السفارة البريطانية, يوم في السفارة الأمريكية وآخر في السفارة الفرنسية ، كان خريجا جامعيا , وعاطلا عن العمل , وحسنا يفعل بالدوران على السفارات , علّ احد البلدان يمن عليه بفيزا ، وتتغير حياته , ( ألم تحظى بفيزا ما ) (كلا ولماذا الفيزا , ولماذا السفر من أصله) ( و ماذا تفعل في السفارات إذا ) (لولا حبي وصداقتي العميقين لما كنت سأقول لك ولكن عدني أن يبقى سرا بيننا ولا تخبر أحدا حتى لا تقطع رزقي) (أعدك !) وأنا شبه مدهوش ، (الحمد لله المهاجرين والمغادرين على قفا من يشيل , ولذلك هم يصطفون بالدور أمام السفارات إنهم يأتون منذ ساعات الفجر الأولى , وبعضهم يبيت أمام السفارة ,وهناك الكثير منهم من لديه أعمالا وأشغالا تمنعهم من الإنتظار, فأقف وأحجز لهم دورا وأنتظر بدلا عنهم, صحيح ساعات طويلة , ولكن آخذ مبلغا محترما في النهاية ، أنصحك أن تنزل معي للعمل إنهم يدفعون بسخاء, لهفة رؤية السفراء تجعلهم كرماء جدا , يا رجل إنه عمل لا ينتهي ولا خوف من البطالة ,وصارت هذه مهنتي , أنا أقضي معظم وقتي في السفارات ولأن السفارة تعتبر أرض أجنبية فأنا عمليا مغترب دون أن أتحرك قيد أنملة , في الليل مغترب وفي النهار غريب ) لم يطبق لسانه حتى وصلنا أمام السفارة الأمريكية, (كل سفارة ولها سعرها ، الانتظار أمام السفارة الأمريكية هو الأغلى ، سأدعك تبدأ من الأغلى) أشار باتجاه السفارة ( الكلاب لا تعلم متى يسمحون بالسفر ومتى يمنعون, ومتى يحرد سفيرهم ومتى يرضى) ، نظر إلى العلم الأمريكي وبدأ يعد النجوم ليتسلى التفت إلي وقال (هل تعلم ,كل مرة, أتسلى بعد النجوم ولكن يهيأ لي أنهم يزدادون نجمة كل مرة) .


تحميلة
(عندك جريدة الوحدة عدد يوم أمس) . (نعم ) أجبت تلك المرأة الخمسينية التي دخلت برفقة ابنها الشاب (أرني إياها لو سمحت) ( تفضلي) ومددت يدي بالجريدة , فتحت الجريدة على صفحة محددة , وبحثت , ثم فجأة , رجفت يدها وبدا الـتأثر واضحا على وجهها , مد الشاب رأسه إلى الجريدة بعدما لمح تأثر أمه , أحسست أن دمعة تكاد تفر من عينيه نظرا إلى بعضهما البعض ، وابتسما ابتسامة تحمل الكثير من العاطفة والأحاسيس ، أعطني كل ما لديك من هذا العدد , يا إلهي لم أستطع أن أبقى دون معرفة ما يجري ،( خير يا خالتي ماذا يوجد في الجريدة) , (ابنتي ابنتي تخرجت صيدلانية وفتحت صيدلية عقبال أولادك تعبنا وربينا وعلمنا) وفرت دمعة من عينيها (وهاهو اسمها في الجريدة مع الصيدليات المناوبة) .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الموقف الأمريكي من هيئة تحرير الشام ومما يجري في سوريا؟


.. حكام سوريا الجدد: نحو حكم تعددي أم إقصائي؟ • فرانس 24




.. الهيئة السعودية للمياه في الصدارة العالمية وشعارات الابتكار


.. كاميرا سكاي نيوز عربية ترصد تقدم دبابات إسرائيلية في الجولان




.. طفلة غزية تبارك للسوريين انتصارهم وتشيد بتضحياتهم