الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل الحرب النووية ممكنة ؟ 5
مرزوق الحلالي
صحفي متقاعد وكاتب
(Marzouk Hallali)
2024 / 10 / 27
الارهاب, الحرب والسلام
التطورات الباليستية في الصين
لقد دفعت التوترات المتكررة بين الصين والولايات المتحدة والهند، العملاق الآسيوي إلى تسليح نفسه بشكل كبير، وخاصة بالصواريخ النووية. وهكذا، في عام 2021، قامت الصين رسميًا ببناء حوالي مائة صومعة لإطلاق الصواريخ على أراضيها، واختبرت ببعض النجاح في منتصف أكتوبر 2021 صاروخًا فائق السرعة يتجاوز سرعة الصوت ومدى غير محدود. إن هذه المآثر التكنولوجية، التي تتابع الأبحاث الأميركية والروسية بشكل وثيق، تزود الصين بمكانة مخيفة على نحو متزايد.
وفي بداية عام 2023، كان لدى الصين عدد أكبر من منصات إطلاق الصواريخ الأرضية ذات المدى العابر للقارات مقارنة بالولايات المتحدة. وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) قد توقع أن تمتلك الصين على الأرجح نحو 1500 رأس نووي بحلول عام 2035.
وفي يوليو 2024، أعلنت الصين تعليق المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن الحد من التسلح ومنع الانتشار النووي، ردا على دعم واشنطن العسكري لتايوان. وقالت وزارة الخارجية الصينية: " وعلى الرغم من معارضة الصين القوية والاحتجاجات المتكررة، واصلت الولايات المتحدة بيع الأسلحة إلى تايوان واتخذت إجراءات تقوض بشكل خطير المصالح الأساسية للصين والثقة المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة".
مع عجز المجتمع الإنساني فإن مسألة الحرب النووية تظل أكثر أهمية من أي وقت مضى.
في مارس 2013، ناقش مسؤولو الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة وأعضاء المجتمع المدني قدرة المجتمع الإنساني على الاستجابة لتفجير نووي
وحذر مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA ) في جنيف، رشيد خاليكوف - Rashid Khalikov -، من أن العواقب الإنسانية لهجوم أو حادث نووي قد تكون مدمرة وكارثية.
واليوم، يعترف المجتمع الإنساني بعجزه عن الاستجابة بفعالية لمثل هذا الوضع، والأفضل هو بذل كل ما في وسعه لمنع استخدام مثل هذه الأسلحة.
السيناريو المروع
في غضون ساعات قليلة، سيقتل 34 مليون شخص بسبب التأثير المباشر للتفجيرات النووية.
حسب الخبراء، من شأن الحرائق الهائلة التي لا يمكن السيطرة عليها والتي تولدها القنابل أن ترسل 9 ملايين طن من السخام إلى الغلاف الجوي. وفي أقل من 50 يومًا، سيتأثر الكوكب بأكمله بالرماد.
ولمدة عقد من الزمن، سيتم بعد ذلك تصفية أشعة الشمس جزئيًا. والنتيجة: ستنخفض درجة الحرارة على كوكب الارض بمقدار 1.25 درجة مئوية خلال السنوات الثلاث الأولى؛ وسينخفض هطول الأمطار على مستوى العالم بنسبة 10% خلال السنتين إلى الأربع سنوات التالية للحدث؛ وسيكون الصقيع أكثر تواترا؛ وسيلي ذلك، انخفاض التمثيل الضوئي – photosynthèse -. ومن ثم ستتأثر الزراعة بشكل خطير وبالتالي الموارد الغذائية للبشرية جمعاء. وفي الواقع، من المحتمل أن تتعطل الدورات الزراعية بسبب التأثير المشترك للتبريد، وقلة هطول الأمطار، وانخفاض شدة الأشعة الشمسية على سطح الأرض. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انقطاع متكرر لدورات النمو بسبب الصقيع.
وأخيرًا، يصاحب هذا السيناريو خسارة واسعة النطاق (75% عالميًا - 65% في المناطق الاستوائية) في طبقة الأوزون الستراتوسفيري لمدة 15 عامًا تقريبًا. حتى الحرب النووية الإقليمية (الهند ضد باكستان على سبيل المثال) ستؤدي إلى فقدان الأوزون بنسبة تصل إلى 25٪ في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي سيستغرق 12 عامًا للتعافي حسب الخبراء. ومن شأن هذا التدمير للأوزون أن يسبب مشاكل صحية خطيرة وتغييراً في النظم الإيكولوجية الأرضية والمائية والزراعة.
وفقًا للنمذجة المنشورة في تقرير JGR Atmospheres في أكتوبر 2021، ستنتج عن حرب النووية بين الولايات المتحدة وروسيا 150 مليون طن من الدخان بينما ستنتج الحرب النووية الإقليمية بين الهند وباكستان 5 ميجا طن من الدخان.
الشتاء النووي
الشتاء النووي من العواقب الكوكبية التي يتم طرحها في أغلب الأحيان للتحذير من العواقب التي قد تترتب على حرب ذرية ضخمة. ووفقاً لهذه الرؤية، فإن الأرض ستُغلف بعد ذلك بطبقة من الغبار المشع، مما يمنع الطاقة الشمسية من الوصول إلينا لفترة طويلة إلى حد ما، مما سيؤدي إلى احتمال قوي لاختفاء الجنس البشري من كوكبنا..
في الواقع، مع غياب طاقة الشمس، تنخفض درجات الحرارة وتتعرض عملية التمثيل الضوئي للخطر: وتنهار المحاصيل الزراعية في حين يتم الإفراط في استخدام إمدادات الطاقة لغرض التدفئة.
فمنذ عام 1982، ناقشت الدراسات الروسية والأمريكية عواقب الضربات النووية: فأكثر من النشاط الإشعاعي العالي والأضرار الناجمة عن الانفجارات، فإن البشرية لديها ما تخشى منه أكثر بكثير من شتاء ذري، كما يوضح البحث الذي أجراه عالمان أمريكيان، آلان روبوك وأوين بريان تون - Alan Robock - Owen Brian Toon.
كثيرا ما كان الحديث عن حرب نووية واسعة النطاق بين روسيا والولايات المتحدة، لكن صراعا إقليميا بين الهند وباكستان، اللتين تمزقان نفسيهما حول منطقة كشميرمنذ أمد، مع تبادل 50 ضربة لكل منهما (0.4% فقط من الترسانة النووية في العالم) تهدد أكثرمن مليار شخص بالمجاعة!
.
وقال لوك أومان- Luke Oman -، عالم المناخ في مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في جرينبيلت بولاية ماريلاند- Goddard Space Flight Center de la NASA à Greenbelt, (Maryland) ، في مقابلة معه، إن الانبعاثات الناتجة عن الانفجارات النووية المتعددة، على عكس الانفجار البركاني، تتكون من السخام (وليس جزيئات الكربون)، والتي يمكن أن تقلل من درجة الحرارة إلى حد أكبر بكثير.
وفي حين أنه من المؤكد أن الحرب النووية ستكون مدمرة بلا شك، فإن درجة الضرر الذي سيلحق بالأرض بشكل عام تظل مثيرة للجدل، حتى مع تحسين عمليات المحاكاة بشكل مطرد.
كيف سيطعم الانسان نفسه خلال الشتاء النووي؟
.
قام ديفيد دنكنبيرجر- David Denkenberger -، رئيس تحالف المنظمات غير الحكومية لإطعام الأرض في حالات الكوارث (ALLFED)، بإدراج المنتجات الغذائية التي بإمكان البشر استهلاكها بعد حرب نووية عالمية.
وكان الجواب الفطر والطحالب
إن الفطر (شديد المقاومة) والطحالب هي الأقل تأثراً بعواقب الانفجار النووي.
وتعد الطحالب مصدرًا غذائيًا جيدًا حقًا في سيناريو كهذا لأنها يمكن أن تنمو في الإضاءة المنخفضة جدًا. كما أنها تنمو بسرعة كبيرة. فخلال فصل الشتاء النووي، سوف تبرد الأرض بشكل أسرع من المحيطات، وبالتالي ستبقى المحيطات أكثر دفئًا قليلاً. و الطحالب يمكنها تحمل درجات حرارة منخفضة نسبيًا.
ولإطعام البشرية خلال الشتاء النووي، يقدر دنكنبرجر- Denkenberger - أن العالم سيحتاج إلى حوالي 1.6 مليار طن من الطعام الجاف سنويًا. يمكن للبشر أن ينمي هذه الكمية من الطحالب خلال ثلاثة إلى ستة أشهر...
_______ يتبع 6 - القنابل الكهرومغناطيسية ______________
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا في مدن سوريا بعد سيطرة المعارضة
.. صراخ وفوضى.. شاهد ما حدث في برلمان جزر البهاما بعد إلقاء نائ
.. إيران تعيد حساباتها في الشرق الأوسط.. وهذا ما ستفعله مع سوري
.. أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يكرم صحفيي الحرب في منتدى
.. بلومبرغ: روسيا ليس لديها خطة لإنقاذ نظام الرئيس السوري بشار