الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تَعَلَّمْ كيف تَقْتُلْ

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2006 / 12 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


القتل ، كلمة قد تختلف ردود فعل كل منا تجاهها ، فأقل ما يتوارد إلى الذهن عند سماعها إن أحداً قد زهقت روحه . في الأيام الخوالي يوم كنا هناك في بلدنا ، كنا نستغرب حوادث وجرائم القتل، رغم إن أغلبها كان من الجرائم والحوادث المقبولة اجتماعيا كحوادث الثأر وغسل العار وما شابه. كنا نسمع إن أحدا قد قتل أخته أو أمه أو زوجته غسلاً للعار ونظل اشهراً نتحادث ونتخاصم ونستسقط المزيد من التفاصيل ، وعلى الأغلب تصبح الحادثة مثلاً يستعان به في الأحاديث والحكايات. وأذكر إن أحدهم قد أصيب بلوثة دماغ فأصبح مجنوناً فقتل كل عائلته في ليلة واحدة ، حدث ذلك في مطلع الستينيات في منطقة المأمون ببغداد ، وقد لبست بغداد برمتها ثوب الحداد على العائلة المذبوحة.
ما يحدث اليوم في العراق يفوق قدرة التصور البشري ، فآلاف العراقيين يقتلون يومياً بأساليب مختلفة ، فالقتل جوعاً ، والقتل بسبب المرض وعدم المعالجة ، والقتل بسبب من القلق والخوف والعذاب النفسي ، وأسؤاها القتل الطائفي والقومي، كلها جرائم يتحملها النظام السابق وأتباعه من البعثيين والتكفيريين وغيرهم.أما الأنواع الأخرى وهي عمليات التصفية اليومية للعديد من المواطنين العراقيين لأسباب وبدونها ، فإنها ليست من مسؤولية النظام السابق فقط بل إن البشرية كلها مسؤولة عنها ، فهي عملية إبادة لحضارة عالمية ولشعب بكامله. فشعبنا العراقي يتعرض لعمليات تصفية من الداخل عن طريق أزلام البعث ، ومن الخارج عن طريق استغفال دول وشعوب العالم بما يحدث له ، وهو أمر لا يمكن القبول به إنسانياً.
إن عمليات التصفية الحالية للخصوم والمعارضين والأبرياء من الناس تتم وفق معايير النظام السابق ومفاهيمه وممارساته السابقة وتحت أنظار البشرية كاملة ، وسكوتها معناه القبول بها . ففي العراق اليوم أكبر مدرسة لتعليم القتل ، ومن يرغب بتعلم هذه المهنة فعليه بزيارة الوطن .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات