الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (123)

نورالدين علاك الاسفي

2024 / 10 / 29
القضية الفلسطينية


   7- سيوف النهاية التامة.
 
2.        اللعنة لعنات؛ و الخراب نبوءات.

·          كان العراب نتنياهو شاهدا بخبرته: "دون السيف لا يمكن العيش في الشرق الأوسط"
·          و على نهجه "صبي التلال" سموتريتش صدع:"إن أحفادنا.. سيكون مصيرهم حتما أن يعيشوا بالسيف".
 
الكيان على أبواب نهاية الحلم، و حالهم به ناطق “كل يوم يمرّ يقرّبنا من نهاية الحلم الصهيوني” لينتهوا إلى نعت خطر انهيار الكيان هو "خراب البيت الثالث".
 
فهل اعتقدوا الصهاينة في اللعنة يوما ستشاكسهم ؟
 أم أن لعنة العقد الثامن لن تماكسهم ؟
أم حاصل التلمود ببصائره؛ الخراب واقع ليس له دافع؟
 
الحاضر إلى الحين لا يعاكس الأمان؛ و كبوات العشم تلاحق الكيان، أكان الموقف تحذيرا من نهايات "قيامية" و "خراب نهائية" أم تصورًا للخروج من الأزمة قبل الانزلاق النهائي[1]. و إمعانا في التخفيف فيما يعتقدونه؛ و لا يريدون إن يظهروه كواقع جاثم بحكم المعتقد؛ راحوا يماثلون بما سيطالهم بحاصل من ذكرى اندلاع الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية، في العقد الثامن من توحيدها في عام 1860، و تحول إيطاليا إلى دولة فاشية في عقدها الثامن، و ألمانيا إلى نازية في عقدها الثامن، وكانت سببًا في هزيمتها وتقسيمها، وفي العقد الثامن من عمر الثورة الشيوعية تفكك الاتحاد السوفياتي.
أما القيادات الصهيونية ففي معظمها على وفاق و الإيمان بتفكّك وانهيار الكيان الصهيوني داخليًا، بصورة متسارعة، عند دخوله العقد الثامن، و لا تنفك تشير إلى الروايات الدينية اليهودية، “العهد القديم/التناخ”، حيث لم تستطع أي من المملكتين اليهوديتين السابقتين، “المملكة الداودية-السليمانية” و”مملكة الحشمونائيم”، تجاوز العقد الثامن.
و ها إيهود باراك؛ من شدة قناعته؛ لا يخفي مخاوفه من قرب زوال الكيان الصهيوني قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، ففي حوار له مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”/ 8 أيار/ مايو 2022 ،  صدع بقين لا يمارى؛إن “اليهود لم يحكموا لأكثر من 80 عامًا على مر التاريخ، متوقعًا سيناريو الهلاك والكآبة لإسرائيل”.[2]
وفي مقالته “التهديد الحقيقي هو الكراهية بين اليهود”، التي نشرها في 8 أيار/ مايو 2022 في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، زاد باراك ايضاحا لمن بقي في قريرته ذرة شك مما سيحصل: “الثورة الصهيونية هي المحاولة الثالثة في التاريخ، وككيان ذي سيادة وصلنا إلى العقد الثامن”.
اللواء احتياط جرشون هكوهين؛ يستعرض و في ورقة بحثية له “وجهات نظر، رقم 2101، 21 تموز/ يوليو 2021″، المخاوف بلا مواربة معلنا أن “بعض المفكرين حذّروا من خطر العقد الثامن. انتهت ملكية داود وسليمان كمملكة موحدة في عقدها الثامن، وتقاسمت مملكة الحشمونائيم مصيرًا مشابهًا”.
و حتى لا يبقى أسير حرج؛ لا يوطنه على الحقيقة؛ راح مؤكدا: «إن تدمير الهيكل الثالث للشعب اليهودي له أهمية روحية. ستكون كارثة هائلة لدرجة أنه من المشكوك فيه أن يتعافى الشعب اليهودي على الإطلاق. وبهذا المعنى فإن القلق اليهودي بشأن تدمير إسرائيل له أهمية كونية”. ويضيف موضحا بشكل ضاف حقيقة المعتقد: “هذا القلق هو عنصر أساسي في هوية إسرائيل وهدفها كدولة يهودية”[3].
يوفال نوح هراري، أستاذ التاريخ، نشر مقال في “هآرتس/ 13 تموز/ يوليو "2023، طارحا سؤال اليقين المرفوع على رغمه و لو إلى حين : “هل تتمكن اليهودية من النجاة من تدمير الهيكل الثالث هذه المرة على يد اليهود أنفسهم؟ وكيف سيبدو هذا الدمار؟”.
و حتى لا يداري حرقة السؤال الممتنع؛ زاد إيغالا في الهروب “ما هو الدمار، وهل تستطيع اليهودية النجاة من الدمار الثالث؟ من السهل تصور أحد السيناريوهات، لأننا جميعًا نعرفه جيدًا من خلال تدمير الهيكل الثاني أنه تم تدمير الهيكل الثاني بسبب التعصب الديني:
·   استولى المتعصبون المسيحانيون على المجتمع اليهودي في الأرض المقدسة،
·   وقتلوا أو أسكتوا جميع الأصوات المعتدلة،
·   ومن منطلق إيمانهم المتقد بعصمتهم،
·   قادوا الشعب اليهودي إلى الدمار السياسي والاقتصادي.
"إذا كان الدمار الثالث يشبه الثاني، فبغض النظر عن مدى فظاعته؛ - و الحديث بيوفال واصل- فإن  “من المهم أن ندرك أن ما يحدث الآن في إسرائيل ليس صراعًا سياسيا عابرًا، بل حدثًا تاريخيًا حاسمًا”.[4]
أما تامير باردو؛ رئيس الموساد الأسبق؛ فقد خلص نجيا من شغب السؤال المراوغ؛ و من عنوان مقالته المنشورة بصحيفة “يديعوت أحرونوت/ 8 أيلول/ سبتمبر 2023، لاح المعنى بلا مغنى “المتطرفون هنا يريدون حرب يأجوج ومأجوج”: “كل يوم يمرّ يقربنا من نهاية الحلم الصهيوني”.[5]
يوم السبت، 28 تشرين الأول/ أكتوبر، أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام؛ الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قال في كلمة مصوّرة إنّ “زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم وليرجعوا إلى توراتهم و تلمودهم ليقرؤوا ذلك جيدًا ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر”.
ما رامه أبو عبيدة بالقصد جاءه رأسا؛“لعنة العقد الثامن”، نبوءة على علاتها مقلقة للصهاينة، فالصدع الداخلي بالكيان بات فارقا، من "تحريض، تعصب وانقسام.. و هي ذاتها الكراهية المجانية التي تسببت بتدمير عالم اليهود السابق بحسب الحكايات الموروثة"
و عندما يكثر الحديث عنها؛ تمسي النبوءة في عجلة من أمرها؛ فقد تكرست نفسيا؛ و أضحت تتحين الفرصة متى تعلن عن نفسها؛ و حقيقة الكيان باتت تتحسبها في كل حين؛ و من عنادها على التحقق؛ كان طوفان الأقصى؛ نذير النبوءة المحقق؛ معلنا أن لعنة العقد الثامن لن ترتفع بحال إلا بأمر الزوال.
 -------------
[1]هنيدة غانم، قصة الماضي الذي في المستقبل.. »خراب إسرائيل سيأتي من الداخل« .madarcenter.org
[2] Israel could cease to exist before 80th anniversary, says ex-premier Barak /presstv.ir
[3] Gershon Hacohen, Israel’s Fear: The Destruction of the Third Temple   21/7/2021- besacenter.org
[4] Yuval Noah Harari, Can Judaism Survive a Messianic Dictatorship in Israel? -   13/7/2023.
  Haaretz.com
[5] Tamir Pardo, The war of Gog and Magog and the end of the Zionist dream, Yedioth
    Ahronoth, 8/9/2023. “The war of Gog and Magog and the end of the Zionist dream”. Former
     Mossad chief writes about Israel’s political crisis – Teller Report








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | إيران تطلق صواريخ باتجاه القواعد الأميركية في قطر وال


.. ترامب يجتمع بوزير الدفاع ورئيس الأركان المشتركة بالتزامن مع




.. الناشط الفلسطيني محمود خليل يستأنف مظاهراته الداعمة لغزة


.. وسائل إعلام إيرانية: بداية الرد على أمريكا بضرب قاعدة العديد




.. إيران: بداية الرد على أمريكا بضرب قاعدة العديد في قطر وقواعد