الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام في ميزان الحداثة والحداثيين الجزء 1

يونس زكور

2006 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


بداية أود الإشارة إلى أن المقصود بالحداثيين, أولئك المحققين والمفكرين الذين ينطلقون من الحداثة , كإطار مرجعي يحددون من خلاله منزلتهم وعلاقتهم ورؤيتهم للعالم والأشياء, والحداثة كإطار مرجعي هي عصارة الأفكار التي تمخضت عن التجارب الفكرية الغربية في التاريخ الحديث والمعاصر, والذي بدأت إرهاصاتها الأولى مع حركة الإصلاح الديني في أوربا التي قادها مارتن لوتر عام 1517, وتبلورت أبعادها الفلسفية والسياسية في القرنين 17 و 18 حيث كانت هذه الفترة مدعاة لولادة التفكير الفردي العقلاني وصياغة المبدأ الرأسمالي بعقيدته العلمانية ونظامه الديمقراطي , الشيء الذي أدى إلى انهيار المعايير الحضارية والقيم الثقافية التقليدية التي لا تؤمن بالحركة والتغيير وتعتكف على ما توصلت إليه وتتشبث بما عندها وإن كان لا قيمة فكرية له , وفي ظل هذه السيرورة الاجتماعية وفي كنف هذه الحركة المعرفية بمختلف اتجاهاتها تحدد السياق العام للحداثة باعتبارها ممارسة اجتماعية ومنهج فكري ونمط من الحياة ونسق من المعرفة يقوم على أساس التغيير والابتكار, فالحداثة بهذا المعنى (كما يؤكد على ذلك كارل ماركس ودركاييم) هي تجسيد لبنيان اجتماعي متكامل ونسق صناعي منظم يقوم بالأساس (كما يوضح آلن أوين) على الفصل المتعاظم بين عالم الطبيعة التي تديرها قوانين يكتشفها ويستخدمها الفكر العقلاني, وبين عالم الذات الذي يختفي فيه كل مبدأ متعال لتعريف الخير. أي أنها (بعبارات ماكس فيبر) فصم الائتلاف والوحدة بين السماء والأرض مما يجلي العالم من وهمه ويلغيه من سحره, ومؤدى هذه التعريفات أن الحداثة في نهاية المطاف هي استخدام العقل في تفسير الوقائع الاجتماعية, والحداثة بهذا المعنى تقوم على مبدأين أساسيين هما :
- تأكيد مبدأ الإرادة الفردية المطلقة والوعي الحر بما فيه من إعلاء لشأن الإنسان وتكريس لحريته الثابتة وبناء فكره واختيار مؤسساته وإدارة حياته الشخصية.
- نزع القداسة عن العالم بما في ذلك من فصل بين السلطتين السياسية والدينية .
وانطلاقا من هذه المعطيات فإن السؤال الذي يطرح هو هل الفكر الحداثي بمبادئه القائمة على نزع القداسة عن العالم وعلى النزعة الذاتية الفردية قادر على استيعاب الإسلام برؤيته القائمة على مركزية مفهوم الأمة وهيمنتها والقائم أيضا على مركزية المقدس من خلال الربط الإسلامي بين الدين والدولة؟
إن محاولة الإجابة عن هذا السؤال الذي يطرح بقوة في دوائر البحث الأكاديمية والإستراتيجية تقودنا مباشرة إلى مجموعة من الكتابات صدرت عن مجموعة من الكتاب والمفكرين من حملة الفكر الحداثي (أي الحداثيين) , والتي ازدادت وثيرتها مع زلزال 11 سبتمبر الذي يعتبر نقطة تحول نوعية في علاقة المسلمين بغيرهم .
ومن خلال اطلاعنا على أهم مضامين هذه الكتابات فقد استخرجنا منها صنفين من المقاربات حول الإسلام , الأولى مقاربات ذات مضمون نقدي هدام, والثانية مقاربات
ذات مضمون نقدي بناء.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على أرجاء قطاع غزة مع اشتداد المعارك في شرق رفح


.. أوكرانيا، روسيا، غزة: هل ستغير الانتخابات البرلمانية الأوروب




.. أوكرانيا: موسكو تشن هجوما بريا على خاركيف وكييف تخلي بلدات ف


.. لبنان.. جدل واتهام للمسرحي وجدي معوض بالعمالة لإسرائيل




.. متاعب جديدة لشركة الطيران الأمريكية بوينغ.. واختفاء مجهول لع