الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (121)
نورالدين علاك الاسفي
2024 / 10 / 27القضية الفلسطينية
6- سيوف " القيامة"
المتحدث باسم الجيش الكيان، أعلن يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، في تدوينة بمنصة “X”، إطلاق عملية “السيوف الحديدية”، ردًا على عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها قوات النخبة من “كتائب عز الدين القسام” الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في صباح اليوم نفسه.
أما قناة “كان” بالكيان فذكرت أن لجنة حكومية ستجتمع، للنظر في إطلاق اسم جديد على الحرب المستمرة ضد قطاع غزة، بدلًا من “السيوف الحديدية”.
بحسب “كان”، فإن الأسماء المقترحة، هي:
حرب التكوين: يشير الاسم إلى الكتاب التوراتي الذي يبدأ اليهود تقليدًا في قراءته في “سمحات التوراة”، وهو العيد الذي كان يحتفل به الكيان الصهيوني في 7 أكتوبر، عندما شنت “حماس” هجومها المفاجئ.
حرب “سمحات التوراة”: هو العيد الذي تختم فيه قراءة التوراة السنوية.
حرب الرياح: هذا الاسم هو جزء من ترجمة الاسم العبري (mashiv haruach)، الذي يترجم حرفيًا إلى “هبوب الريح”، وهو جزء من صلاة قصيرة للمطر يبدأ اليهود في إسرائيل تقليديًا في تلاوتها خلال عيد “سمحات التوراة”.
وأوردت “كان”، في وقت سابق، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اشتكى لحكومته من اسم “السيوف الحديدية”، معتبرًا أنه “غير كاف للحرب رغم أنه مناسب لعملية عسكرية”.[1]
و ذا ما كان يتشوق إليه نتنياهو؛ و يجد في استعادئه؛ بعد أن مرت سنة؛ و جاءت الذكرى الأولى "لطوفان الأقصى" لتذكره بما حصل و يصير؛ و لم يأت عليه بنصير؛ فقد بات المأزق الاستراتيجي للكيان باديا للعيان: و لن يسعه الإنكار؛ فالخيبات تتوالى تثرى من كل حدب و صوب؛ و“السيوف الحديدية” بدأت تتهاوى متشظية على أبواب غزة العزة، لذا بدت التسمية؛ لا تلفت الانظار؛ و لا تحتفي بالاختيار؛ و لم تكن موفقة بشكل صائب؛ و ما كان حينها يلوح منها احتفاء. غدا يتطير منه؛ بعلة أنها لا تشبه من قريب أو من بعيد مسميات العمليات العسكرية السابقة، فالتسمية بالعادة كانت لا تخلو من تأصيل توراتي، في محاولة لمنحها مشروعية دينية وهالةً “مقدّسة”.[2]
و لما اغتنم نتنياهو انعقاد حكومة الكيان اجتماعا خاصا بمناسبة الذكرى السنوية لأحداث 7 أكتوبر، صدع بالقول ناعتا "اجتماع حداد خاص". و طالب بتغيير اسم عملية"السيوف الحديدية" إلى"حرب القيامة"، موضحا أن "هذه الحرب وجودية".و زاد توضيحا بغبن قاهر "نحن نغير الواقع الأمني في منطقتنا، من أجل أولادنا ومستقبلنا ومن أجل ضمان أن ما حدث في 7 أكتوبر لن يتكرر".
و من مرارته؛التي تتراكم في حلقه بلا فكاك؛ أضاف نتنياهو أنه يكرر ما قاله في مقر وزارة الأمن والجيش بالكيان بعد هجوم "طوفان الأقصى": "نحن في حرب، لسنا في عملية عسكرية، ولا في جولات قتالية، وإنما في حرب، وسنرد بحرب شعواء بشدة لم يعهد العدو مثلها، وسنجبي منه ثمنا لم يشهد مثله. نحن في حرب وسننتصر فيها".
و لما اشتدت به حمية المسيانية المتطرفة خرج على الملأ صادعا: "منذ ذلك اليوم نحن نحارب، وهذه حرب على وجودنا، حرب القيامة، هكذا أطلب تسميتها بشكل رسمي".و لم تكفه العبارة بيانا؛ فلحق النعت بالتوصيف إمعانا "منذ ذلك اليوم الأسود نحارب في سبع جبهات"
حرب "القيامة" بدلًا عن"السيوف الحديدية"..هكذا يريد نتنياهو فرض أجندة توراتية للتوسع في عدوانه بالمنطقة؛ و هي إشارة بلا أقنعة؛ تشرك اليمين الواسع؛ و ممثليه في ائتلافه؛ الذين يحتفون بما تنبأ به حاخامات اليهود القدامى، حيث يشيرون إلى اقتراب اليوم الآخر أو نهاية العالم؛ منها ظهور البقرة الحمراء المقدسة، ومعركة هارمجدون التى ستقع فى محيط سهل مجدون فى فلسطين، وأن المسيح المخلص سيقود جيوش اليهود المؤمنين ويحققون النصر على الكفار، ويسود اليهود العالم".
الصهاينة؛ و من وطأة رج فرط طوفان لمعتقداتهم؛ سارعوا لإعادة تدوير تلكم البصائر المتهالكة؛ في محاولة ساقطة منهم للقفز على الاندحار؛ حتى لا يلام اليمين بأنه عمل كل ما في وسعه و استجدى بكل المزاعم؛ لكن "ربهم" خيبهم.
و ما كان من زعيم المعارضة يائير لابيد في حق الاسم الذي اقترحه نتنياهو. إلا أن كتب على تيليغرام: "يمكنك تغيير أي عدد تريده من الأسماء، (لكن) لن تغير حقيقة أنه تحت إشرافك، حدثت أسوأ كارثة في تاريخ إسرائيل. هذه الحكومة ليست حكومة القيامة، إنها حكومة المسؤولية عن الخطأ".
أما منتدى عائلات الأسرى فقد جاء في بيان له : "لا توجد ولن تكون هناك قيامة دون إعادة جميع الرهائن[3]".
"و هكذا وبمهارة كبيرة، سوّق نتنياهو نفسه لمؤيديه الجهلة على أنه جديّ وحكيم".[4] و ما يحصل في العمق خطاب سياسي، يسوق لنفسه امتلاك الحقيقة. و في حقيقته من الخطاب الديني يمتح. و لما بات خطابا متطرفا أبان أنه خطاب امتلاك الحقيقة؛ و على الواقع يحاول فرضها بالقوة. و عبثا سيأخذ بأسباب " سيوف "القيامة" هروبا إلى الأمام؛ و "السيوف الحديدي" تساقطت متشظية؛ و لم تجد مع المقاومة فتيلا.
و بمقتل أول حاخام في الحرب جنوب لبنان مع 50 جنديا و ضابطا صهيونيا؛ يدخل الكيان القيامة رأسا؛(2024-10-22)؛ و بصريح عبارة "معاريف": من الصعب التصديق.. لقد مر عام منذ 7 أكتوبر وما زلنا نبكي وحزب الله لم يهلك ولم يتم القضاء عليه ولم يقل الكلمة الأخيرة بعد".( 2024-10-23).
نتنياهو ركن إلى "حرب القيامة"؛ بعلة قاسم مشترك يعشعش في أفكار اليمين المتطرف؛ و صلتها بالبصائر التلموية؛ و إياها يعني؛ و مناط الحديث بسمع سموتريتش واصل؛ عله يوقر فيه؛ و عساه يزكي طرحه؛ بأنه في وسعه أن تكون له اليد الطولى في قادم المعارك الخائبة؛ و هو يرى مأزقه كل يوم يزيد وحلا و لا أفق ينتظره.
و ذا يلخص هروب الاندحار المدوي؛ المرسخ لزوال الكيان المسخ بعد خيبة هزيمتهم؛ رغم ما أوتوا من قوة العديد و العتاد؛ و لم يفلحوا؛ و الغرب إلى جانبهم متكالب.
-------------
[1] اجتماع إسرائيلي لتغيير اسم الحرب.. و3 بدائل للسيوف الحديدية | سكاي نيوز عربية (skynewsarabia.com).
[2] https://alcarmel.net/articles/6260/
[3] https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2024/10/07/netanyahu-proposes-resurrection-war-as-new-name-for-october-7-war
[4] https://www.almayadeen.net/press
/-هآرتس---نتنياهو-سيسجل-بأنه-أسوأ-رئيس-حكومة-في-تاريخ--إسرائي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. باميلا إلكيك تفتح قلبها بكل صراحة لرابعة الزيات
.. الجزائر.. تدافع من أجل توقيع كاتب سعودي • فرانس 24 / FRANCE
.. حل الدولتين في خطر… إسرائيل تكشف عن خطط جديدة في الضفة الغرب
.. بروفايل | إبراهيم حمادة.. عضو مجلس النواب الأمريكي من أصول س
.. قوات الاحتلال تهدم منشآت قرب بلدة جبع بالقدس