الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية
سعاد أبو ختلة
2024 / 10 / 26القضية الفلسطينية
يحق لنا ان نحتفي بيومنا الوطني وان كانت الحرب مازالت تلوك روحنا ولم تكتفي من دمنا، من حقنا كنساء أن نفتخر بأننا كنا ومازلنا في جميع المراحل الجذوة المشتعلة لتنير الدرب، في السلم والحرب أثبتت المرأة الفلسطينية قدرتها على تحمل المسئولية أيا كانت فهي النصف من كل شيء،
يأتي اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية وللعام الثاني في حرب شعواء، التهمت كل أشكال الحياة في غزة وامتدت للضفة والقدس وجنوب لبنان، حرب استباحت أرواح النساء والرجال الأطفال والشباب، البيوت والمؤسسات، وكان للمؤسسات المجتمعية والنسوية نصيبها، فتوقفت عن العمل، التفت العاملين لهمهم الخاص، متابعة شؤون عائلاتهم، وربما فقد البعض، مؤسسات كثيرة اوقفها عدم توفر التمويل المناسب لاستكمال مسيرتها وبقيت تناضل كي تستمر في أداء خدماتها، وكالعادة، المؤسسات النسوية ظلت تناضل لدعم النساء وتتابع احتياجاتهن، مادية ومعنوية، لأن النساء عمود الخيمة، الذي يسندها لتبقى، تواجه الريح، تواجه ما يعصف بالعائلات من فقد، نزوح واستهداف، متابعة الحياة في ظل ظروف الحرب والجوع والقهر، البرد والجزع، يحتاج لنساء قادرات على المتابعة، القيام باحتياجات عائلاتهن، بثبات، دعمها النفسي وتدريبها على مواجهة هذه الصدمات المتتالية كانت عبئا قامت به هذه المؤسسات لذلك يجب علينا في هذا اليوم توجيه الشكر لها، فنساء يواجهن ضروب الحرب من فقد، تهجير قصري، استهداف وإصابة، بجانب اهتمامهن بعائلاتهن ومواجهة ما تواجهه كل امرأة فلسطينية، زوجة وأم، بنت وشقيقة، فلم يسلم أحد من الفقد والتهجير القصري، رغم كل هذا الهم الخاص، تحملت المرأة الهم العام، الهم الوطني الذي أبت الا أن تساهم فيه اما تطوعا أو عملا.
وتقديرا للنساء اللاتي ما زلن يطرزن الوطن وشما في أفئدتهن، للمؤسسات النسوية التي مازالت تعمل وتواجه تحديات كبيرة في سبيل مساعدة المجتمع لمواجهة هذه الظروف القاسية، تحية إجلال واكبار لكل الناشطات النسويات والمناضلات في الخيام ومراكز الايواء، في الأسواق والطابون، يوثقن رواية ثبات، يضمدن جروحهن بمساعدة من حولهن، وفي السياق، لابد من رفع القبعة للصامدات في غزة والشمال، يوثقن يوميات الحرب صوتا وصورة ومقالة، السيدة د. زينب الغنيمي التي تشكل يومياتها تاريخا انسانيا، محاسن الخطيب الرسامة التي قضت نحبها شهيدة تعانق فرشاتها، والكثيرات اللاتي يجب أن يوثق نضالهن الانساني، ليكن شعلة تستنير بها كل نساء العالم، ليكن أيقونة النضال الانساني.
ومن المؤسسات النسوية التي يجب أن نكرمها بكادرها البشري الذي تجدد وتعامل مع الأزمة بحكمة ليبقى على درب عطائه، مركز شؤون المرأة تلك المؤسسة العظيمة التي كنت اعتبرها فيما مضى وزارة شؤون المرأة لحجم عطاءها وتفانيها في تقديم العون في شتى المجالات، تعرض الكادر لما تعرض له الكل في غزة، اضطرت البعض على الانكفاء على همها الخاص من فقد وتشريد، نزحن في ظروف صعبة، فقدن بعض الأقارب، تفرقن عن عائلاتهن، ورغم ذلك تابعن الرسالة، بسرعة فائقة تعافين، وأدرن الأزمة بحكمة واستمر عطاؤهن النفسي والمعنوي والقانوني بالإضافة للإغاثي الطارئ، وسارت على هذا الدرب مؤسسات نسوية أخرى، أبت أن تعتزل العمل والانكفاء غلى الهم الخاص، واستمرت في عطائها مثل مركز الثقافة والفكر الحر، جمعية وفاق، جمعية عائشة، جمعية الساحل وتنمية المرأة الريفية والكثير من المؤسسات التي استمرت في عطائها، أخفقت احيانا وأحسنت أحيانا لكنها تحاول أن تقدم العون في ظل حرب طاحنة، مورس فيها كل أشكال التعذيب من تهجير قصري، إغلاق للمعابر وشح المواد الغذائية والملابس، نقص حاد في السيولة المالية، توقف المساعدات ومنع دخول المساعدات وبقاءها في المعابر وادخالها بعد أن فسدت، تردي الوضع الصحي والنقص الحاد في الأدوية، استهداف الطواقم الطبية والاسعاف والدفاع المدني، انتشار الطابور الخامس لبث الفتنة واختلاق الأزمات واحتكار السوق وسرقة المساعدات، في ظل كل هذه الأزمات استمرار هذه المؤسسات بالعمل وأداء مهامها الطارئة بحكمة يستحق منا كل التقدير، هنيئا لكل امرأة تعمل بكل ما أوتيت من قوة لتستمر عجلة الحياة رغم الدمار، فلتكن بخير وسلام ستنتهي الحرب لا محالة وسيبقى عطاؤكن نبراسا، كل الاحترام للعاملات الكادحات رغم الوجع والجزع، الفقد والتهجير.. رغم حرب مستعرة تلتهم أرواحنا..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كارولين مارليني وماريانا تختاران دراما كوين السوشيال ميديا
.. سيارات مدرعة وفسيفساء مذهلة.. شاهد ما رصدته مراسلة شبكتنا دا
.. تواصل سري بين إسرائيل والنظام السوري.. وثائق مسربة تكشف أسرا
.. مراسل الجزيرة: الكلاب تأكل جثامين الشهداء الملقاة في شوارع ش
.. بعد سقوط بشار الأسد.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدي